ترتلّيانوس

 

دفاع عن التّوحيد

 

حواش- تابع 

 

حواش 

 

 

 

 

 

 

 

4

3

2

1

مقدّمة

 

 19

الفقرة ]فالإيغال...مثل آلهتكم[ تبدو مكرّرة مع تغيير في التّقديرات التّاريخيّة الّتي لا تبدو مضبوطة. وقد أراد الكتّاب المسيحيّون- بعد الكتّاب اليهود منذ القرن الثّالث ق م، وبالأخصّ أرسطوبولوس ثمّ فيلون الإسكندريّ ويوسفوس في إطار الصّراع ضدّ الثّقافة الهلّينيّة- إظهار أقدميّة الكتاب المقدّس. وحاول يوليوس الإفريقيّ 160-240 معاصر ترتلّيانوس، ثمّ يوسبيوس وسنكلّوس الخ التّوفيق بين التّاريخ المشتقّ من االنّسخة السّبعينيّة من الكتاب المقدّس وكتب المؤرّخين وقدّروا بحوالي 5500 سنة تاريخ البشريّة إلى ميلاد المسيح. لكنّ الأرقام المشتقّة من النّسخة العبريّة ومن التّوراة السّامريّة ( الّتي تضمّ الأسفار الخمسة فقط) أقلّ ( 3760-4300)، والفرق هو بالأخصّ في فترة ما قبل الطّوفان: 2242 سنة مقابل 1656 و1306. في المقابل نجد عند مانيثون قبل السّلالات المصريّة الثّلاثين إلى عهد البطالسة ( وأرقامه تؤيّدها إلى حدّ ما القوائم الملكيّة في أبيدوس والكرنك وسقّارة وحجر بالرمو وبرديّ تورينو) فترة أولى أسطوريّة تبلغ 24900 سنة من حكم الآلهة ثمّ أنصاف الآلهة وأرواح الموتى اعتبرها ]وليانوس الإفريقيّ ويوسبيوس فترة ما قبل الطّوفان واختزلاها إلى حوالي 2206 سنة باعتبارها شهورا قمريّة ( وهو افتراض لا أساس له، وإنّما كان المصريّون يستخدمون السّنوات القصار: 360 يوما والطّوال: 365).  أمّا عند بيرصّوس فتبلغ فترة ما قبل الطّوفان المتضمّنة كما في الكتاب المقدّس 10 أجيال 345000 عام! وحتّى بالنّسبة للفترة الممتدّة بين موسى- أو حصرون بن فارص بن يهوذا- وميلاد المسيح، نجد اختلافات في الكتاب المقدّس حاول المؤرّخون المسيحيّون التّوفيق بينها، فمثلا يحصي إنجيلا متّى 1 ولوقا 3 نجدهما يحصيان 34 و49 جيلا بين المسيح وموسى، أي 1000-1500 سنة. وهناك اختلاف بين المؤرّخين المعاصرين حول تاريخ خروج بني إسرائيل من مصر- هذا إن لم يعتبروه مجرّد أسطورة تأسيسيّة لدولة- والرّاي الأغلب هو  انّه تمّ في القرن 13 ق م. أمّا حرب طروادة فوقعت حسب المؤرّخين في حدود 1200 ق م.

دانووس: Danaus حسب الأسطورة ابن بيلوس ملك مصر، فرّ من أخيه مع بناته الخمسين إلى أرغوس حيث لحق بهنّ أبناء أخيه فتزوّجوهنّ فأمرهنّ باغتيالهم ففعلن إلاّ واحدة، فقتل زوجها لنكيوس دانووس وبقيّة بناته. وهو على الأرجح آخر ملوك الهكسوس ( 1650-1580 ق م). وفي بعض النّسخ 400 عوض 300 سنة.

أرغوس: Argos مدينة يونانيّة قرب كورنثية.

حرب الأشوريّين: ربّما يقصد حربهم مع الميديّين الّتي أنهت الامبراطوريّة الأشوريّة حوالي 609 ق م.

التّيتان: Titani ذرّيّة أورانوس وجاية الاثنا عشر، منهم ساترنوس* وقُبيلة. انتصر عليهم يوبتر وألقاهم في التّرتار.

زكريّا: Zacharias من أنبياء اليهود، في القرن ااسّادس ق م وله كتاب في العهد القديم. غير زكريّا أب يحيى ( يوحنّا المعمدان) المذكور في القرآن.

قورش: Cyrus 600-529 ق م ملك الفرس، ابن قمبيز، غلب كرويسوس* الملك اللّيديّ وغزا بابل.

داريوس: Darius اسم ثلاثة من ملوك الفرس، آخرهم داريوس الثّالث 380-330 ق م الّذي هزمه الإسكندر.

طاليس: Thales فيلسوف ورياضيّ وفلكيّ مشهور عاش في أواخر القرن السّابع ق م وبداية السّادس. وقصّته مع الملك كروسوس تروى في الحقيقة عن سيمونيدس مع هيرون ملك سرقوسة 478-467 ق م ( أرنوبيوس 2: 2)0

صولون: Solon حكيم ومشرّع أثينيّ عاش في القرن السّادس ق م.

الفلسفة: philo/sophia تعني الكلمة باليونانيّة "حبّ الحكمة".

السّيبلّة: Sibylla كاهنة أبولّون، وكان الرّومان يستشيرون في الأزمات الكتب السّيبلّيّة المشهورة بغموض كهاناتها.

إيناخوس: Inachus ملك أرغوس الأوّل حسب الأسطورة؛ سبق رومولوس ب1100 سنة حسب حسابات القدماء.

بريام:  Priamusملك طروادة الأسطوريّ، هزمه اليونان ( الآخيّون).

هوميروس: Homerus شاعر يونانيّ من القرن السّابع أو السّادس ق م، تُنسب إليه الإلياذة والأوديسة، مشكوك فيه.

مانِثون: Manetho كاهن مصريّ كتب تاريخ مصر على الأرجح لبطليموس الأوّل 305-282 ق م بقيت منه شذرات.

