أبوليوس

 

المرافعة

 

الحواشي- تابع

 

حواش 

 

 

 

 

 

 

5

4

3

2

1

مقدّمة

 

66- أنطونيوس/كربون، مُقيوس/ألبُقيوس، سُلبِقيوس/نُربانوس، فُريوس/أكوِليوس، كربون/ مِتلّوس: أمثلة من كتب شيشرون ( في الفروض 2: 45، دفاعا عن أرخياس، بروتس) مع بعض التّحريفات في الأسماء قد تعود إلى الخطّاطين: قيّوس فريوس بدل لوقيوس رُفيوس، وقنايوس بدل قيّوس نربانوس...

مَنيوس أكوِليوس: قنصل في 101 ق م ثمّ والي صقلّية، اتّهم بالرّشوة، دافع عنه مرقس أنطونيوس الأكبر.

قيّوس كُريون: لعلّه الذي تولّى القنصليّة في 76 ق م.

كوِنتوس مِتلّوس: قنصل في 109 ق م غالب يوغرطة 107 حسيب 91 توفّي في 91، ابنه قنصل في 80

إمليانوس الإفريقيّ الآخر: تلاعب لفظيّ ساخر، والمقصود شبيون المنتصر في الحرب البونيقيّة الثّالثة.

إفريقية: مقاطعة رومانيّة تضمّ ممتلكات قرطاج سابقا، نواتها سواحل تونس الحاليّة. قسّمت لاحقا.

نومنتية: مقاطعة رومانيّة بإسبانية الحاليّة، انتصر فيها شبيون سنة 133 ق م.

الحسيب: censor كانت وظيفته في الأصل التّعداد السّكّانيّ، ثمّ صارت تشمل الرّقابة الماليّة لمعرفة موظّفي الإحصاء بثروات المواطنين.

 

67- حاولوا بكلّ قواهم نشر كلّ سمّ: جناس بين كلمتي virus و viribus أي السّمّ ( لا جمع لها) والقوى.

لا أستطيع منعكم من التّفكير بأنّ القضيّة من تدبيري: هذا إن وُجدت قضيّة أصلا!

 

68- تزويج الأرملة بأخ زوجها: يخطّط روفينوس كذلك لتزويج ابنته من أخ ختنه المتوفّى، فتلك عادة شائعة لدى كثير من الشّعوب سيما في الشّرق الأوسط هدفها حفظ أملاك الأسرة وإيداع اليتامى عند أقاربهم، بل واجب تفرضه الشّريعة اليهوديّة إن لم يكن للأرملة ولد ( تثنية الاشتراع 25: 5-10، سفر التّكوين 38)، وكانت مرخّصة لكن نادرة عند الرّومان ( يذكر بلوتاركوس مثلا في سيره المتوازية زواج كراسّوس بأرملة أخيه) ولا تزال توجد عندنا. هذا وتعدّ ضغوط حم بودنتلّة عليها لتزويجها قسرا مخالفة للقانون الرّومانيّ.

مماطلة بودنتلّة في إتمام الزّواج: تذكّر بمماطلة بنلوبة مع خطّابها في انتظار عودة أوديسّيوس.

 

70- ثوب الشّبّان: toga virilis ثوب بلون واحد وبلا زخرفة يلبسه الغلمان عند بلوغ السّابعة عشرة.

 

72- الصّدفة أو القدر: يلعب الحظّ أو الصّدفة أو القدر كذلك دورا هامّا في "الحمار الذّهبيّ".

سرت: يمتدّ خليج سرت من مصراتة إلى بنغازي. "الحمار الذّهبيّ" أيضا يتحدّث عن حرارة ووحوش الفلاة.

 

73- دار النّدوة: basilica مبنى مستطيل ينتهي بجزء نصف دائريّ كان يستخدم للاجتماعات العامّة.

 

74- الاعتذار عن مهاجمة روفينوس: يبرّر أبوليوس بضرورة الدّفاع عن نفسه غضبَه، وهو من أساليب الخطابة ولا يخلو من التّمثيل، وخروجَه عن مثال الحكيم المتّزن الذي يمدحه مرارا في مكسيموس بينما يرسم لإمليانوس صورة المرء الواقع تحت تأثير الغضب إلى حدّ فقدان صوابه وتحكّمه في نفسه( 28 و53). ويقذع في هجاء روفينوس راسما عنه صورة أقرب إلى شخصيّات المسرحيّات التّهريجيّة منها إلى الواقع.

 

75- لا يخلى سبيلهم قبل كتابة شيء: يقصد على الأرجح صكّ اعتراف بديْن.

