ترنتيوس

 

الأعمال المسرحيّة

 

6- الأخوان

 

حواش 

 

 

 

 

 

6

5

4

3

2

1

مقدّمة

 

 

الفصل الثّاني

 

المشهد الأوّل* (155-207)

صنّيون، باخيس، أسخينوس، برمينون

صنّيون   : أترجّاكم أيّها المواطنون! ساعدوا بائسا بريئا! أغيثوا أعزل بلا نصير!

أسخينوس: ( مخاطبا باخيس) توقّفي الآن هنا، على مهلك. لم تتلفّتين حواليك؟ لا خطر عليك بعد: ما دمتُ معك لن يمسّك أبدا.

صنّيون   : هي لي وإن كره الكارهون.

أسخينوس: ( مخاطبا باخيس) مهما وصلت به النّذالة، لن يعود الآن إلى ما يعرّضه للضّرب.

صنّيون   : أسخينوس، اسمع ولا تزعم من بعد أنّك لم تكن تعرف طبيعة شغلي. أنا تاجر جوار.

أسخينوس: أعرف.

صنّيون   : لكن بخُلق جعلني دوما محلّ ثقة الجميع. فإن اعتذرتَ بعد بذريعة أنّك لم تقصد هذه الإساءة لن أقبل منك ذلك. ثقْ أنّي سأطلب حقّي ولن تعوّضني بمجرّد كلمات عن ضرري المادّيّ. أعرف جيّدا أعذاركم: لم أقصد، وحقّ السّماء ما كنت تستحقّ تلك الإهانة*، والحال أنّي أعامَل بنحو مُهين.

أسخينوس: ( مخاطبا برمينون) اسبقني بسرعة وافتح لها الباب.

صنّيون   : الظّاهر أنّك لا تأبه بتحذيري.

أسخينوس: ( مخاطبا باخيس) ادخلي الآن.

صنّيون   : لن أسمح وحقّ السّماء.

أسخينوس: ( مخاطبا برمينون) تنحّ قليلا إلى هناك يا برمينون. ابتعدتَ أكثر ممّا ينبغي. ادن منه، هناك. كذلك تماما. والآن اجتهد ألاّ تبرح عيناك عينيّ كي تسدّد له حالما أشير إليك لكمة على الفكّ.

صنّيون   : ذاك ما أودّ أن أراه.

أسخينوس: انتبه يا هذا: نحّ يدك عن الفتاة. ( يشير إلى برمينون الّذي يسدّد في الحين لكمة لصنّيون)

صنّيون   : يا للفعلة النّكراء!

أسخينوس: إن لم تحترس، ستتبعها رادفة. ( يسدّد له برمينون لكمة ثانية بدون إشارة من سيّده)

صنّيون   : وامصيبتي! واتعس نفسي!

أسخينوس: ما أشرت لك هذه المرّة، لكن أحبّذ الخطأ بهذا الاتّجاه على سواه. انصرف الآن. ( ينصرف برمينون مع الجارية).

صنّيون   : ويلك، ما هذه المعاملة؟ ألك هنا السّلطان؟

أسخينوس: لو كان السّلطان بيدي فعلا، لكرّمتك على مكارمك.

صنّيون   : ألك شأن بي؟

أسخينوس: لا شأن.

صنّيون   : ماذا؟ أتعرف من أنا؟

أسخينوس: لا رغبة لي في ذلك.

صنّيون   : أمسستُ لك شيئا؟

أسخينوس: لو فعلت، لمسّتك منّي ما تكره.

صنّيون   : بأيّ حقّ تستولي على جارية اشتريتها بمالي؟ أجبني.

أسخينوس: لا يليق بنا الاستمرار في هذه المشاحنة أمام البيت. إن واصلت إزعاجي سآمر بجرّك إلى الدّاخل وإيساعك جلدا.

صنّيون   : الجلد لرجل حرّ؟ 

أسخينوس: ذاك ما سيحلّ بك.

صنّيون   : يا لهذا الرّجل الأخرق! ويقولون إنّ الحرّيّة هنا للجميع سواسية!

أسخينوس: كفى أيّها النّخّاس ما أثرت من الشّغب. إن شئت التّفاهم بالحسنى فاستمع إليّ الآن.

صنّيون   : أنا الذي أثرت الشّغب أم أنت؟

أسخينوس: دعك من هذه المهاترات وعد إلى الموضوع.

صنّيون   : أيّ موضوع؟ وإلى أين أعود؟

أسخينوس: أترغب في أن أقول لك شيئا يهمّك؟

صنّيون   : أرغب طبعا، لكن بشرط أن يوافق القسط.

أسخينوس: واها! نخّاس يطلب منّي ألاّ أقول ما يخالف القسط.

صنّيون   : أنا بائع جوار، ومفسدة بل آفة ومهلكة كلّ الشّباب، أعترف بذلك: لكنّي لم ألحق بك أيّ أذى.