بيروصّوس: Berosus برعاشا كاهن كلدانيّ من القرن 3 ق م له كتاب باليونانيّة عن التّاريخ البابليّ استخدمه اللاّحقون.

حيرام: Hieromus ملك صور في القرن 10 ق م، أرسل خشب أرز لبنان والعمّال والمهندسين لبناء قصر لداوود ( أخبار 14: 1، ملوك2 5: 11) ثمّ هيكل سليمان ( ملوك3: 5 و7 و9 و10). وقد يكون ترتلّيانوس خلط بينه وبين المؤرّخ هيرونيموس الصّوريّ: ( حوالي 400 ق م)، وهو من المصادر القديمة عن آلهة العرب في الجاهليّة، وإن كان يحاول عادة، كهيرودوت قبله، مماهاتها بالآلهة اليونانيّة.

مندسيوس: Ptolemaeus Mendesius راهب مصريّ معاصر لإيناخوس حسب المؤرّخين القدماء.

مينندر الأفسسيّ: Menander Ephesius غير الرّودسيّ مؤرّخ حروب خلافة الإسكندر. وأفسس مدينة تقع حاليّا في تركيا قال بعض المفسّرين هي مدينة أهل الكهف المذكورين في القرآن، لكنّه تفسير مشكوك في صحّته.

يوسفوس: Iosephus 37-101 م مؤرّخ يهوديّ رومانيّ صديق الأباطرة فسبسيانوس وتيتوس ودومتيانوس.

يوبا الثّاني: Iuba 50 ق م-24 م نصّبه الرّومان على نوميدية وموريتانية* بعدما هزموا أباه، كتب في التّاريخ.

أبيون: Apion نحويّ يونانيّ عاش في القرن الأوّل م. كتب ضدّه يوسفوس دفاعا عن اليهود.

21

دناية: Danae بنت أكريسيوس ملك أرغوس الّذي حبسها بعدما أُخبر أنّها ستلد ولدا يقتله فتسلّل إليها يوبتر كشعاع.

عاشق دناية: يوبتر، تحوّل إلى شذرات ذهب ليجامعها. في مسرحيّة الخصيّ لترنتيوس يدفع تذكّر هذا المشهد فتى إلى اغتصاب فتاة، ويعلّق القدّيس أغسطينوس على ذلك بأنّ الميثولوجيا أمّ الرّذيلة (الاعترافات 1: 16). 

اللّوغوس: Logos مفهوم يعود إلى هرقليط 576-480 ق م الّذي أطلقه على العقلانيّة المنبثّة في كلّ الكائنات، واستخدمه الرّواقيّون بمعنى العقل الكونيّ محرّك كلّ أجزاء العالم. شخّصه أفلوطين وتلاميذه كعقل مفارق وسيط بين الله والعالم. صار في أدب النّصارى الكلمة: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله وكان الكلمةُ اللهَ" ( إنجيل يوحنّا 1). نلاحظ احترام ترتلّيانوس لبعض الأفكار الرّواقيّة رغم رفضه لثقافة الوثنيّة.

تمّ التّبشير به في الماضي باستمرار: نبوءة أشعيا 7-8-9 والتّأويل الرّمزيّ لبعض النّبوءات الأخرى. 

تتضمّن/يمثل/تحكم: insit/adsit/praesit جناس مطلق، لا حظ كذلك البنية الثّلاثيّة tricolon.

انفصل/فاض: recessit/excessit جناس مطلق.

زينون: Zeno الكتيونيّ 335-264 ق م مؤسّس المدرسة الرّواقيّة وكليانتس  Cleanthes331-232 ق م ثاني أساتذتها.

 قصّة المسيح شبيهة بقصص عندكم: في الأساطير اليونانيّة الرّومانيّة أمثلة عديدة لأشخاص وُلدوا من أب إلهيّ وأمّ إنسيّة وحيكت قصص شبيهة عن أشخاص حقيقيّين. فأمّ الامبراطور أغسطس معاصر المسيح مثلا ولدته من أبولّون* وحلم أبوه الإنسيّ المفترض بأنّ نور الشّمس يسطع منها ( وأبولّون إله الشّمس)...

بنتيوس بيلاطس: Pontius Pilatus الوالي الرّومانيّ على فلسطين بين 26 و36 م.

احتجاب الشّمس عند صلب المسيح: ذكر ذلك إنجيلا متّى 27: 45 ولوقا 23: 45، اعتبره بعض الوثنيّين ككلسوس كسوفا، لكنّ المدافعين عن المسيحيّة كأريجينس وأغسطينوس عدّوه احتجابا إذ حدث أثناء الفصح اليهوديّ الّذي لا يكون في المحاق، موعد الكسوف، ورأيا أنّه ربّما لم يُر إلاّ في فلسطين. وقد دأب القدماء على ربط موت الملوك والعظماء بخسوف. أكّد ورجيليوس في قصائده الزّراعيّة "جيورجيكا" 1: 466-468 احتجاب الشّمس إثر اغتيال يوليوس قيصر، وأشار أفلوطرخس في "حيواته المتوازية" إلى أنّها ظلّت باهتة طوال السّنة فلم تنضج المحاصيل.

ثمّ بعد سيامتهم لنشر دينه في الأرض: أمر المسيح حواريّيه بالتّوجّه إلى بني إسرائيل فقط: "أمرهم قائلا إلى طريق الأمم لا تتّجهوا ومدن السّامريّين لا تدخلوا. بل انطلقوا بالحريّ إلى الخراف الضّالّة من آل إسرائيل" ( متّى 10: 5-6)، وبعد رفعه ( أو موته كما يقول النّصارى)، وبتأثير القدّيس بولس بالأخصّ، بدؤوا في نشر المسيحيّة بين "الأمم" باعتبار الإيمان بالمسيح بنوّة روحيّة لإبراهيم: "ائتُمنتُ على إنجيل القَلف كما ائتُمن بطرس على الختان" رسالة إلى أهل غلاطية 2: 7، أي أنّ بطرس كان يكرز بين اليهود وبولس بين "الأمم".