تحيّل والد روفينوس: هو اليوم الإفلاس الاحتياليّ، يعاقب عليه القانون الرّومانيّ بالحرمان من الحقوق المدنيّة

الرّجل الفاضل: كثيرا ما يستخدم أبوليوس المدح في موضع الذّمّ للسّخرية. ونجد ذلك في الأدب العربيّ أيضا، كما في هذا البيت للمعرّي من سقط الزّند: ثمّ مضى يُثني على سيّد/ كاللّيث إلاّ أنّه أخزم.

 

78- لا أكاد أتمالك نفسي من الغضب: انظر ملاحظتنا على الفقرة 74

أتهدّد رجلا بالقتل أيّها الأخنث؟: يذكّر هذا بما كتب شيشرون في مرافعته عن ميلون: "شخص مخنّث يحاول قتل رجل!" وإلى حدّ ما ببيت جرير: "زعم الفرزدق أن سيقتل معمرا/ ابشر بطول سلامة يا معمر!"

فيلوميلة: قتلت ابنها انتقاما من زوجها لاغتصابه أختها بروكنية. هناك رواية أخرى تقلب الأدوار بينهما.

ميدية: بنت أيتيس ملك كلخيدة ساحرة أسطوريّة أعانت ياسون على الحصول على الجزّة الذّهبيّة، وأثناء فرارها معه قتلت أخاها ومزّقته إربا لتعطيل أبيها إيتاس الذي كان يلاحقهما.

كليتمنسترة: زوجة أغاممنون، قتلته مع عشيقها إجستاس عند عودته من حرب طروادة. قتلها أورست ابنها.

بدون خنجر: cluden هو خنجر مسرح، ولعلّ في ذلك أيضا تعريضا به على أنّه خصيّ.

 

79- فيدرة: زوجة تيسيس، أحبّت ربيبها وراودته فأبى، فافترت عليه عند أبيه متسبّبة في هلاكه. كتب عنها يوريبيدس مسرحيّة يستمدّ منها الكاتب قصّة الرّسالة الكاذبة. وفي "الحمار الذّهبيّ" قصّة شبيهة بأسطورتها.

قنصل: في الأصل كان يحكم الجمهوريّة الرّومانيّة قنصلان ينتخبان لسنة واحدة يتّخذان القرارات بالاتّفاق ولهما صلاحيّات واسعة يحدّها مجلس الشّيوخ ممثّل الأشراف ولاحقا نوّاب الشّعب والحسباء كذلك.

 

80- مفارقة الإقرار بالجنون: يستخدم أبوليوس مفارقة الكاذب لإيوبوليدس. 

 

81- بلاميدس: مشهور بدهائه، لمّا ذهب إلى أوديسّيوس لدعوته إلى المشاركة في الحملة ضدّ طروادة لاسترداد هيلينة بمقتضى قَسَم التّآزر بين كلّ الأمراء اليونان، وجده يحرث فتظاهر بالجنون تهرّبا من تعهّده، فوضع صغيره تليماخوس أمام سكّة المحراث للتّأكّد من جنونه.

سيسيفُس: ابن إيولس، والأب الحقيقيّ لأوديسّيوس بن لايرتِس. أرسل له زيوس ملك الموت تناتوس عقابا على تبليغه عنه لمّا خطف إيجينة، لكنّه احتال عليه وقيّده فعاقبه زيوس بإلقائه في العالم السّفليّ حيث حكم عليه برفع صخرة إلى قمّة جبل فكلّما أوشك أن يصل إلى القمّة وقعتْ من جديد.

يوريباتس وفرونُنداس: أخوان أسطوريّان حفيدا أقيانوس ولصّان أمسك بهما هرقل ثمّ لظرفهما أطلقهما.

 

83- بقيّة الرّسالة: عجبٌ أن يقرأ أبوليوس بنفسه هذا الجزء الحاسم من الرّسالة وخاتمتها في 84 ويقرأ خصومه شعره بلهجة تخالف المعنى المقصود ( 9) إذ كان طرف محايد يقرأ الشّهادات المكتوبة الهامّة عادة.

حديث الكلمات: تشخيص prosopopeia يظهر خصوبة خياله، انظر في المنتخبات 15 "الكلمات المجنّحة".

 

84- المجنونة المُحبّة: amans amens جناس مضارع نجده عند ترنس: "فتاة أندروس" 1: 3 وبلاوتوس.

 

85- بيوس: الامبراطور الرّومانيّ في الفترة 138-161 ق م.

أتفكّر...: nihilne tu in ea cogitas nisi unam parentis religionem أو: أتفكّر فيها بغير برّ الوالدة المقدّس ( أي البرّ المطلوب من الابن لأمّه).

الأشهر العشرة: أشهر الحمل، مع أنّ الأشهر الشّمسيّة لا القمريّة كانت تستخدم إذّاك في الامبراطوريّة.