أسخينوس: ما بقي سوى أن تفعل ذلك وحقّ هرقل*!

صنّيون   : عد من حيث بدأت يا أسخينوس أرجوك.

أسخينوس: اشتريتَها بعشرين مينة*، لا درّ درّك. ستحصل على هذا المبلغ.

صنّيون   : ماذا لو رفضت أن أبيعها لك؟ أترغمني؟

أسخينوس: أبدا.

صنّيون   : خفتُ أن تكون فكّرت بشيء كذلك.

أسخينوس: بل لا أعتقد بإمكانك بيعها لأنّها حرّة: وسأرفع عليك دعوى بذلك. والآن فكّر، أيّ الخيارين تحبّذ؟ قبول المبلغ أم الاستعداد لقضيّة أمام المحكمة. فكّر في المسألة حتّى أعود إليك أيّها النّخّاس. ( يدخل)

صنّيون   : ( مخاطبا نفسه) وحقّ يوبتر* العظيم لا أعجب أن يصل بهم الظّلم حدّ الجنون. لقد أخرجني من بيتي وضربني وأخذ عنوة جاريتي. ومقابل هذه الإساءات يطلب أن أبيعها له بسعر التّكلفة! لكن ما دام قد عاد إلى الحسنى ليكن: فهو يطلب حقّه. أنا في الواقع أرغب في البيع لكن بشرط أن يدفع ثمنها. لكن أتوقّع أنّه لمّا أُعلنُ عن بيعها له بِكيت، سيحضر حالا من يشهد بأنّي بعتها له، أمّا النّقود فلا كلام عنها أو "بعد ساعة" أو"عُد غدا". يمكنني قبول الصّفقة رغم حيفها لكن فقط إن سلّمني المبلغ. الحقّ أنّ المرء إذا زاول هذه المهنة عليه في رأيي أن يتحمّل عنت الشّباب ولا ينبس بكلمة. لكن لن يدفع لي أحد وعبثا أحدّث نفسي بهذا الشّأن.

 

المشهد الثّاني (208-253)

سيروس، صنّيون

سيروس  : ( يخرج من بيت سيّده مخاطبا شخصا بالدّاخل) اسكت، سأقابله بنفسي: سأجعله يقبل راغبا ويقول إنّا تصرّفنا معه بنحو مرض. ( مخاطبا صنّيون) صنّيون، ما هذا الّذي سمعتك تتنازع فيه مع سيّدي؟

صنّيون   : ما رأيت أبدا نزاعا أبعد عن العدل من الّذي كان اليوم بيننا: أنا أتلقّى وهو يسجي ضربة تلو أخرى، حتّى كلّ كلانا.

سيروس  : الذّنب ذنبك.

صنّيون   : ماذا فعلت؟

سيروس  : كان عليك أن تتصرّف بما يناسب حدّة الشّباب.

صنّيون   : وهل كان يمكنني المزيد، وأنا اليوم قد قدّمت خدّي باستمرار؟ 

سيروس  : دعني من هذا، أتعرف عمّ أحدّثك؟ التّغاضي في بعض المواقف عن المال أكبر ربح. 

صنّيون   : واها!

سيروس  : خفتَ إن تنازلتَ عن حقّك قليلا وجاريتَ شابّا، يا أغبى النّاس، ألاّ يعود عليك ذلك بفائدة مضاعفة.

صنّيون  : أنا لا أشتري الأمل عيناً.

سيروس  : لن تجمع ثروة أبدا ، اذهب فأنت لا تعرف كيف تغري النّاس يا صنّيون.

صنّيون   : ذلك أفضل في ظنّي، لكنّي لم أكن أبدا ذكيّا إلى حدّ ألاّ أوثر أخذ ما أستطيع أخذه حاضرا.

سيروس  : أفهم تفكيرك: كما لو كانت يوما عشرون مينة* ممّا يعتدّ به عندك لتجامله بها. بالمناسبة يقال إنّك ذاهب إلى قبرص.

صنّيون   : عفوا؟

سيروس  : واشتريت كثيرا من البضائع لنقلها إلى هناك، واستأجرت سفينة للغرض، لذا أنا واثق أنّك متردّد. لمّا تعود من هناك كما آمل، ستهتمّ بالأمر.

صنّيون   : لن أتحرّك من هنا قدر قدم. ( مخاطبا نفسه) ذبحوني وحقّ هرقل*: دبّروا العمليّة على أمل ذهابي.

سيروس  : ( مخاطبا نفسه) بدأت تخامره المخاوف. ألقيت هاجسا في روعه.

