أبوليوس
المرافعة
المقدّمة
|
||||||||||||||
مرافعة
أبوليوس عن نفسه
ضدّ تهمة السّحر
مقدّمة
المترجم هذا النّصّ
للوقيوس أبوليوس،
المولود في مادورة
( مدوْروش بالجزائر)
حوالي 125 م والمتوفّى
بقرطاج بعد 170، دفاع
عن نفسه أمام والي
إفريقية الرّومانيّ
في قضيّة رفعها
ضدّه إمليانوس
أخُ زوج الأرملة
الثّريّة بودنتلّة
التي تزوّجها
قبل أشهر، دافعه
الأساسيّ حسب
النّصّ محاولة
إزاحة هذا الدّخيل
والاستئثار بثروتها.
ولعدم وجود أساس
قانونيّ لمقاضاته
لفّق ضدّه تلك
التّهمة التي
عقابها الإعدام
في حالة ثبوتها.
وللإفلات من التّتبّعات
إن لم تثبت قدّم
الدّعوى باسم
ابن أخيه بودنس
الذي لم يبلغ الكفاءة
القانونيّة. لبودنتلّة
من زوجها المتوفّى
منذ 14 سنة ابن أكبر
يدعى بنتيانوس
تزوّج قبيل زواجها
ومات بعد مرض ألمّ
به وهو في طريقه
من قرطاج إلى أوية
(طرابلس) مسرح الأحداث.
وحموه روفينوس
الذي يرسم الكاتب
له صورة كاريكاتوريّة
ضالع مع إمليانوس،
لأنّه يخطّط لتزويج
ابنته من أخيه
بودنس. ملخّص التّهمة
أنّ أبوليوس سحر
الأرملة التي
لم ترغب في الزّواج
طيلة 13 سنة لتتزوّجه
ويستولي على ثروتها.
مضى المتّهم يفنّد
أدلّة المدّعي،
لكنّ كلامه يوحي
باهتمام شديد
ومعرفة واسعة
بالسّحر. ونترك
للقارئ لذّة اكتشاف
تلك الأدلّة وردود
المتّهم. لا توجد
قرائن تاريخيّة
خارجيّة على وقوع
هذه المحاكمة
التي ربّما تمّت
في 158/159 كما يُستنتج
من بعض القرائن،
لكن قد تكون كذبة
أدبيّة وهو ما
سنناقشه في ملحق
بعد اطّلاع القارئ
على المرافعة.
ومهما يكن من أمر،
فهي تثبت مع "الحمار
الذّهبيّ" الذي
تُستحسَن دراسته
مقترنا بها، تثبت:
· سعة ثقافة
أبوليوس اللاّتينيّة
واليونانيّة
واهتمامه بالفلسفة
والعلوم الطّبيعيّة،
· اهتمامه
الشّديد بالسّحر
والطّقوس الدّينيّة
والحالات النّفسيّة
حيث يختلط الواقع
بالوهم، كالحلم
والجنون والصّرع
والهذيان النّبويّ
والشّطح الصّوفيّ
وازدواج الشّخصيّة... · تفنّنه
وإبداعه في شتّى
أساليب البلاغة
من جناس وتورية
ومقابلة وغيرها،
فسواء مارس السّحر
أو لا هو بالتّأكيد
ساحر الكلمات،
وإنّ من البيان
لسحرا، · تنوّع
أسلوبه السّاخر
الطّريف والظّريف،
من التّورية الخفيّة
إلى المدح للذّمّ
إلى الهجاء المقذع،
وقد يذكّر ذلك
القارئَ العربيّ
بالجاحظ في رسالة
التّربيع والتّدوير.
للنّصّ،
بجانب أهمّيّته
الأدبيّة وما
يتضمّن من معلومات
حول سيرة حياة
أبوليوس وشخصيّته،
قيمة تاريخيّة
هامّة فهو يفيد
في مجالات كدراسة
الأسرة والقانون
والسّحر وأديان
المسارّة في العالم
الرّومانيّ ومدى
التّأثير الرّومانيّ
واستمرار بعض
عناصر الثّقافة
الفينيقيّة في
إفريقية بعد ثلاثة
قرون من ضمّها
لرومية. قبل إفساح
المجال للقارئ
نودّ تنبيهه إلى
أنّا وضعنا هذه
الإشارة * على الكلمات
وأسماء الأعلام
التي علّقنا عليها
في ملحق وهذه الإشارة
^ على ما ورد في النّصّ
باليونانيّة
وبين قوسين الشّروح
المدرجة داخله،
ونقاط استرسال
بين قوسين (...) كلّما
قرئت وثائق. ولتسهيل
متابعة الاستدلال،
وضعنا عناوين
للفقرات وأرفقنا
بالمرافعة تعريفا
لأهمّ الأشخاص
المذكورين فيها.
نرجو أن نكون قد
وُفّقنا في ترجمتنا
لهذا الكتاب وساهمنا
في تعريف القارئ
التّونسيّ والعربيّ
عامّة بهذا التّراث
الذي وإن لم يؤثّر
في أدبنا العربيّ
قديما له مكانة
في الأدب العالميّ.
والله وليّ التّوفيق.
عمّار
الجلاصيّ، 15 ديسمبر/
كانون الأوّل
2001 |