ماغون القرطاجنّيّ

 

شذرات في الفلاحة

 

9- الحواشي

 

حواش 

9

8

7

6

5

4

3

2

1

مقدّمة

1 التّلغراف البونيقيّ

  وصف أفريكانوس في "القلائد" إرسال بلاغات مرمّزة بواسطة النّار، وهو أسلوب استخدمه البونيقيّون في حروبهم في صقلّية منذ بداية ق 4 على الأقلّ، إذ كانت جيوشهم تحارب بعيدا عن قاعدتها وتحتاج إلى الاتّصال بها للإخبار وطلب الإمدادات. فككلّ المستوطنات الفينيقيّة الغربيّة، صار الجانب البونيقيّ منها بعد وقوع صور في التّبعيّة تحت حماية قرطاج وكان غرضه تجاريّا بالأساس ( ثوكيديدس 6: 2)، وبالعكس لم يكن الجانب اليونانيّ تابعا للوطن الأمّ وكان زراعيّا ( واشتهر بإنتاج القمح، حتّى شبّه إكسينوفون أبا إيسوماخوس الّذي يتصيّد الضّياع المهملة والموضوعة للبيع بتجّار الحبوب الّذين إذا سمعوا بتوفّر حنطة بكمّيات وفيرة وأسعار مناسبة قطعوا إليها البحر الأسود أو بحر إيجة أو صقلّية: تدبير 20) فلم تكن له نفس الحاجة إلى الاتّصال. والإشارات النّاريّة استُخدمت قبل ذلك بكثير وبصيغة بسيطة تتمثّل في الاتّفاق مسبقا على معناها، في مصر مثلا، وذُكرت في أدب بلاد الرّافدين ( إرسال إشارة نار بعد انتصار نينورتا على الطّائر أنزو حسب نصّ أكّديّ لأسطورة سومريّة)، وتشير رُقم ماري وقرنة أيّام شمشي أدد ( ح 1900 ق م) إلى نظام استُخدم فيه مشعل أو اثنان لنوعين من البلاغات، مع ردّ المرسل إليه بإشارة للإخبار عن تلقّي البلاغ. وتُظهر كسر من الفخّار استُخدمت لكتابة رسائل بين قيادات الجيش الأشوريّ في فلسطين ( أواخر ق 8) عُثر عليها في لاكيش اعتماد القادة الميدانيّين على إشارات عبر عدد من المحطّات. وذُكرت في العهد العتيق ( قضاة 20: 38)، والأدب اليونانيّ ( إلياذة 18: 210-213، أسخيلوس: "أغاممنون" حيث أخبر حاملو مشاعل رتّبتهم كليتمنسترة مسبقا باقتحام الآخيّين طروادة). وذكر ثوكيديدس في حرب البيلوبونيز وتشويش البلاتيّين على إشارات الطّيبيّين بإشعال نيران أخرى.

   في نظام الإشارات المتعدّدة يُتّفق على "الشِّفرة" لعدد من الأحداث أو الطّلبات المتوقّعة، وقد وصفه في ق 4 أينياس Aeneas Tacticus في "فنّ الحرب" ( ح 360 ويبدو كأنّه يجهل المنجنيق الّذي استخدمه ديونسيوس1 في حصار موتية، وركّز فيه على التّحصين وحماية مداخل المدن والحيل). لا يتضمّن ما بقي منه ذلك الوصف، لكن عرضه بوليبيوس ( 10: 43-45) وبولينوس Polyaenus المقدونيّ ( الحيل الحربيّة Strategematon، 6: 16: 3-1، وألّفه أواسط ق 2 م نقلا عن مصادر أقدم). فقد نقل- عن أيناس على الأرجح- أنّ البونيقيّين استخدموه في الحرب ضدّ ديونسيوس1 للاتّصال بقرطاج. استعملوا لذلك وعاءين متماثلين ملئا ماء في كلّ منهما فتحة تفريغ وقضيب مقسّم إلى مقاطع تطابق طوارئ أو طلبات اتُّفق عليها مسبقا ذكر بولينوس 9 منها، نحو: "وصول خيّالة إلى البلاد"، أو "سفن" أو "قمح". بمشعل يعطي المرسل إشارة إلى المتلقّي الّذي يخطره بتلقّي الإشارة يرفع مشعله، وإذّاك يُنزل الأوّل مشعله ويبدأ في التّفريغ. فإذا بلغ الماء مستوى الطّارئة المعنيّة أعطى إشارة، فيعلم المتلقّي الّذي يشغّل نفس الجهاز الخبر أو الطّلب. وقد شاع في القديم أنّه يمكن من فوق جبل إريكس الّذي ظلّ حتّى 241 ضمن منطقة النّفوذ البونيقيّ في صقلّية عدّ أشرعة السّفن في ميناء قرطاج في أيّام الصّحو ( وفي ذلك مبالغة، ويقال كذلك إنّ قبطان الميناء كان يستخدم المرايا العاكسة لأشعّة الشّمس من على المنارة لإعطاء تعليمات للسّفن في البحر). وقد ذكر استخدام الإشارات النّاريّة أثناء الحرب البونيقيّة 2 بوليبيوس ( من قبل حنّبعل وكذلك حليفه فيليب 10: 41 وبعبارات توحي بنظام متطوّر قادر على تبليغه على جبل تيسيوس بكلّ الأخبار)، وليويوس ( 22: 19: 6 في إسبانية). وبعد تدمير قرطاج التغت الحاجة إلى الاتّصالات بين البلدين ( وأيّام الدّولتين الأغلبيّة والفاطميّة أقام المسلمون الّذين لم يكونوا يسيطرون كالرّومان على ضفّتي المتوسّط سلسلة من المحطّات على سواحل شمال إفريقية كانت تسمح بإيصال البلاغ من سبتة إلى الإسكندريّة في غضون ليلة حسب أبي المحاسن).