صنّيون   : ( مخاطبا نفسه) يا للأوغاد! انظر كيف أصابني في مقتل: اشتريت عدّة جوار وبضائع أخرى لأنقلها إلى قبرص. إن لم أوصلها إلى السّوق، سأتحمّل خسارة فادحة. لكن إن أهملت هذا الأمر الآن لأهتمّ به عند عودتي، لن أنال شيئا، ستبرد المسألة ويقال لي :"آلآن تأتي؟ لماذا قبلت؟ أين كنت؟" بحيث سيكون أفضل أن أخسر من أن أبقى هنا إلى أجل غير مسمّى أو أتتبّعهم إذّاك.

سيروس  : هل انتهيت من حساب ما ستدرّ الصّفقة عليك من الأرباح؟

صنّيون   : أيليق به فعل كهذا؟ أيعقل أن يدبّر أسخينوس عمليّة كهذه ويستجيز انتزاع هذه الجارية منّي عنوة؟  

سيروس  : ( مخاطبا نفسه) بدأ يهن. ( مخاطبا صنّيون) أعرض عليك أمرا واحدا: فكّر إن كان يرضيك. بدلا من المجازفة بخسارة الكلّ أو الاحتفاظ بالكلّ، أجرِ قسمة. سيدبّر عشر مينات* من مصدر ما.

صنّيون   : يا ويلتاه، صرت في شكّ حتّى من استرداد رأس مالي، يا للتّعاسة. ألا يخجل؟ خلخل كلّ أسناني وتورّم من اللّكمات كلّ مكان من رأسي: وفوق هذا يجرّدني ظلما ممّا أملك؟ لن أنصرف أبدا. 

سيروس  : كما تشاء. قل لي قبل أن أذهب، أتريد شيئا؟

صنّيون   : بل بحقّ هرقل*، أرجوك يا سيروس إقناعه بعد الّذي حصل أن يدفع لي على الأقلّ سعر كلفتها فذاك خير لي من تتبّعه أمام القضاء. سيروس، أعرف أنّك لم تستفد سابقا من صداقتي: سترى أنّي أحفظ اليد.

سيروس  : سأجتهد في ذلك. ( مخاطبا نفسه) لكن مهلا، أرى كتيسيفون قادما: إنّه فرح بالحصول على صاحبته.

صنّيون   : ماذا بخصوص ما طلبت منك؟

سيروس  :انتظر قليلا.

 

المشهد الثّالث (254-264)

كتيسيفون، صنّيون، سيروس

كتيسيفون: ( مخاطبا نفسه) المرء يفرح بتلقّي الجميل من أيّ أحد إن كان بحاجة إليه. لكن يقوّي فرحته أن يكون فاعله بالتّحديد من يوافق الطّبيعة والعقل أن يفعله. أخي، يا أُخيّ، بم أمدحك الآن؟ أعلم يقينا أنّي لن أقول فيك شيئا أبدا، مهما بلغ من الرّوعة، إلاّ كان قدرك أسمى. لذا أرى أنّي خُصصت عن كلّ الآخرين بمزيّة: فما لأحد أخ يعدل أخي في شمائله.

سيروس  : كتيسيفون!

كتيسيفون: سيروس، أين أسخينوس؟

سيروس  : هناك بالبيت ينتظرك.

كتيسيفون: أخ.

سيروس  : ما القصّة؟

كتيسيفون:  ما القصّة؟ بفضله هو يا سيروس أعيش الآن: ذاك الفتى الودود الّذي ضحّى بكلّ مصالحه لأجل مصلحتي ونسب لنفسه مذامّي وسمعتي وفعالي وأخطائي. لا أحد يعدل صنيعه. لكن مهلا، لم صرّ الباب؟

سيروس  : انتظر، انتظر، هو نفسه يخرج من الباب.

 

المشهد الرّابع (265-287)

أسخينوس، كتيسيفون، سيروس، صنّيون

أسخينوس: أين ذاك المجرم؟

صنّيون   : ( مخاطبا نفسه) عنّي أنا يبحث. هل يحمل معه شيئا؟ ويلي، لا أرى معه شيئا.

أسخينوس: ( مخاطبا كتيسيفون) ها أنت في الوقت المناسب: فعنك أنت أبحث. ماذا جرى يا كتيسيفون؟ كلّ شيء على ما يرام: فاطّرح عنك هذا الحزن.

كتيسيفون: أطّرحه بسهولة وحقّ هرقل* بما أنّ لي أخا مثلك: عزيزي أسخينوس، أخي وشقيقي، أخشى مدحك علنا أمامك أكثر، فتظنّني أفعل ذلك إطراء أكثر ممّا أفعله اعترافا بفضلك.

أسخينوس: دعك من هذه السّخافات، كما لو كنّا غريبين يا كتيسيفون. لكن يؤلمني أنّا علمنا بتأخير فظيع وقد كادت الأمور تفرط بحيث يتعذّر على الجميع أن يساعدوك حتّى لو أرادوا.  

كتيسيفون: منعني الحياء.