الأفعوان ينهش أمّه عند ولادته: يذكر ذلك بلينيوس في تاريخه الطّبيعيّ 10: 170، مقارنة مع مقابلة بليغة. 

 

86- فيليب المقدونيّ:  382-336 ق م وسّع مملكته مقدونية لتضمّ بلاد اليونان مهيّئا لتوسّع ابنه الإسكندر.

أولمبياس: 375-316 لعبتْ دورا هامّا في الصّراع على السّلطة بعد اغتيال زوجها 336 وموت ابنها 323

ما كان لك أن تلتقط...: numquam matris tuae litteras attigisses, si ullas alias litteras attigisses تورية مهيّأة بارعة فظاهر القول هو: "ما كان لك أن تمسّ رسالة أمّك، هذا إن مسستَ أيّة رسائل أصلا"، لكنّ كلمات attigisses/alias/litteras أي: مسّ/أصلا/رسالة تعني أيضا: أدرك/في مجال آخر/الأدب فهو يعرّض بجهله. والإشارة كما يقول ابن رشيق " من غرائب الشّعر ومُلحه وبلاغته عجيبة تدلّ على بُعد المرمى وفرط المقدرة وليس يأتي بها إلاّ الشّاعر المبرّز والحاذق الماهر".

رسالة بودنس السّرّيّة إلى أخيه: تاريخها ( أثناء إقامة بنتيانوس بقرطاج على الأرجح) وفحواها غامضان.

كيلا تكون قد أجرمتَ ويخطف...: جناس معكوس بين capesseret و peccasses. 

 

88- قانون يوليوس: قانون سنّه في 18 ق م أغسطس الذي اتّخذ يوليوس اسما آخر له.

الدّكتاتور: في الأزمات يمنح مجلس الشّيوخ القنصل صلاحيّات واسعة لكن لمدّة محدّدة فيسمّى دكتاتورا.

الزّرع ككناية عن الخلفة: نجد صورة شبيهة في القرآن الكريم: "نساؤكم حرث لكم" 2: 223

كوِنتوس: اسم أكثر من قنصل ودكتاتور في تاريخ الرّومان. ربّما يعني كونتوس ميتلّوس ( 66).

مديح حياة الرّيف: تناقض آخر، فقد عاب سابقا على إمليانوس انقطاعه في الرّيف بعيدا عن الحضارة.

 

89- تاه ميزنتيوس مع أوديسّيوس: السّنوات العشر التي زادها إمليانوس كسنوات تيه أوديسّيوس.

الرّبّاع:  quadruplatorواشٍ ينال ربع أملاك المتّهم ثمن وشايته. لكنّ اللّفظة توحي أيضا بالضّرب في 4

عدد القناصل: 2 لكلّ سنة. لإنزال عمر بودنتلّة طابع ساخر لكنّه نوع من سحر الكلام الذي أشرنا إليه.

 

90- كرمنداس: ساحر أشوريّ ذكره بلينيوس في تاريخه الطّبيعيّ 30: 9 ومصادر أخرى مع تحريف اسمه

دامِقرون: ساحر ذكره بلينيوس ومصادر أخرى بدون تدقيق. 

موسى: Moses حُرّف في بعض النّصوص مثلا في كتاب دِلاّ بورتا في السّحر الطّبيعيّ كُتب Hifmoses.

ينّاس: أحد سحرة فرعون. ذكره القدّيس بولس مع يمْبَراس في رسالته الثّانية إلى تيموتاوس 3: 8

أبولّوبكس ودردانوس: ساحران مصريّ وفينيقيّ ذكر بلينيوس ( 30: 9) أنّ ديمقريط نشر فنّهما في اليونان.

عثرت على فيلسوف...: هنا وفي مواضع أخرى نجد سخرية بزوجته تتضارب مع مدحها أحيانا أخرى.

 

93- لتسمحْ لي...: قد يوحي هذا بحضور بودنتلّة في المحكمة. فلماذا لم تُدع للشّهادة؟

 

94- رجل فاضل عليم بالبلاغة:  vir bonus dicendi peritusتعريف كاتون الأكبر للخطيب.

 

95- كاتون: المقصود الأكبر 234-149 ق م فقد نشر 150 خطبة بقي منها نزر قليل.

لايليوس: خطيب من القرن الثّاني ق م، وهو من المقرّبين إلى شبيون إمليانوس.

غراكوس: ( قيّوس) 160/153-121 ق م خطيب وسياسيّ.

قيصر: 100-44 ق م انتخِب قنصلا في 59 وغزا بلاد الغال في 52 وانتصر في الحرب الأهليّة ضدّ بمبيوس. عُيّن دكتاتورا في 45 واغتيل في 44 وهو فضلا عن عبقريّته العسكريّة خطيب وكاتب.