بروكولوس: Proculus يوليوس، زعم بعد اختفاء رومولوس* أنّه ظهر له مع الآلهة وطلب أن يُعبد باسم كويرينوس.

أُرفيوس: Orpheus شاعر وموسيقيّ أسطوريّ ابن ربّة القريض ك/ليوبة وأبولّون أو ملك تراكية. استطاع النّزول إلى العالم السّفليّ ساحرا بعذوبة موسيقاه الكلب كربروس. نشأت ديانة مسارّة تحمل اسمه في بلاد اليونان.

بيرية:  Pieriaمنطقة في بلاد تراقية في شرق بلاد البلقان بين الدّانوب وبحر مرمرة والبحر الأسود، بلغاريا تقريبا.

موساوُس: Musaeus مغنّ أسطوريّ مرتبط بأُرفيوس.

ميلمبوس: Melampus ذو القدمين السّوداوين، حسب الأساطير رجل عُلّم منطق الحيوان وأُعطي ملَكة العرافة.

تروفونيوس: Trophonius ابن إرغينوس أحد الأرغونوط رفاق ياسون، أو ابن أبولّون، أرضعته ديميتر، عرّاف لواضية.

بيوتية: Boeiotia منطقة يونانيّة تقع غرب أتّيكة وشمال خليج كورنثة.

نوما: Numa 715-676 أو 672 ق م ثاني ملوك روميّة بعد رومولوس ومؤسّس دين الرّومان.

المسيح أتى لفتح عيون أناس متحضّرين: دار في بداية القرن العشرين نقاش حول هذه النّقطة بين فرح أنطون والشّيخ محمّد عبده الّذي كتب أنّه أتى لليهود "بما فيه هدى لهم ورشاد في شؤون معاشهم ومعادهم".

تبرير النّصرانيّة بأنّها تصلح الإنسان وتدفعه إلى الخير: حجّة ذرائعيّة يعيدها بصيغة مخفّفة في الفصل 49.

22

شيطان سقراط: في عدّة حوارات لأفلاطون ( مثلا: الدّفاع 31) يذكر سقراط شيطانه الّذي يحذّره من موقف أو خيار ما، قائلا: شيطاني يقول لي كذا. وهو في الفلسفة كناية عن الحدس واستقامة التّفكير ووجود عنصر إلهيّ فينا.

بيرّوس: 311-272 ق م ملك أبيرية 307-302 ثمّ 297-272 ق م مشهور ببراعته الحربيّة. والكهانة المبهمة المذكورة في النّصّ هي جواب وسيط بيثية عن سؤاله حول الحرب مع الرّومان فقد صيغ بشكل يجعل الكهانة صحيحة في الحالتين: Aio Romanos vincere posse بفضل النّحو اللاّتينيّ ...أو بالأحرى اليونانيّ. أمّا كرويسوس فردّت عرّافة دلفي على استشارته عن الحرب ضدّ قورش بأنّه يوم يخوض الحرب سيدمّر مُلْكا عظيما. ولمّا احتجّ بعد هزيمته ردّت بأنّها لم تحدّد مُلك من سيدمّر.  

طبخ سلحفاة مع لحم الضّأن:  بعث كرويسوس* رسلا إلى العرّافين لسؤالهم عمّا يفعل في يوم حدّده ليختار أصدقهم ليستشيره حول الحرب مع قورش؛ فطبخ فيه لحم خروف وسلحفاة. فأخبرت بيثية وعرّاف آخر بذلك.  

استحضار الأرواح: في النّصّ phantasmata Catorum يقصد الأخوين كستور وبولّكس من الدّيوسخور.

23

إنطاق الأطفال بالعرافات: انظر مثلا أبوليوس: المرافعة 42.

كيلستيس: تانيت وهي شبيهة بعشتار وكانت تُعبد مع بعل حنون، ويقدَّم لها بواكير الأطفال قرابين.

أسكلابيوس الهادي إلى كلّ دواء: كان المرضى ينامون في معبد أبيداوروس فيوحي إليهم في الحلم بالدّواء.

مينوس: ملك جزيرة كريت الأسطوريّ وأب المينوتور، هو وأخوه رادمنتوس من قضاة العالم السّفليّ.

اختلسوا جثمانه بعد موته: في النّصّ post morem فلعلّه خطأ نسخيّ ( بدلا من mortem ).

خضوع الشّياطين للنّصارى: في إنجيل متّى 10: 1 أنّ المسيح "دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا على الأرواح النّجسة لكي يخرجوها ويشفوا كلّ مرض وكلّ ضعف" وما زالت السّينما الهوليووديّة تظهر مشاهد مثيرة من هذا النّوع. انظر مثلا رواية The Exorcist للصّحافيّ الأمريكيّ وليم بيتر بلاتّي 1971. ولاحظ كيف يكلّم فيها الكاهن الشّيطان بلغات شتّى وفق ما يقال عن الحواريّين بعد نزول الرّوح القدس عليهم (انظر أعمال الرّسل).

24

إلهة الذّمّة: أو العهد Fides كانت تُمثَّل في روميّة في هيئة امرأة عجوز شيباء تفوق في السّنّ يوبتر* نفسه.

لكلّ بلاد ولكلّ مدينة إلهها: في "مدينة الله" 4: 8 يسخر القدّيس أغسطين من تعدّد آلهة الرّومان ذاكرا 12 من الآلهة تساهم في إنبات حبّة القمح، لكلٍّ وظيفةٌ محدّدة. وهذا التّخصّص موجود في قدّيسي النّصرانيّة، بل حتّى في المعتقدات الشّعبيّة في البلاد الإسلاميّة. وقد سمح الرّومان بحمل آلهة شعوب امبراطوريّتهم إلى روميّة حتّى صار "فيها من الآلهة أكثر ممّا فيها من السّكّان" حسب المؤرّخ الفرنسيّ فوستيل دي كولانج.

عشتار: إلهة عدّة شعوب في الشّرق الأوسط: صيدا، صور، إيلات، الحتّيّين، الكنعانيّين، الأكّاديّين...