أسخينوس: هذا غباء لا حياء: بسبب مسألة تافهة كدت تغادر وطنك، فأيّ سخف هذا! لا سمح الآلهة بذلك!

كتيسيفون: أخطأتُ.

أسخينوس: ( مخاطبا سيروس) ماذا يقول لنا أخيرا صاحبنا صنّيون؟

سيروس  : لان وصار طوع يديك.

أسخينوس: سأذهب إذن إلى القصبة* لأدفع له المبلغ. أمّا أنت يا كتيسيفون فادخل إليها.

صنّيون   : ( هامسا لسيروس) سيروس ألحّ عليه أرجوك.

سيروس  : هيّا بنا فالرّجل في عجلة لأنّه ذاهب فورا إلى قبرص.

صنّيون   : ما بالقدر الّذي تتمنّى. أنا باق هنا على مهلي.

سيروس  : سيدفع لك، لا تخف.

صنّيون   : لكن المبلغ كاملا.

سيروس  : سيدفع لك حقّك كاملا. اسكت فقط واتبعنا.

صنّيون   : هأنذا أتبعكما.

كتيسيفون: سيروس، اسمع، أرجوك.

سيروس  : عفوا ما الأمر؟

كتيسيفون: أرجوك، بعزّة هرقل*، عجّلا بدفع ديْن ذاك النّذل، وإلاّ إن تماديتما في إغاظته فقد يتسرّب إلى أبي شيء من هذه المغامرة، وويل لي إذّاك، سيكون هلاكي أبديّا.

سيروس  : لن يقع شيء من ذلك، تشجّعْ. تسلّ معها بالدّاخل في انتظار رجوعنا. ومرْ بإعداد فُرُش* لنا وإحضار كلّ ما يلزم. أمّا أنا فحالما أنتهي من المهمّة سأعود إلى البيت بالطّعام.

كتيسيفون: تمام. بما أنّ التّوفيق حالفنا في هذا الأمر فلنجعل يومنا هذا يوم مسرّات.

 

 

الفصل الثّالث

 

المشهد الأوّل (288-298)

سُستراتة، كنطارة

سُستراتة: أخبريني يا عزيزتي المرضعة، ماذا سيقع الآن؟

كنطارة  : تسألين عمّ سيقع؟ كلّ خير وحقّ بولكس*، كما آمل.

سُستراتة: الأوجاع لا تزال في بدايتها.

كنطارة  : أصرت الآن خائفة؟ كما لو لم تشهدي ولادة من قبل أبدا ولم تلدي أنت نفسك.

سُستراتة: واحسرتى على حالي! ما لي أحد، نحن وحيدتان، حتّى غيتا ليس معنا فنرسله في طلب أسخينوس.

كنطارة  : سيصل حتما عمّا قريب، وحقّ بولكس*. فهو لا يدع يوما واحدا يمرّ دون زيارتنا.

سُستراتة: فعلا، هو بلسم جرحي الوحيد.

كنطارة  : ما كان يمكن حقّا يا سيّدتي أن يقع لها خير ممّا وقع لها يوم اغتصبها ذلك الفتى، خاصّة باعتبار شخص مثله وبمثل دماثة طبعه وهمّته، وشرف أسرته.

سُستراتة: صدقت وحقّ بولكس*. حفظه لنا الآلهة!

 

المشهد الثّاني (299-354)

غيتا، سُستراتة، كنطارة

غيتا    : ( مخاطبا نفسه) الأمر الآن من السّوء بحيث لو حشد الجميع كلّ ما لديهم من المشورة ملتمسين لنا، أنا وسيّدتي وابنتها، مخرجا من هذا المأزق لما أمكنهم تقديم أيّ عون لنا. يا لتعاستي! كم من المصائب تطوّقنا فجأة، ولا سبيل إلى النّجاة: الاغتصاب، والفاقة، والظّلم، والوحدة، والعار. يا لهذا الزّمن الذّميم! يا للأنذال والجنس الأثيم، يا لذلك الرّجل الزّنيم!

سُستراتة: ( مخاطبة نفسها) يا لبؤسي! ما لي أرى غيتا قلقا ومسرعا؟

غيتا   : ( مخاطبا نفسه) ذاك الغادر الّذي ما ردعه ولا ثناه عهد ولا قسم ولا رحمة، بل ولا حتّى ولادتها الوشيكة. لهفي على تلك المسكينة الّتي افترعها غصبا* بنحو شائن.

سُستراتة: ( متنصّتة) لا أفهم جيّدا عمّن يتحدّث.

كنطارة  : لندنُ منه يا سُستراتة، رجاء.