هرتنسيوس: 114-50 ق م خطيب دافع عن وِرّيس لمّا اتّهمه شيشرون بالفساد 70 جزل الأسلوب.

كلْووس: قيّوس ليكينيوس كلووس 82-47 ق م خطيب معاصر لشيشرون ممثّل الأسلوب الأتّيكيّ البسيط.

سالُستيوس:  86-35/34 ق م مؤرّخ لاتينيّ كتب عن حرب الرّومان ضدّ يوغرطة وعن مؤامرة كاتلينا.

 

97- كهانة المنجّمين: نجد ازدواجيّة في موقف أبوليوس من التّنجيم كذلك في "الحمار الذّهبيّ".

الدّينار: denarius عملة فضّيّة تساوي 10 دوانق as ( من هنا اسمها) أو 4 دراهم ( انظر 23).

 

98- منه هو يتعلّمها مدرّبهم: ab ipso lanista docetur يمكن فهمها أيضا: يتعلّمها من المدرّب نفسه.

كلام بودنس بالبونيقيّة: يدلّ على استمرار عناصر من ثقافة البلاد الأصليّة بعد 3 قرون من غزو الرّومان.

 

99- سأعدّ مدعاة لسروري...: meque boni consulturum, quod أو: سأراعي مصلحتي لأنّ...

جالدتُ...: مقابلة بليغة فيها مطابقة 4 ب4: زوج الأمّ/الأب، الرّبيب/الابن، الأمّ/زوجة الأب، السّيّء/الخيّر.

 

101- دعه يقل أشدّ العبارات: acerbissimimas litteras matri dictet أي ليتشادّ معها كما كنتُ أفعل ( إلى درجة تهديدها بالانفصال) لتغفر له إساءاته. أو حسب ظاهر اللّفظ: "دعه يُملِ أشدّ الرّسائل على أمّه" (؟)

الجابي: quaestor كان لكلّ حاكم إقليم في الإمبراطوريّة جاب له أحيانا صلاحيّات عسكريّة.

 

102- يا للطّلسم النّاجع...: جناس بين veneficium  و beneficium أي الطّلسم و الإحسان.

 

103- بإجلال لكن بلا وجل: مقابلة مع جناس غير تامّ بين  revereri و vereri.

 

 

توضيحات عن المرافعة

 

1- تاريخ المحاكمة

   تمّت المحاكمة على الأرجح في أواخر 158 أو أوائل 159 م، فمن جهة نعلم من مصادر أخرى أنّ لُلّيانوس أَويتوس، سلف كلوديوس مكسيموس والي إفريقية الرّومانيّ الذي ترأّس المحكمة، انتُخب قنصلا في 144 فلا بدّ أنّه تولّى حكم إفريقية في أواسط الخمسينات إذ كان القناصل يعيّنون ولاة أقاليم بعد 10 سنوات أو أكثر، ويقيمون في إفريقية من الخريف إلى الرّبيع. ومن جهة أخرى ذكر أبوليوس الامبراطور بيوس الذي مات في 161 إضافة إلى أنّه كان في بداية السّتّينات يعيش في قرطاج، حيث تولّى منصب الكهانة وكتب "المنتخبات" التي يمكن تأريخ بعضها استنادا إلى قرائن خارجيّة. والنّصّ سابق للحمار الذّهبيّ الذي لم يذكره أبوليوس ولا خصومه (وفيه ما يشير إلى كتابته في فترة لاحقة). وإذا قبلنا صحّة المحاكمة فلا شكّ أنّ الوالي حكم فيها ببراءة أبوليوس لما ذكرنا عن حياته في السّتّينات. 

 

2- خطّة المرافعة

   يمكن تقسيم المرافعة إلى ثلاثة أجزاء:

·       يبدأ أبوليوس بإظهار تفوّقه كرجل مثقّف مرهف على خصومه الجهلة الأجلاف، رادّا على بعض التّهم مع تحريفها على الأرجح: التّأنّق، الفصاحة، شعر عن مسحوق للأسنان أرسله إلى كلبريانوس، المرآة، الفقر واللّمز في مركزه الاجتماعيّ.

·       ثمّ يردّ على تهمة ممارسة السّحر وأدلّتهم النّابعة عن جهلهم بطبيعة أنشطته العلميّة ( الحيوان، الطّبّ والصّيدلة) واهتماماته الفلسفيّة ( أديان الأسرار)، طاعنا في شاهدهم الرّئيسيّ.

·       ثمّ يمرّ إلى اتّهامه بسحر بودنتلّة للزّواج بها والاستيلاء على أموالها، عارضا قصّتها ومبيّنا ظروف زواجهما، فاضحا مؤامرة خصومه للتّخلّص منه، مشنّعا عليهم تحريف رسالتها، كاشفا الحقيقة حول فحوى الرّسالة وسبب زواجهما بضيعتها وعمرها وتعامله مع ربيبيه وغياب أيّ طمع له في مالها..