ذو الشّرى: الإله المنير، أي الشّمس، من آلهة الأنباط ( سَلع أي بترا). ورد اسمه مرارا في كتابات عيون موسى ومدائن صالح وطور سينا، وفي معجم البلدان لياقوت. 

النّوريقيّون: شعب يقيم في شرق جبال الألب.

بيلينوس:  من الآلهة الكلتيّة، كان يُعبد في شمال إيطاليا وجنوب فرنسا، يعني اسمه على الأرجح "المضيء".

موريتانية:  إقليم يضمّ بلاد المغرب الأقصى وغرب الجزائر حاليّا.

كاسّينيوم:  مدينة إيطاليّة قديمة، هي كاسّينو الحاليّة. نارنية:  نارني حاضرا، وسط إيطاليا. عَسقُلوم:  مدينة بشرق وسط إيطاليا، غير عسقَلان بفلسطين. الفالسكيّون:  شعب استوطن المنطقة الّتي بين التّيبر وجبل كيمينوس، احتلّ الرّومان عاصمتهم فاليرية ودمّروها في 241 ق م. إكراما لأبيهم كورِس: in honorem Patris Curis  ربّما يحمل اسم مدينة Cures أو ربّما اسم الرّمح بلغة الصّابين الّتي اندثرت Curis.

عدم تسامح الرّومان: الحقيقة هي أنّ إله المسيحيّة لا يقبل معه شريكا آلهة شعوب الامبراطوريّة، وأنّهم رأوا خطر هذا الدّين الّذي يدمّر أساس هيمنتهم الإيديولوجيّ.

25

استركولوس: Sterculus إله الزّبل. موتونوس: Mutunus إله الخصوبة بشكل ذكر تدعوه النّساء للإنجاب؛ وكان الرّومان يبتدعون الآلهة بسهولة: فمثلا لمّا عدل حنّبعل عن مهاجمة رومية، نسبوا ذلك إلى إله سمّوه Rediculus Tutanus!

سرميوم: Sirmium مدينة في بانّونية، سربيا حاضرا، هي اليوم اسْرِمسكا مترونيكا.

في  السّادس عشر قبل غرّة نيسان: 17 مارس. يؤرّخ الرّومان الأحداث بردّها إلى أقرب غرّة شهر بعدها Kalendae أو إلى منتصفه Ides، يوم 15 أو 13 حسب الشّهر، أو التّاسع قبله Nonae، 7 أو 5 بالتّوالي.

إيدة:  جبل في كريت ترعرع فيه يوبتر، وهو غير الّذي شهد من فوقه الآلهة حرب طروادة قريبا منها.

شذا مرضعته: هي الحوريّة المعزاة أملثية حسب الأسطورة.

الحاضرة البونيقيّة: قرطاج. واسم البونيقيّين الّذي أطلقه الرّومان على القرطاجنّيّين تحريف للفينيقيّين.

ساموس: Samos جزيرة يونانيّة مشهورة بخزفها، مسقط رأس يونون* حسب الأسطورة، من حكّامها بولقراط ف:11

الاستشهاد "هنا كانت...الأقدار" من أنياذة فرجيل 1: 16-18 وكذلك بعض العبارات الأخرى بتصرّف...

البغيّ الذّئبة لارنتينة*: الذّئبة lupa تعني البغيّ أيضا، من هنا أسطورة الذّئبة مرضعة رومولوس وريموس.

قائمة الآلهة: Indigitamenta كان يصدرها ويراجعها أكبر أحبار الرّومان Pontifeces.

الملك اللاّمحدود: Imperium sine fine عبارة مشهورة من أنياذة فرجيل 1: 279، أعطاه يوبتر لنسل أينياس. وقد أراد ورجيليوس أن يبرّر الامبرياليّة الرّومانيّة زاعما أنّها تنفيذ لمشيئة إلهيّة وذات مهمّة حضاريّة مقدّسة ومن حقّها "إرضاخ الشّعوب لسلطانها وفرض التّعايش السّلميّ والرّفق بالخاضعين وقهر المتطاولين" regere imperio populos, pacisque imponere morem, parcere subjectis et deballere superbos (6: 851-853) وهو برنامج شبيه بالسّياسة الغربيّة المعاصرة والأمريكيّة خاصّة، نجد ردّا عليه هنا وفي "مدينة الله" لأغسطين الّذي نعته باللّصوصيّة الكبرى grande latrocinium.

26

الخمسة عشر: Quindecimuiri كهنة الكتب السّيبلّيّة، كانوا في الأصل 2 ثمّ صاروا 10 في 264 ق م ثمّ 15 في عهد سولاّ.

الميديّون: Medi شعب استوطنوا إيران وأقاموا دولة في كردستان وأذربيجان الحاليّتين.

لوبركوس: Lupercus إله الذّئاب؛ يحيي كهنته في 15 فبراير مهرجانا يتضمّن طقوس خصوبة تُذبح فيها مِعاز وكلب.

وِستة: Uesta إلهة رومانيّة قديمة جدّا، راعية نار الموقد، تبقى كاهناتها عذارى ومنهنّ ريّى سلفية أمّ رومولوس!

الأمازون: Amazones شعب من المحاربات ( بلاد القوقاز) ينحدرن من الإله مارس يعادين الرّجال.

28

استهتار الرّومان بآلهتهم: تهمة تناقض ما شُهر عنهم، حتّى قال بوليبس إنّهم " أشدّ تديّنا من الآلهة أنفسهم".

الإله الحامي: إله خاصّ موكّل بكلّ فرد، يشرف على ميلاده ويحدّد زمانه ومكانه. يمثّل القوّة عند الذّكور.

30

فليقهر الامبراطور السّماء: "السّماء"  ذكريّة في اللاّتينيّة، ف10.