غيتا    : آه يا لبؤسي! لا أكاد أملك نفسي من شدّة غضبي. ليس أَحَبّ لديّ من مقابلة تلك الأسرة بأكملها، فأصبّ عليهم كلّهم جامّ غضبي ما دام غلّي يغلي. يكفيني ذلك انتقاما. لأكتمنّ أوّلا أنفاس الشّيخ الّذي أنجب ذلك الوبش، ثمّ لأمزّقنّ محرّضه سيروس إربا، وبأيّ نحو لعمري: لأرفعنّه ولأغرسنّ بالأرض رأسه حتّى يسيح دماغه على الطّريق. أمّا الفتى نفسه فلأقتلعنّ عينيه ثمّ لأدفعنّه من شفا هاوية. والآخرون لأوقعنّهم ولأدفعنّهم ولأعنّفنّهم ولأضربنّهم ولأجدّلنّهم. لكن لم لا أوافي سيّدتي بسرعة لأنبئها بهذه المصيبة؟

سُستراتة: لنناده. غيتا!

غيتا     : ماذا، دعيني أيّا كنت.

سُستراتة: أنا سُستراتة.

غيتا     : ( متلفّتا) أين هي؟ كنت بالتّحديد أبحث عنك وها أنت عرضت لي في الوقت المناسب حقّا*.

سُستراتة: ماذا وراءك؟ ولم أنت مضطرب؟

غيتا     : وابؤس حالي!

سُستراتة: لِم تتعجّل عزيزي غيتا؟ التقط أنفاسك وأجبني.

غيتا     : بات واضحا حقّا...

سُستراتة: ما الذي بات واضحا حقّا؟ تكلّمْ.

غيتا     : أنّنا في أسوإ وضع.

سُستراتة: انطق، وقل أرجوك: ماذا حدث؟

غيتا     : من الآن...

سُستراتة: من الآن ماذا يا غيتا؟

غيتا     : أسخينوس...

سُستراتة: ما له؟

غيتا     : صار غريبا على أسرتنا.

سُستراتة: يا للمصيبة! وما السّبب؟

غيتا    : تعلّق بأخرى.

سُستراتة: يا لبؤسي!

غيتا     : ولا يخفي ذلك مطلقا، فقد انتزعها على مرأى من النّاس من تاجر جوارٍ.

سُستراتة: أواثق أنت ممّا تقول؟

غيتا     : تمام الثّقة. بعينيّ هاتين رأيته يا سُستراتة.

سُستراتة: يا لتعاستي! ماذا تصدّق اليوم؟ وبمن تثق؟ أسخينوس، نور حياتنا كلّنا، محطّ آمالنا ومعتمدنا، الّذي كان يقسم أنّه لن يعيش أبدا بدونها يوما واحدا، ويقول إنّه سيضع ابنه في حجر أبيه ويترجّاه حتّى يأذن له بالزّواج بها!

غيتا    : سيّدتي، دعي الدّموع وتدبّري بالأحرى ما يلزمنا لمواجهة الموقف*. أنسكت أم نشكو لأحد حالنا؟

سُستراتة: لا لا، أتعقل يا رجل؟ أيبدو لك ذلك ممّا يجدر أبدا إفشاؤه؟

غيتا     : بدون شكّ لا أستسيغ ذلك. أمّا أنّ قلبه مال عنّا فذاك ما تثبته الوقائع ذاتها. لكن إن نفضحه أمام الجميع سينكر، أنا واثق من ذلك، فتصير سمعتك وحياة ابنتك محلّ شبهة. وحتّى في أفضل الأحوال، لو اعترف، فلا جدوى من إعطائه ابنتك إذ بات يحبّ غيرها. لذا يحسن بنا السّكوت في كلّ الأحوال.

سُستراتة: أبدا. لن أفعل.

غيتا     : ماذا ستصعين؟

سُستراتة: سأفضحه علنا!

غيتا     : انتبهي يا عزيزتي سُستراتة إلى ما تفعلين.

سُستراتة: لا يمكن أن يكون وضعنا على أسوأ ممّا هو عليه حاليّا. هي أوّلا بدون مهر* وما كان لها بمثابة مهر* ثان تلف، إذ لم يعد ممكنا تزويجها بكرا. بقي لنا ملاذ وحيد: إن أنكر فلديّ الخاتم الذي أضاعه يومئذ شاهدا عليه. في المقام الأخير ما دمت أدرك أنّي غير مسؤولة عمّا حصل، ولم يكن هناك مقابل ماليّ أو أمر ما يشينني أو يشينها، فلا شيء يا غيتا يمنعني من مقاضاته.

غيتا     : ماذا تقولين؟ أسلّم بأنّ رأيك أصوب.

سُستراتة: رح أنت بسرعة وارو لقريبنا هيجيون القصّة بالتّفصيل. فقد كان من أعزّ أصدقاء زوجي سيمولوس وأظهر لنا دوما فائق المودّة.

غيتا    : فعلا وحقّ هرقل* لم يعد أحد غيره يأبه بنا. ( ينصرف)

سُستراتة: أسرعي يا عزيزتي كنطارة، اجري، وأحضري القابلة كيلا تتأخّر علينا لمّا نحتاج إليها.