   وهي خطّة ذكيّة في المرافعة، تتدرّج من التّشكيك في أقوال الخصم وشهوده ونواياه إلى إفحامه تماما. 

 

3- أهمّ الأشخاص المذكورين

ف 1  كلوديوس مكسيموس: والي إفريقية في حدود 158 م.

ف1   بودنتلّة: أرملة سيكينوس أميكوس (68) أمّ بنتيانوس وبودنس (2) وزوجة أبوليوس حاليّا.

ف1   إمليانوس: أخ أميكوس(68) عمّ بنتيانوس وبودنس (2) خصم أبوليوس الرّئيسيّ.

ف1   آل غرانيوس: جيران، له معهم خصومة لم يوضّحها ولا تبدو ذات صلة بقضيّة الحال.

ف2   بنتيانوس: ربيب أبوليوس الأكبر الذي رتّب لزواجه بأمّه(72) صهر روفينوس (67) مات حديثا.

ف2   بودنس: الرّبيب الأصغر، لجأ إلى بيت عمّه إمليانوس بعد موت أخيه، هو المدّعي.

ف2   لُلّيوس أُربيكوس: وال سابق، نظر في قضيّة نزاع على الميراث كان إمليانوس طرفا فيها.

ف4   طنّونيوس بودنس: محامي الادّعاء.

ف6   كلبريانوس: شاهد إثبات، أرسل إليه أبوليوس حسب قوله مسحوقا لتنظيف الأسنان لا غير. 

ف9   سكريبونيوس لايتوس: صديق للمتّهم الذي تغزّل بغلامين له.

ف24 لُلّيانوس أَويتوس: والي إفريقية الأسبق(24)، صديق لأبوليوس يدرّس البلاغة بقرطاج حاليّا (94).

ف43 تالّوس: غلام مريض بالصّرع حسب أبوليوس المتّهم بسحره وإيقاعه فاقد الوعي.

ف48 مريضة الصّرع: أبوليوس متّهم بسحرها، بينما يؤكّد أنّه فحصها فوجد حالتها متطوّرة وميئوسا منها.

ف48 تميسون: عبد أبوليوس، طبيب، أتى له ( حسب ما يقول) بمريضة الصّرع ليكشف عليها ويعالجها.

ف53 حافظ مكتبة بنتيانوس: شاهد نفي على الأرجح، بخصوص أدوات السّحر المخفاة في بيت بنتيانوس.

ف57 كراسّوس: شاهد إثبات يقول إنّ المتّهم مارس في بيته أثناء غيابه طقوسا سحريّة مع كوِنتيانوس(58).

ف58 أبّيوس كوِنتانوس: صديق المتّهم استأجر بيت كراسّوس الذي يدّعي أنّه مارس فيه مع المتّهم السّحر.

ف61 كُرنليوس ساتُرنيوس: نجّار، صنع لأبوليوس تمثالا صغيرا ينكر المتّهم أن يكون دمية شيطانيّة.

ف61 السّيّدة كابيتولينة: شاهدة نفي، يقول المتّهم إنّ ربيبه بنتيانوس اشترى منها أبنوسا لصنع التّمثال.

ف67 هِرّنيوس روفينوس: حم بنتيانوس، والرّأس المدبّر للمؤامرة ضدّ المتّهم حسب أقواله.

ف68 سيكينوس أميكوس: زوج بودنتلّة السّابق، وأب بنتيانوس وبودنس، مات منذ 14 سنة.

ف68 سيكينوس كلاروس: أخ أميكوس وإمليانوس وعدته بودنتلّة بالزّواج وظلّت تماطل حتّى وفاة حميها.

ف101كسّيوس لُنقينوس: وليّ بودنتلّة، شاهد نفي في تهمة التّحيّل للاستيلاء على تركة بودنتلّة في حياتها.

ف101كُروينيوس كِلر: جابي الضّرائب، شاهد نفي في تهمة تحويل المتّهم مال زوجته لشراء أرض باسمه.

شخصيّات ثانويّة: مجلس مستشاري الوالي، زوج بودنتلّة، عبيد أبوليوس، رفاق تالّوس، أعوان المحكمة، محامو أو أشياع إمليانوس، ابن كابيتولينة، حمو بودنتلّة، عبد كراسّوس، زوجة روفينوس وابنته وبقيّة أبنائه وجيرانه، والد أبوليوس، المشاهدون، المرسل لإحضار التّمثال، الشّخص المرسل لإحضار تالّوس...