31

صلّوا من أجل ملوككم...: رسالة بولس الأولى إلى تيمتاوس 2: 2، جاء كذلك في رسالته إلى أهل روميّة: "لتخضع كلّ نفس للسّلاطين العالية فإنّه لا سلطان إلاّ من الله والسّلاطين الكائنة إنّما ربّها الله. فمن يقاوم السّلطان فإنّما يعاند ترتيب الله والمعاندون يجلبون دينونة على أنفسهم" 13: 1-2 وفي رسالته إلى تيطس: "ذكّرهم أن يخضعوا للرّئاسات والسّلاطين وأن يطيعوا ويكونوا متأهّبين لكلّ عمل صالح" 3: 1 وقد استخدم المدافعون عن النّصرانيّة لدى السّلطة كثيرا حجّة احترامها للنّظام السّياسيّ والاجتماعيّ القائم.

32

ندعوها/نقسم بها: adjurare/dejerare جناس مطلق.

34

أغسطس: Augustus 63 ق م-19 م أكتافيوس، مؤسّس الامبراطوريّة إثر انتصاره على أنطونيوس 30 ق م في الحرب الأهليّة الّتي عقبت اغتيال يوليوس قيصر 44 ق م وانهيار الحكم الثّلاثيّ الثّاني. منحه مجلس الشّيوخ لقب أغسطس، أي العظيم 26 ق م، وحمله كلّ الأباطرة. به سمّي شهر آب كما سمّي تمّوز باسم يوليوس قيصر.

مولاي: dominus أي السّيّد أو ربّ الأسرة. كان دومتيانوس مثلا يطلب أن يسمّى dominus et deus.

طقوس التّأليه: تقع بعد موت الأباطرة الرّومان، وربّما أتت تلك العادة من البطالسة. وبدأت لمّا قرّر مجلس الشّيوخ في يناير 42 قبل العهد الامبراطوريّ بحصر المعنى تأليه يوليوس قيصر تماشيا مع المعتقدات الشّعبيّة.

35

التّيبر: Tiber نهر يشقّ روميّة، واسمه مشتقّ من اسم ملك يدعى تيبريوس هلك فيه غرقا.

قسّيوس: Cassius ( قيّوس أويديوس) قائد لمرقس أورليوس نصّب نفسه امبراطورا في 175، قُتل في نفس السّنة. غير كسّيوس الرّأس المدبّر لاغتيال يوليوس قيصر والّذي كان من طبقة الأشراف.

نيقر وألبينوس: Niger, Albinus أعلنا نفسيهما امبراطورين بعد مقتل برتيناكس 193 وقتلهما سبتيموس سفيروس.

الهجوم على قيصر بين شجيرتي غار: إشارة إلى محاولة قتل كومّودوس في 182 من قبل أقاربه أُمّيديوس كوادراتوس، لوقيلة، كلوديوس بمبيانوس كوِنتيانوس.

سيجريوس وبرثينيوس: Sigerius, Parthenius شاركا في قتل دومتيانوس في 96 بمباركة زوجته لُنقينة بعدما ازدادت وحشيّته ( قتل إيبافروديتوس، وكليمنس مع نفي دومِتلّة زوجته، إعدام أعضاء من مجلس الشّيوخ..).

العرّافون: يذكر المشتغلين بالعيافة ( تتبّع حركات الطّير) augures وفحص أكباد الذّبائح haruspices.

37

أُمرنا بمحبّة أعدائنا: "لكن أقول لكم أيّها السّامعون أحبّوا أعداءكم وأحسنوا إلى من يبغضكم. وباركوا لاعنيكم وصلّوا لأجل من يبغضكم. ومن ضربك على خدّك فقدّم الآخر." لوقا 6: 27-29

المور: Mauri سكّان موريتانية* الّتي تضمّ غرب الجزائر الحاليّة والمغرب الأقصى تقريبا.

المركومان: Marcomani قبائل جرمانيّة استطاعت حوالي 167 م التّوغّل إلى إيطالية حاربها مرقس أورليوس حتّى موته.

الفرثيّون: Parthi شعب إيرانيّ استوطن إقليم خراسان قديما.

القصبة: Forum مركز المدينة حيث السّوق والمباني العامّة، يتجمّع فيه الرّومان للانتخابات والاحتفالات.

39

أخوّة النّصارى في الله: كما في الإسلام "واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا" آل عمران 103، "إنّما المؤمنون إخوة" الحجرات 10، هذا عدا الأحاديث الشّريفة.

سقراط وكاتون يعيران زوجتيهما: غير ثابت. المعروف عن كسنتِبّة زوجة سقراط الأصغر منه سنّا وأمّ بنيه الثّلاثة هو رعونة مزاجها وضيقها بفقر زوجها. أمّا كاتون فبعد موت زوجته ليقينية ارتبط بعلاقة بأمة له حتّى أجبره ابنه على الزّواج في سنّ 80، لكنّ حفيد حفيده كاتون الأصغر عُرف بسوء حظّه مع النّساء حسب أفلوطرخوس: ( أختيه وزوجته الأولى أتيلية، وحتّى الثّانية مرقية الّتي تنازل عنها لصديقه هرتنسيوس).

ميغارة: مدينة أتّيكيّة*.

أسهل أن ترى القذى في عين غيرك من أن ترى الخشبة في عينك: من كلام المسيح، انظر متّى 7

أباتوريّة: Apaturia عيد يونانيّ سنويّ في كلّ المدن الإيونيّة، من طقوسه تقديم المواليد منذ المهرجان السّابق لآبائهم.

ديونيسوس: Dionysus باخوس*. توجد صورة كاملة لشتّى مراسيم الأسرار الدّيونيسيّة في "بيت الأسرار" في بمبيوم*.

اسم عشائنا يعني المحبّة: يقصد Agape وهي كلمة يونانيّة ( ربّما من أصل عبرانيّ شبيه بلفظة "أحبّ" في العربيّة) وقد اقترن بسرّ القربان المقدّسEucharistia  ( الّذي هو غير الذّبيحة Hostia).

40

الأرض والمدينة: orbem et urbem عبارة لاتينيّة متداولة فيها جناس مختلف، والمدينة تعني غالبا رومية.