 

المشهد الثّالث (355-446)

ديميا، سيروس

ديميا    : ( مخاطبا نفسه) يا للمصيبة! سمعت أنّ ابني كتيسيفون حضر مع أسخينوس عمليّة الاختطاف. لا ينقُص شقائي إلاّ أن يجرّ ذاك إلى المفاسد إن استطاع أخاه الّذي فيه صلاح. أين أبحث عنه؟ أظنّ ذلك الوبش استدرجه إلى محلّ ريبة ما. لكن هوذا سيروس يسير هناك: سأعلم منه أين هو. لكنّه وحقّ هرقل* من عصبة السّوء: فإن أدرك أنّي أستفسره لن يخبرني المجرم أبدا. فلا أكشفْ له ما أريد.

سيروس  : ( مخاطبا نفسه) سردت السّاعة على الشّيخ القصّة كاملة بالتّرتيب. فما رأيت قطّ شخصا أسعد منه.

ديميا      : ( مخاطبا نفسه) يا لغباوة الرّجل وحقّ يوبتر*!

سيروس  : ( مخاطبا نفسه) أثنى على ابنه وشكرني على إسدائي له نصائحي.

ديميا      : ( مخاطبا نفسه) سأنفجر.

سيروس   : ( مخاطبا نفسه) عدّ لي النّقود فورا ثمّ أعطاني نصف مينة* مكافأة. وقد تمّ توزيع المال كما أوصى تماما.

ديميا     : ( مخاطبا نفسه) على مثله فليعوّل من يحرص على قضاء حاجته!

سيروس  : ( مخاطبا ديميا بعدما انتبه إليه) هو أنت يا ديميا؟ لم أنتبه إليك. ماذا هناك؟

ديميا      : ماذا هناك؟ حقّا لا أدري كيف أعبّر بنحو كاف عن إعجابي بأسلوبكم!

سيروس  : إنّها وحقّ هرقل* حمقاء، أقول رأيي دون مواربة، وخبلاء. ( مخاطبا عبدا بالدّاخل) نظّف الأسماك الأخرى يا درومون. اترك تلك السّلّورة الكبيرة تلعب في الماء قليلا. ستنزع حسكها عندما أعود، لا قبل.

ديميا     : يا لتلك المخازي!

سيروس  : أنا أيضا لا تعجبني تلك التّصرّفات وكثيرا ما قلت له ذلك جهارا. ( مخاطبا عبدا بالدّاخل) اسطفانيوس احرص على نقع تلك المملّحات جيّدا.

ديميا     : بحقّ الآلهة، أيحرص على أنجاز مأثرة أم يحسب أنّه يصنع ما يجلب له الحمد بدفع الولد إلى الهاوية؟ يا لنكد حظّي! يخيّل إليّ أنّي أرى ذلك اليوم الّذي ستضطرّه فيه الفاقة إلى الفرار من هنا والانخراط في جيش المرتزقة في بلاد ما.

سيروس  : تلك هي الحكمة يا ديميا: ألاّ ينظر المرء إلى ما أمامه فقط، بل يحتاط للمستقبل.

ديميا     : كيف؟ هل تلك القينة الآن عندكم؟ وهل سيكون هو الآخر في البيت؟

سيروس  : أظنّ وإن كان ذلك عين الجنون.

ديميا      : عجبا! كيف تحصل مثل هذه الأمور؟

سيروس  : تسامح أب أخرق، وتساهل مشطّ.

ديميا      : يخجلني حقّا ويسخطني تصرّف أخي.

سيروس  : فرق شاسع، شاسع جدّا، بينكما يا ديميا، ولا أقول ذلك لوجودك أمامي. فبقدر ما أنت الحكمةُ مجسّدة أخوك خيال خاو. أكنتَ أنت ستسمح لابنك بتلك الفعال؟

ديميا     : أسمح له؟ بل سلني إن لم أكن سأشتمّها ستّة أشهر قبل شروعه في أيّ شيء.

سيروس  : ألي تصف يقظتك الدّائبة؟

ديميا     : أرجو فقط أن يبقى كما هو الآن.

سيروس  : كما يريد أيّ أحد لابنه أن يكون يكون.

ديميا     : ماذا عن الآخر؟ هل رأيته اليوم؟

سيروس  : تعني ابنك؟ ( مخاطبا نفسه) سأبعده إلى الضّيعة. ( مخاطبا ديميا) أعتقد أنّه بالضّيعة يعمل منذ لأي.

ديميا     : أواثق أنت أنّه هناك؟

سيروس  : وكيف لا وقد رافقته إليها بنفسي.

ديميا     : ممتاز، خفت أن يبقى هنا.

سيروس  : وكان يستعر غضبا.

ديميا     : ولِم ذلك؟

سيروس  : شرع قرب القصبة* يخاصم أخاه بخصوص عازفة القيثارة.