 

4- الرّسائل والوثائق المذكورة في المرافعة

رسالة أبوليوس إلى كلبريانوس (6)

رسالة بودنتلّة إلى بنتيانوس حول علاقتها بأبوليوس ( 27، 28، 61، 66، 67،78، 80-87، 100)

رسالة إمليانوس إلى بنتيانوس ( أثناء إقامته برومية لتعلّم اللاّتينيّة) حيث يوافق على زواج بودنتلّة (69، 70)

رسالة بودنتلّة إلى بنتيانوس لاستئذانه في الزّواج ( 70، 71)

رسالة فيدرة إلى زوجها تيسيوس عن ربيبها هيبوليتوس، وهي مجرّد استشهاد أدبيّ ( 76)

رسالة بودنس إلى أخيه بنتيانوس ( 86، 87)

رسالة أبوليوس إلى بودنتلّة قبل زواجهما، وهي منحولة عليه حسب ما جاء في مرافعته ( 87)

رسائل أبوليوس إلى أويتوس لتوصيته على بنتيانوس ثمّ لإخباره بالخصومة العائليّة ثمّ باعتذار ربيبه ( 94)

رسالة أويتوس ردّا على رسالة أبوليوس الأخيرة ( 94، 95)

رسائل بنتيانوس إلى أبوليوس ( وبودنتلّة؟) من قرطاج، ثمّ في طريقه إلى أوية، قبل مرضه وبعده ( 96)

رسالة بودنس إلى أبوليوس ولم يوضّح مضمونها وتاريخها بل حتّى وجودها غير واضح ( 97)

الوثائق: عريضة الادّعاء ( 4، 13، 28، 57، 59، 60، 79، 102) المتضمّنة شهادة كراسّوس ( 57، 59، 60)، عقد زواج بودنتلّة بأبوليوس ( 67، 91، 92)عقد زواجها الصّوريّ بكلاروس ( 68 لم يُستظهَر به)، نُسخ مطابقة للأصل لرسالتها إلى بنتيانوس ( 78)، شهادة ميلادها ( 89)، هبتها لولديها (93-94)، وصيّتها ( 99، 100)، عقد شراء الحقل ( 101)، وصيّتا بنتيانوس ( 97)

 

5- صحّة القضيّة

   رغم صحّة أسماء الشّخصيّات التّاريخيّة المشار إليها في المرافعة ( كوالي إفريقية أويتوس والامبراطور بيوس)، وحيويّة النّصّ ( إذ يطلب من أعوان المحكمة قراءة شهادة تارة، وفتح وثيقة رسميّة تارة، أو إيقاف السّاعة المائيّة، ويتوجّه إلى المتفرّجين يسألهم أو يشهدهم، ويتحدّث عن ردّ فعل خصومه أو القاضي أو الجمهور على حججه...) وواقعيّة جوّ المحاكمة وجلّ الوقائع المذكورة ( نوع التّهم الموجّهة إليه، والقرائن، وضغوط حم الأرملة لتزويجها بابنه الآخر، ومخاوف أهل الزّوج المتوفّى من استيلاء دخيل على أموال أرملته، والإشارة إلى وطنه وكتاباته ونشاطاته...) وعدم ارتياب القدماء كالقدّيس أغسطينوس في صحّة القضيّة- سواء اعتبرنا المرافعة هي نصّ الدّفاع الأصليّ، أو تقريرا أعدّه قلم المحكمة، أو نصّا نُقّح بعد انتهاء المحاكمة-، نجد في النّصّ عناصر تبعث على الشّكّ في ذلك هذا بعض منها:

1-   أنّه لم يذكرها في أيّ من كتبه ( وعلى الأخصّ "المنتخبات") ربّما أراد أبوليوس ببساطة مباراة كبار الخطباء كشيشرون، وليخلق جوّا مشحونا جعل المرافعة دفاعا عن نفسه كسقراط ضدّ تهمة بجريمة تستوجب الإعدام وتستهدف من خلاله الفلسفة مثله. سيما أنّه يذكره في "الحمار الذّهبيّ" معتبرا إدانته عارا على جبين الأثينيّين. ويذكر في "المنتخبات" 20 و9 في حديثه عن مواهبه أنّه قد جمع في شخصه عدّة فلاسفة ( أنباذقليس، أفلاطون، سقراط، أبيخرموس، إكسينوفون، كراتيس) وكتب في كلّ المجالات الأدبيّة. وإمعانا في التّشويق جعل جلّ القرائن تدينه، فهناك عدّة شهود إثبات ووثائق بينما يبدو وضعه لأوّل وهلة ضعيفا، فأهمّ شهود النّفي غائبون على ما يبدو: بنتيانوس الذي توفّي وتحوم شبهات بخصوص موته حوله هو ويبدو أنّ بينهما خلافا- كما يرى النّاس-، زوجته التي يمكن باستجوابها معرفة الحقيقة، مريضا الصّرع، أويتوس الذي يمكن أن يزكّي أقواله حول موقف بنتيانوس منه، ربّما كذلك صديقه كونتيانوس المورّط هو نفسه معه...سيما والقضيّة مرفوعة عليه من ربيبه، ونحن نعلم حساسيّة النّاس في كلّ المجتمعات تجاه سوء معاملة الّربيب. ثمّ إنّا لا نرى مبرّرا وجيها لزواجه بالأرملة الثّريّة غير ما يذكر خصومه فالشّاهد الوحيد على أقواله مات. الموقف شبيه بذلك الذي تعرّض له لوقيوس في الفصل الأوّل من "الحمار الذّهبيّ". وقد كان كتّاب ذلك العصر يحبّون كتابة خطب حول أحداث وهميّة، بل كان يُطلب من طلاّب البلاغة إنشاء خطب حول مواضيع خياليّة بعد التّمكّن من أصول هذا الفنّ، سواء لإقناع الجمهور برأي suasorii أو مناقشة رأي آخر controversi. ونجد بعض هذه المواضيع في كتاب لسينيكا الأب معلّم البيان ( 55 ق م-39 م). ولا عجب أن يجعل نفسه المتّهم ففي "الحمار الذّهبيّ" أيضا جعل بطلَ مغامراته المنكودَ الرّاويةَ نفسَه الذي يحمل اسمه ونكتشف في الفصل الأخير أنّه أتى من مادورة مثله. ويتعرّض مثله إلى محاكمة في قضيّة جنائيّة، وإن تبيّن لاحقا أنّها مزحة ثقيلة. ونجد عدّة أمور متشابهة بين الكتابين: في كليهما نجد السّحر والتّنجيم والصّدفة أو القدر والحبّ والسّفر والرّذيلة والطّقوس السّرّيّة وتوقّف البطل أثناء سفره ونسيان غرض رحلته، والزّواج بامرأة فقدتْ زهرة الشّباب والأنوثة ( سقراط/ مروة وأبوليوس/بودنتلّة)، وشخصيّة الحريص الذي يغلب حبّ المال لديه الكرامة ( ميلون/ إمليانوس وروفينوس). ولئن أمكن نظريّا عدّ تلك العناصر في روايته من قبيل السّيرة الذّاتيّة- سيما ونحن نعلم أنّ بعضها من إضافات أبوليوس للنّصّ اليونانيّ الأصليّ الذي اقتبس منه- لكنّ اعتبارها مواضيع أدبيّة تشغفه وارد أيضا.

2-   بعض التّفاصيل مريبة: مثلا إن كانت ثروة بودنتلّة أهمّ من ثروة زوجها فلِم أذعنتْ لابتزاز حميها؟ سيما والزّواج لا يبدو من الصّنف العتيق حيث للزّوج على الزّوجة سلطة مطلقة manus شبيهة بسلطة الأب على بنيه potestas patria. وكيف تمكّنت من المماطلة في إتمام زواجها بكلاروس عدّة سنوات فحتّى بنلوبة التي تأتي صورتها إلى الذّهن لم تقاوم خطّابها سوى ثلاث سنوات وبحيلة الحِرام الذي ظلّت تحيكه وتنقض نسجها كلّ ليلة؟ كيف تمكّن الشّخص الذي أرسله لجلب التّمثال من أوية من الذّهاب والإياب في بضع ساعات، والمسافة بين مصراتة وطرابلس في حدود 50 ميلا؟ إن كانت قطعة أرض إمليانوس في زارات وإن كان يقصد القرية المعروفة بالجنوب التّونسيّ فكيف أمكن أن يسكن قريبا من أوية؟ لماذا أُرسل الغلام تالّوس بدعوى الوقاية من عدوى مرضه (!) على بعد مائة ميل؟ وعند من؟ وكيف وعد بإحضاره؟ ثمّ إنّ أبوليوس يقرأ في مرافعته وثائق مهمّة جدّا لمجرى القضيّة، كرسالة زوجته التي اقتطع منها المدّعي فقرة تُورّطه، ويشير إلى قراءة المدّعي لبعض شعره قراءة تشوّه المعنى مع أنّ المفروض أن يقرأ الوثائق المكتوبة طرف محايد وفق عادة الرّومان. كيف استخدم خصمه فقرة من رسالة وهو يعلم أنّ الرّسالة في مجملها تبرّئه؟ لماذا اتّهم المدّعي أبوليوس بامتلاك دمية شيطانيّة في معرض قراءته لرسالة بودنتلّة بالذّات؟ كذلك تثير تنقّلات بنتيانوس العديدة من اليونان إلى رومية ( كأبوليوس وبطل الحمار الذّهبيّ)، فأوية ثمّ قرطاج لتعلّم البلاغة على أويتوس ( ربّما لقطعه دراسته اللاّتينيّة عند عودته من رومية بسبب مشروع زواج أمّه) وموته الغامض بعض التّساؤلات. كذلك ما كلّ هذه الرّسائل؟ وكيف صودق عليها، سيما وقد ذكر رسالة منحولة عنه؟ وكيف وُجد بعضها في حوزة بعض الأشخاص، كرسالة إمليانوس إلى بنتيانوس عند بودنتلّة؟ وما خبر الرّسالة التي وجّهها بودنس إلى أخيه؟ لماذا لم تُدع بودنتلّة للشّهادة وبإمكان المحكمة التّأكّد بسهولة من التّهم باستجوابها؟ نعلم أنّ أبوليوس أقام لاحقا في قرطاج، فماذا فعلت بودنتلّة بأملاكها؟ لِم رضي، هو الرّجل المثقّف المنتمي إلى أسرة كريمة والوسيم ( ذاك ما يبدو لنا هنا وفي الحمار الذّهبيّ) بزيجة كهذه؟