هيرة Hiera ( جزيرة البركان حاضرا) وأنافيس Anaphes وديلوس Delos ورودس Rhodos وقوس Cos: جزر في مياه اليونان وإيطالية حاليّا.

أطلنطيس: Atlantis أرض تقع قرب أعمدة هرقل ( جبل طارق) ذكرها أفلاطون في حواري تيماوس وكريتياس.

كورنثية: Corynthia منطقة يونانيّة في البيلوبونيز.

لوقانية: Lucania منطقة صالرنو الحاليّة، استقرّ بها اللّوقانيّون ومنها اشتقّ اسمها قديما.

سدوم وعمورة: Sodoma, Gomorra مدينتان على البحر الميّت قديما ذكر عقابهما في العهد القديم ( سفر التّكوين 19: 24-28، تثنية الاشتراع 29: 23، سفر الحكمة 10: 7 "وإلى الآن يشهد بشرّهم قفر يسطع منه الدّخان ونبات يثمر ثمرا لا ينضج وعمود من ملح قائم تذكارا لنفس لم تؤمن"، يقصد زوجة لوط...) ويوسفوس وفيلون الإسكندريّ وذكرهما تاكيتوس وسترابون، وإنجيل متّى 10، وسدوم قرية لوط المذكورة في القرآن. والنّبات المقصود من الباذنجانيّات له زهرة بنفسجيّة وثمرة صفراء تنخرها فطريّات فتبقى بداخلها بزور سوداء: solanum sodomaeum.

تسكانية وكمبانية: Tuscia, Campania منطقتان في إيطالية، أولاهما بالشّمال ( اسمها القديم تُسكية) والثّانية في الجنوب.

ولسينية: Uolsini مدينة إترسكيّة قديمة بتسكية دمّرها الرّومان في 264 ق م، وهي اليوم تدعى أُرفييتو.

بومبيوم: Pompeium مدينة قريبة من بركان وسيفوس الّذي ثار في 79 م فطمرها تحت الحمم، وقعت فيها حفريّات منذ القرن 19 وفي كلام ترتلّيانوس تناقض، فلئن لم تكن النّصرانيّة إذّاك قد انتشرت في كلّ إيطالية، إلاّ أنّها كانت موجودة بروميّة، إذ أشار هو نفسه إلى أنّ اضطهادها بدأ في عهد نيرون (54-68 م).

حنّبعل: Hannibal 247-182 ق م قائد قرطاجنّيّ في الحرب البونيقيّة الثّانية 219-202 ق م عبر الألب، وحاصر رومية، بعد انتصاراته هزمه شبيون* في معركة زامة/ ساقية سيدي يوسف حاليّا على الأرجح. فرّ إلى سورية حيث اشتغل مستشارا لملكها ثمّ إلى بيثينية فغدر به ملكها وأراد تسليمه للرّومان فانتحر.

كانّة: Cannae تقع في أبولية بشرق جنوب إيطالية هزم فيها حنّبعل بولس إميليوس: 35000 قتيل وأسير مقابل 5700

السّينيّون: Senones شعب من بلاد الغال قيل إنّهم احتلّوا روميّة إلاّ الكابيتول 300 ق م. يعرض أسوأ أزمتين في تاريخ الرّومان ليظهر قلّة نفع آلهتهم. لكنّ سِمّاقوس زعيم الحزب الوثنيّ بعد قرن يذكرهما ليبيّن العكس!

42

نحارب معكم: بل كان بعض النّصارى يأبون المشاركة في حروب الرّومان كما نرى في قصيدة لبرودنتيوس.

بها ومنها نعيش: cum quibus et de quibus uiuimus لأنّ ضمير الجمع المجرور متشابه في التّذكير والتّأنيث ولغير العاقل يمكن أن يُفهم أيضا "بكم ومنكم نعيش". لاحظ أنّ العامل الاقتصاديّ لعب دورا مهمّا في اضطهاد النّصارى: نجد مثلا في "أعمال الرّسل" 19: 23-40 أنّ شغبا حدث في أفسس ضدّ بولس وأبلّوس بعد كساد صناعة التّماثيل لأرتميس. ونجد ترتلّيانوس في أواخر حياته يؤكّد زهده في الدّنيا كلّيّا، فيقول في كتابه "الرّداء" de Pallio 5: 4 "لا أدين بشيء للسّياسة ولا مهنة السّلاح ولا المجلس البلديّ، ولا أسهر على وظيفة أو أهتمّ بمنبر أو أرقب منصبا، لا أتشمّم المجاري ولا أعبد منصّات المحاكم ولا أرنو إلى مدارج المحامين ولا أكدّر القوانين ولا أرافع مجلجلا في أيّة قضايا، لا أمارس القضاء ولا الحرب ولا الحكم: فقد انقطعت عن الشّعب. لا شغل لي سوى نفسي، ولا أهتمّ بغير ما يجب أن يكون همّي، في الاعتزال أكثر ممّا في البروز أنعم بحياة أفضل."   

45

ليس القانون الوضعيّ بمثل قوّة الشّريعة: في معنى قريب يقول فولتير: "لو لم يكن الله موجودا لوجب إيجاده" لأنّه يضمن الالتزام بالأخلاق والنّواميس. ويقول دستويفسكي: "إن لم يكن الله موجودا فكلّ شيء مباح". لكنّ العلمانيّين يعيبون على الشّريعة قلّة مرونتها وصعوبة تطويرها.

تحريم الشّهوة الأثيمة في اختلاجة الطّرف: إشارة إلى قول المسيح: "أقول لكم إنّ كلّ من نظر إلى امرأة لكي يشتهيها فقد زنى بها في قلبه" متّى 6: 28 ويوافق ذلك ما جاء في القرآن :"قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إنّ الله خبير بما يصنعون. وقل للمؤمنات..." إلى آخر الآية 31 من النّور

46

سقراط أحكم النّاس: ذاك ما أعلنت عرّافة أبولّون بدلفي. وكان يُضحّى لأسكولابيوس بديك روميّ. وذكر أفلاطون على لسان سقراط في آخر كلماته في حوار فيدون أنّه مدين للإله بديك فوعده أقريطون بتوفيته.