ديميا     : أحقّ ما تقول؟

سيروس  : أي، وما فوّت له شيئا. كنّا بالصّدفة نعدّ النّقود لمّا مرّ بنا على حين غرّة، فأخذ يزعق على أسخينوس: "كيف تسوّل لك نفسك فعل هذه المخازي والرّضا بهذا الشّين الذي لا يليق بأسرتنا؟...

ديميا     : أبكي من الفرح حقّا.

سيروس : ( مواصلا) أنت لا تضيع هذه النّقود فقط بل وحياتك أيضا."

ديميا     : حفظه لي الآلهة! يشبه آباءه.

سيروس  : من دون شكّ.

ديميا     : لقد تشبّع فعلا من تلك القيم يا سيروس.

سيروس  : ولقد وجد بالبيت فعلا ممّن يتعلّمها.

ديميا     : تلك ثمرة عنايتي اليقظة: إذ لا يفوتني شيء، وأعوّده على المكرمات، وأدعوه أخيرا إلى النّظر في حياة الجميع كما في مرآة، ويستمدّ من مثال الآخرين عبرة. افعل هذا.

سيروس  : جيّد.

ديميا     : انء عن ذاك.

سيروس  : حسن.

ديميا     : هذا تصرّف كريم.

سيروس  : سليم.

ديميا     : وذاك بالعكس ذميم.

سيروس  : عظيم.

ديميا     : فضلا عن ذلك...

سيروس  : لسوء الحظّ ما لي الآن متّسع لسماع البقيّة وحقّ هرقل*. وجدت اليوم سمكا على ذوقي ولا بدّ أن أحتاط لئلاّ يتلف. فعار علينا نحن أيضا ألاّ نفعل ما كنت تقول السّاعة عنكم. وأنا أعلّم قدر مستطاعي إخواني العبيد بنفس النّحو: "هذا أجاج، ذاك محروق، هذا لم ينظَّف جيّدا، ذاك مقبول، تذكّر هذا مستقبلا." ولا أدّخر جهدا في تنبيههم  حسب معرفتي، وأدعوهم أخيرا يا ديميا إلى النّظر في الماعون كما في مرآة، وأملي عليهم ما يجب فعله. أدرك ما في أعمالنا من سخافة، لكن ما العمل؟ بحسب ما يكون الشّخص، تتعامل معه. هل تودّ شيئا؟

ديميا     : أن تؤتى مزيدا من الرّشاد.

سيروس  : أذاهب أنت إلى الرّيف؟

ديميا     : رأسا.

سيروس  : وهل لك فعلا ما تصنع هنا، حيث لا يمتثل أحد لنصائحك السّديدة؟

ديميا     : فعلا سأنصرف من هنا في الحال، بما أنّ من أتيت من أجله عاد إلى الضّيعة: فهو كلّ همّي، وهو وحده الّذي يعنيني أمره. وما دامت هذه رغبة أخي، سيعتني هو بالآخر. لكن من أرى هناك؟ أهو هيجيون ابن عشيرتنا؟ إن صدقت فراستي، هو بعينه وحقّ هرقل*: بخٍ، هذا صديق عزيز منذ أيّام الصّبا، ولكم عزّ وحقّ الآلهة هذا النّوع من المواطنين، هو شخص من معدن الفضل والوفاء العتيق. ما من مثله يُخشى على المدينة سوء عمّا قريب! لكم أفرح لمّا أرى بقيد الحياة بقايا هذا النّوع من النّاس. ما زال هناك ما يحبّب العيشَ. سأنتظره هنا لأحيّيه وأحادثه قليلا.

 

المشهد الرّابع (447-510)

هيجيون، ديميا، غيتا، بنفيلة

هيجيون  : ( مخاطبا غيتا القادم معه) وحقّ الآلهة إنّ ما تروي لي لفعل منكر.

غيتا      : ذاك ما حدث فعلا.

هيجيون  : أمن أسرة كتلك تخرج فعال بذلك اللّؤم! ويحك أسخينوس ما أبعد فعلك عن خلق آبائك!

ديميا     : ( مخاطبا نفسه) يبدو أنّه سمع عن قصّة تلك القينة. والأمر يؤلمه هو الغريب. وأبوه؟ لا يعير الأمر بالا. واحرّ قلباه! ليته يأتي ويسمع هذه الأقوال!

هيجيون : إن لم يفعلوا ما ينبغي لن ينجوا بفعلتهم.

غيتا     : أنت يا هيجيون محطّ آمالنا، وما لنا أحد سواك: أنت والينا ووالدنا، وقد وكّلك بنا الشّيخ قبل موته. إن تخلّيت عنّا تلفنا.

هيجيون  : إيّاك أن تعود لقول ذلك، لن أفعل ولا إخال شرفي يسمح لي بفعله.