3-   هناك تناقض بين بعض التّفاصيل لا يكفي لتفسيره القول بأنّ أبوليوس في دفاعه يذكر ما يناسبه دون أن يهتمّ بتماشيه مع ما قال في باب آخر. مثلا صورة بودنتلّة إيجابيّة إجمالا، إذ تبدو امرأة عاقلة وحازمة ضحّت بشبابها من أجل ولديها وتحسن التّصرّف في ثروتها لكنّه يسخر منها في عدّة مواضع ( ضنّها بمالها على ابنيها حتّى قبل زواجها، قلّة توفيق زواجه بها من عدّة نواح فهي أرملة مسنّة متوسّطة الجمال ومريضة ولها ابنان وإنّما تزوّجها تحت إلحاح بنتيانوس وبشروط مناسبة لها). كذلك يؤكّد أنّها اختارته بتأثير ابنها، ثمّ يتحدّث عن تعلّقها به بلهجة تذكّر القارئ العربيّ بعمر بن أبي ربيعة؟ كذلك ينفي أيّ طمع له في مالها ( فهل تزوّجها فقط لحسن خلقها وإكراما لابنها؟) ويؤكّد أنّه بذل كلّ جهد لثنيها عن حرمان ابنها من الميراث، ثمّ يبدو كأنّه يلومها على تعيينه وريثها الوحيد مع عقوقه وتخصيصها له هو هبة رمزيّة مع تفانيه في خدمتها. كذلك يبدو في كثير ممّا يقول لتبرئة نفسه من تهمة السّحر كأنّه يتعمّد إدخال مزيد من الرّيب فينا. بل إنّ ما يفعله في المرافعة يشبه السّحر تماما: يستخدم لتبرئة نفسه وثائق الادّعاء وبالأخصّ رسالة بودنتلّة التي حسب التّنبير وحسب الجزء يتحوّل معناها من الضّدّ إلى الضّدّ، كأنّا بصدد التّحوّلات التي يحدّثنا عنها في فاتحة حماره الذّهبيّ، أو مقال في النّقد الأدبيّ عن ضرورة وضع أيّ نصّ في سياقه، لا أمام محكمة، إنزال عمر بودنتلّة من ستّين إلى أربعين. في الافتتاح تبدو بودنتلّة غائبة بينما قد توحي بعض المقاطع بحضورها:93 

    من المهمّ التّأكّد من هذه المسألة علما بأنّ المرافعة مصدر هامّ لمعرفة سيرة حياته. لكن حتّى لو اعتبرنا القضيّة كذبة أدبيّة يمكن الوثوق ببعض المعلومات التي يعطيها عن وطنه ودراسته وأنشطته الأدبيّة والعلميّة. ثمّ كيف لم ينتبه القدماء كالقدّيس أغسطينوس إلى ذلك؟ كذلك يمكن الاستنتاج بأنّ هذا النّصّ سابق "للحمار الذّهبيّ" إذ لم يذكره لا أبوليوس ولا خصومه، سيما وهناك قرائن أخرى تدلّ على أنّه ألّف بعد الخمسينات بعدّة سنوات. وإذا اعتبرنا أنّ المحاكمة تمّت فعلا، فلا شكّ أنّ القاضي حكم فيها بعدم سماع الدّعوى، إذ نعلم يقينا أنّ أبوليوس عاش في السّتّينات في قرطاج حيث تقلّد منصب الكهانة وكتب "المنتخبات".


الفهرس 

 

مقدّمة المترجم                  ص:1

المرافعة                        ص:2

تراجم وملاحظات                ص:51

توضيحات عن المرافعة            ص:64

 

 

 

..>>