سبيوسبّوس: Speusippus أستاذ الأكاديميّة بعد موت أفلاطون، توفّي حوالي 338 ق م.

الثّوريّون: Thurii يسكنون جنوب إيطالية.

برينة:  Prienaمدينة كانت تقع قديما على مصبّ ميَنْدر بتركيا وتبعد اليوم حوالي 10 أميال على السّاحل.

أمين: تلاعب بلفظ fidelis الّذي يعني في نفس الوقت الأمين والمؤمن، التّابع لدين ما.

أنكساغوراس: Anaxagoras 500-428 ق م فيلسوف درّس في أثينة اتّهم بالكفر ففرّ إلى لمبساكة وأمات نفسه بالجوع. يرى أنّ السّديم الأصليّ المكوّن من ذرّات شتّى انتظم بتدخّل عقل لامحدود وسرمديّ هو "النّوس".

هرمياس: Hermia وال يونانيّ لملك فارس على جزء من آسية الصّغرى عاش ببلاطه فترة أرسطو 384-322 ق م.

أرستِبّوس: Aristippus القيروانيّ نسبة إلىCyrena  منطقة برقة وشحّات بليبيا الحاليّة 435-366 ق م مؤسّس مدرسة فلسفيّة ترى أنّ الخير يتمثّل في اللّذّات الحسّيّة الخاضعة لتحكّم العقل، ربّما تأثّر بتعاليمها أبيقور*.

 هيبياس: Hippias سفسطائيّ من القرن الخامس، يصوّره أفلاطون في حوار "بروتاغوراس".

47

الفلاسفة استقوا حكمتهم من الكتب السّماويّة: فكرة عبّر عنها كذلك في 19، ونجدها عند الكتّاب اليهود هرمنبوس وأرسطوبولوس وفيلون الإسكندرانيّ ويوسفوس، ثمّ عند يستينوس الشّهيد ( الّذي اعتبر أنّ الرّوح القدس الّذي أوحى إلى أنبياء بني إسرائيل ألهم كذلك حكماء اليونان)، ونجدها لاحقا عند الغزالي في "المنقذ من الضّلال" فيما يتعلّق خاصّة بالفلسفة العمليّة ( الأخلاق والسّياسة). وهي سلاح ذو حدّين، إذ تشير البحوث التّاريخيّة مثلا إلى أنّ تشريعات كثيرة من العهد العتيق مستوحاة من قوانين شعوب أخرى، كشرائع حمورابي، ونجد كذلك تأثيرا للملاحم السّومريّة والبابليّة على قصّة الخلق التّوراتيّة، ولأقوال الحكيم أحيقار وزير سنحاريب ملك نينوى على أدب الحكمة فيه ( مثلا سفر الأمثال أو الجامعة أو ابن سيراخ أو طوبيّا).

طيبة: Theba مدينة يونانيّة في بيوتية، شمال شرق أثينة، أسّسها الفينيقيّ قدموس. وهي غير طيبة الّتي في مصر.

ظلّ يبدو خاصّا باليهود: تأكيد للطّابع الإنسانيّ العامّ للعهد القديم، لوحدته مع العهد الجديد.

هيرقليط: Heraclitus 576-480 تقريبا، من أوائل الفلاسفة اليونان. أكّد الحركة والصّيرورة واجتماع الأضداد مؤقّتا بعكس معاصره برمنيدس الّذي أكّد على الثّبات والدّيمومة. رأى فيه هيغل رائدا لنظريّته الجدليّة.

الشّيع النّصرانيّة: منذ القرن الثّاني كانت توجد شيع عدّة من غنوصيّين ومنتانيّين ومذاهب شتّى حول طبيعة المسيح. لكنّ أهمّ الانقسامات أتت خصوصا بعدما صارت المسيحيّة دين الدّولة في أوائل القرن الرّابع.

جهنّم: Gehenna كلمة عبريّة ( مشتقّة من وادي هنّوم حيث كانت تحرق القمامة، ولم ينشأ الاعتقاد في الحساب الأخرويّ عند اليهود إلاّ في عصر متأخّر، بعد السّبي البابليّ) وبيرفليغيتون Pyriphlegethon نهر من النّار وإليزيوم Elysium حقول النّعيم المقيم بالعالم السّفليّ في الأساطير.

48

لابريوس: Laberius 105-43 ق م، كاتب تمثيليّات هزليّة حركيّة mimae .

49

يرقص/ يقفز: exsultat/insultat جناس مطلق.

50

أنباذقليس: Empedocles 490-435 ق م تقريبا، آخر المفكّرين السّابقين لسقراط، تتّسم قصيدته "في طبيعة الأشياء" بالغموض. له نظريّة في نشأة الكون تمزج فكرة الإيونيّين عن العناصر الأربعة وفكرة برمنيدس عن الأيس، أو الكائن كإله كرويّ محيط، وفكرة هيرقليط عن التّضادّ، وهو عنده بين الحبّ والبغض، كمصدر لانبثاق وتطوّر الكائنات. ألقى بنفسه في بركان إتنة ليكون نظير الآلهة. نسب إليه الإسلاميّون كصاعد الأندلسيّ والقفطيّ وابن أبي أصيبعة والشّهرستانيّ أفكارا منحولة تأثّر بها الصّوفيّ الأندلسيّ ابن مسرّة.

مؤسّسة قرطاج: الملكة علّيسة/ديدون، أحرقت نفسها وفاء لزوجها كاهن صور بعدما ألحّ يرباس ملك اللّوبيّين للزّواج بها ( حسب يُستينوس) أو أسفا على أينياس* حسب الأنياذة: 4.

ريقولوس: Regulus قائد رومانيّ أسره القرطاجنّيّون في الحرب الأولى 255 ق م وعذّبوه حتّى الموت حسب الرّومان

أنكسرخوس: Anaxarchus فيلسوف من مدينة أبديرة، من أتباع مذهب ديمقريط في القرن الرّابع.