ديميا     : ( مخاطبا نفسه) سأدنو منه وأخاطبه. ( مخاطبا هيجيون) على أخينا هيجيون أجزل وأزكى السّلام.

هيجيون  : وي! عنك بالتّحديد كنت أبحث. سلاما يا ديميا.

ديميا     : ما الأمر؟

هيجيون  :  ابنك الأكبر أسخينوس الّذي أعطيته لأخيك ليكفله، لم يتصرّف حقّا بما يليق برجل نزيه وكريم.

ديميا     : وما ذاك؟

هيجيون  : أتعرف لدتنا وصديقنا سيمولوس؟

ديميا     : وكيف لا؟ نعم الصّديق.

هيجيون  : اغتصب ابنته العذراء.

ديميا     : شاه السّفيه!

هيجيون  : لم تسمع بعد يا ديميا ما هو أسوأ.

ديميا     : وهل هناك أكبر من ذلك؟

هيجيون  : أكبر حقّا، فهذا قد تتجاوز له عنه إلى حدّ ما: دفعه الهوى واللّيل والسّكر والشّباب وهي أمور إنسانيّة. لمّا أَدرك ما فعل أتى بنفسه إلى أمّ الفتاة وارتمى في حضنها باكيا مترجّيا متوسّلا معطيا عهده مقسما على الزّواج بالبنت. فغفرت وتغاضت ووثقت. حملت الفتاة منه وقد حلّ الشّهر العاشر. أمّا فتانا الكريم فقد وجد قينة يعاشرها متخلّيا عن المسكينة كما لو كان هذا يرضي الآلهة.

ديميا     : أواثق أنت ممّا تقول؟

هيجيون  : أمّ الفتاة بقربك، والفتاة نفسها، وواقع الحمل، ثمّ ها هو غيتا، وما هو، باعتبار وضعه كعبد، بالسّيّء ولا الفدم: هو الّذي يطعمهما وينفق على أسرتهما، خذه وقيّده واستنطقه.

غيتا     : بل قطّع أوصالي على دولاب التّعذيب إن لم يكن الأمر كما يقول يا ديميا. ثمّ إنّه لن ينكر، هاته يكافحني.

ديميا     : ( مخاطبا نفسه) أنا خجل حقّا، لا أدري ما أفعل ولا ما أردّ على كلامه.

بنفيلة    : ( من الدّاخل) يا لبؤسي! الأوجاع تمزّقني. عونكِ يا يونون لوقينة*، أتوسّل إليك أن تحفظيني.

هيجيون  : ها هي تستغيث بك يا ديميا، فامنحوهما اختياريّا ما تستطيعان نيله منكم إجباريّا. أدعو الآلهة أن تسير الأمور كما يليق بكم، وإلاّ إن كانت لديكم نيّة أخرى فإنّي من جهتي سأدافع بكلّ قواي عنها وعن والدها الميّت. فهو قريبي وقد نشأنا معا منذ ميعة العمر، وكنّا دوما معا، في الجنديّة وفي البيت، وعانينا معا من ويلات الفقر. لذا سأجتهد، سأعمل، سأناضل*، فلأن أفقد حياتي أهونُ عندي من التّخلّي عنهما. فبم تردّ على طلبي؟

ديميا     : سأقابل أخي يا هيجيون.

هيجيون  : لكن احرص يا ديميا على التّفكر مع نفسك في هذا: أنّكم بقدر ما يسهل عليكم أن تتصرّفوا، وبقدر ما أنتم متنفّذون موسرون محظوظون معروفون*، يحسن بكم أكثر من غيركم أن تتبيّنوا بتجرّد ما يوافق الإنصاف، إن شئتم أن تُعَدّوا نزهاء.

ديميا     : عد إليّ بعد ساعة. وسيكون كلّ شيء كما ينبغي.

هيجيون  : ذاك ما يجدر بك فعله. غيتا، خذني إلى سُستراتة بالدّاخل. ( يدخلان)

ديميا     : ( مخاطبا نفسه) الأمور لا تجري حسب ما توقّعت. ليتنا نخلص من هذه المشكلة! لكنّ ذلك التّساهل المشطّ يفضي حتما إلى شرّ وخيم. سأذهب الآن وأبحث عن أخي لأصبّ عليه ما في صدري. ( ينصرف)

 

المشهد الخامس (511-516)

هيجيون

هيجيون  : ( مخاطبا سُستراتة بالدّاخل وهو يخرج من عندها) اطمئنّي يا سُستراتة وواسيها قدر ما تستطيعين. سأقابل من جهتي ميقيون، إن كان بالقصبة*، وسأخبره بما جرى أوّلا بأوّل. إن كان ينوي فعل ما يجب فليفعل، وإلاّ، إن كان له في المسألة رأي آخر، فليُجبْ، لأعرف ما يجب عليّ فعله.

 

<<