زينون الإيليّ: Zeno Eleates ولد حوالي 490 ق م تلميذ برمنيدس، مشهور بمفارقتي السّهم وأخيلس والسّلحفاة لنفي الحركة

إلقاء نصرانيّة إلى قوّاد بدل الأسد: يستخدم جناسا بين lenonem وleonem يصعب نقله إلى العربيّة.

شيشرون: Cicero 106-43 ق م، سياسيّ وأديب رومانيّ، له عدّة خطب وكتب في السّياسة والبلاغة.

سنيكا: Seneca 1 ق م-65 م فيلسوف رواقيّ رومانيّ، له كتب حكمة ومسرحيّات. معلّم نيرون ثمّ مستشاره، انتحر.  

بيرّون: Pyrrhon ولد حوالي 340 ق م، مؤسّس البيرّونيّة، وهو مذهب يدعو إلى الشّكّ وتعليق الحكم.

 

ملخّص الدّفاع

 

   يخاطب ترتلّيانوس ولاة الأقاليم ليدعوهم إلى إعادة النّظر في قضيّة النّصارى (1) ملحّا على غياب أسس قانونيّة للأحكام الصّادرة ضدّهم (2) النّابعة من كراهيتهم بناء على أحكام مسبقة (3) ومؤكّدا أنّ في رفض ترخيص المسيحيّة ظلما صارخا (4) ويقدّم نبذة تاريخيّة عن موقف الأباطرة من النّصارى مشيدا بالمتسامحين منهم ومندّدا بالمتعنّتين (5). ويردّ على تهمة تركهم سنن السّلف بأنّ الرّومان أنفسهم تركوها (6). ثمّ يكذّب الفرى عن جرائمهم الخفيّة كزنا المحارم وتقديم أضاح بشريّة (7) مظهرا طابعها اللاّمعقول (8) ويردّها إليهم (9). ثمّ يمرّ إلى التّشهير بمواقفهم المعلنة من دين وقيم المجتمع الرّومانيّ، فيشير إلى أنّ الآلهة الوثنيّة في الأصل بشر (10) ويهزّئها لأنّ لا داعي لوجودها وعلى افتراض أنّها بشر رُقّوا إلى مصافّ الألوهيّة لمآثرهم فهناك من هم أحقّ منهم بذلك (11)، وينفي أن تنفع أو تضرّ (12) ويذمّها منتقدا تساهل الرّومان في إسناد الألوهة (13) ومبيّنا أنّهم يروون هم أنفسهم مثالبها (14)، ويندّد بقبائحها وبالألعاب الوحشيّة المنظّمة لتكريمها (15). ثمّ يستنكر الرّسوم السّاخرة الّتي تستهدف المسيح (16) مبيّنا حقيقة إله النّصارى (17) وممتدحا الكتاب المقدّس (18) مؤكّدا قدم أسفار العهد القديم (19) الحاوي لكلّ أحداث الماضي والحاضر والمستقبل (20) ويحاول توضيح فكرة ألوهيّة المسيح (21). ثمّ يعزو بلاء النّصارى للشّياطين (22) رغم خضوعها لهم (23). بعدئذ يؤكّد أنّ التّوحيد دين الفطرة السّليمة (24). وينفي دور دين الرّومان في بناء امبراطوريّتهم (25) فالله هو واهب المُلك (26). ثمّ يعود للتّنديد بالشّياطين (27). ويبيّن استهتار الرّومان بآلهتهم وخوفهم من السّلطات القائمة أكثر منها (28). ويسخر من تلك الآلهة مظهرا أنّها هي الّتي تحتاج إلى رعاية الإنسان (29). ثمّ يردّ على تهمة مسّهم بالذّات الامبراطوريّة مؤكّدا أنّ النّصارى يجلّون قيصر داعين له الله لا الأوثان (30) وفق دينهم الّذي يأمر بطاعة أولي الأمر والدّعاء لهم بالصّلاح (31) ولأنّ استتباب الأمن في الامبراطوريّة يؤخّر نهاية العالم وأهوالها (32) ولأنّ قيصر يستمدّ من الله ملكه، لكنّهم يرفضون تأليهه (33) أو مخاطبته بما يوحي بذلك (34) ولا يشاركون في الاحتفالات المقامة له لما فيها من منكر ونفاق (35) بينما حبّهم له، وإن لم يتّخذ ذلك الشّكل الصّاخب، صادق لأنّه آت من حبّهم لكلّ النّاس وفق دينهم (36). ولو انفصلوا عن الامبراطوريّة لانهارت فهم عمادها لكثرتهم (37). ولا ينبغي اعتبارهم حزبا فهم لا يفعلون ما تفعل الأحزاب (38) واجتماعاتهم مثال للورع والإخاء (39). ثمّ ينفي أن يكونوا سبب الكوارث الطّبيعيّة (40) مؤكّدا أنّها وجدت في كلّ زمان وهي نذير للمؤمنين وعقاب للكافرين (41). ثمّ يردّ على تهمة عدم اندماجهم اجتماعيّا واقتصاديّا (42) مقرّا مع ذلك أنّهم لا يمارسون المهن المنافية للخلق الكريم (43). ويؤكّد ظلم الولاة للنّصارى إذ ليس فيهم مجرمون (44) فهم يتّقون الله، والشّريعة أقدر من القوانين الوضعيّة على ردع البشر (45). ثمّ يردّ على من يعدّونهم فرقة فلسفيّة (46) مندّدا بالازدواجيّة في التّعامل معهم ومع غيرهم، ومؤكّدا أنّ الفلاسفة استقوا الحكمة من الكتاب المقدّس وحرّفوها (47). ويدافع عن فكرة البعث مبيّنا قدرة الله على ذلك (48). وينكر أن يجيز استسخاف أفكار النّصارى اضطهادهم (49) ويؤكّد أنّهم مثل أعلى في التّضحية من أجل دينهم ويتحدّى الولاة  شاجبا غوغائيّتهم (50).