   أكّد بوليبيوس أنّ هذا النّظام لا يفي تماما بالمقصود، فقد تحصل طوارئ لم يتّفق بشأنها الطّرفان، والخبر ناقص ( لا يحدّد الكم مثلا). لذا اقترح آخر يقوم على كتابة بلاغات مع الرّمز لكلّ حرف بعددين من المشاعل ( هما بعد تقسيم حروف الهجاء ال22 إلى 5 مجموعات رقم مجموعته ورقمه داخل المجموعة)، اقتبسه مع تعديلات حسب قوله من Demokleitos وKleoxenos، غير المعروفين. والأرجح أنّهما من الإسكندريّة الّتي زارها ( سترابون 17: 112)، وقد يكون الأوّل ديمقريطوس ( أي بولوس)، وعنه ربّما نقل أفريكانوس الّذي وصف أسلوبا يبدو أقلّ تطوّرا من الّذي عرضه بوليبيوس قبله بأكثر من 3 قرون. وخلط الرّاء واللاّم شائع، وقد كُتب ديمقريطس بلام مثلا في فقرة لستوبايوس ( كارل ماركس: أطروحته عن أبيقور وديمقريطس 2: 1) وفي Christoph Martin Wieland: die Abderiten: Ein sehr warscheinliche Geschichte, 1774 ( كذلك يرد Borsenna بلام، وتحدّث بلينيوس عن Zachalias البابليّ أي زكريّا 37: 60 (169)، وكولوملاّ عن كرمة holconia 3: 2: 27 وكتبها بلينيوس براء 14: 4 (35)، وفي اليونانيّة يُكتب اسم مدينة Tylissos براء أحيانا، وشاع الخلط بينهما في المصريّة في العصور المتأخّرة، والرّاء الهنديّة تنقلب لاما في الفهلويّة، وفي بعض اللّغات كالصّيينيّة أو اليابانيّة حرف واحد للاثنين). وياء "قليطوس" تُكتب أيضا i ( كذلك اشتُقّ اسم Ikonion- قونية الحاليّة بتركيا- على الأرجح من Eikona). وممّا يقوّي ذلك الاحتمال أنّ القدماء ذكروا كتابا في الحرب "لديمقريطس"، وأنّه حسب ابن وحشيّة وضع قلما مرمّزا لكتابة أسرار الخيمياء وما شابهها ( شوق المستهام 4: 18). ولا يُستبعد أن يكون القرطاجنّيّون استخدموا ذلك النّظام أيضا، ونقله بولوس ( من أدبهم أو من عرض لأساليبهم الحربيّة الّتي لا بدّ أنّها أثارت الاهتمام خاصّة بعد حروب حنّبعل معاصره). وقد يفسّر ذلك بعض الوقائع الغامضة في تاريخ قرطاج الحربيّ: مثلا كيف أمكن لهملقار أن يضع في 241 خطّة مع حنّون قائد البحريّة القرطاجنّيّة الّتي ظلّت زمانا في مينائها لحمل الإمدادات وأخذ جنود قدماء على متنها لمحاربة لوتاتيوس بينما كانت سفن الرّومان تمنع أيّ اتّصال، وأن تتّصل به قرطاج إثر ذلك وتعيّنه للتّفاوض مع الرّومان على شروط السّلم. كذلك ربّما اطّلع بوليبيوس على كتابات القرطاجنّيّين العسكريّة وكذلك الجغرافيّة، فقد شهد تدمير قرطاج في 146، وإثره عيّنه شبيون لاستكشاف سواحل شمال إفريقية والمحيط الأطلسيّ ( بلينيوس 5: 1 (9)). صحيح أنّ الكتب 1-6 تعود إلى ح 150 قبل زيارته للأسكندريّة، لكنّ ذلك لا يصحّ على ك10. ولم يُحفظ مع الأسف كتابه Taktika الّذي قد يعطي فكرة عن تطوّر تفكيره في هذا الباب.

 

2- الجذور الكنعانيّة لقصّة شمشون

   وردت قصّة شمشون في سفر القضاة، وفيها تولّد نحل من جثّة أسد قتله. وهي مشتقّة من أساطير شمسيّة حسب بعض الأساطيريّين ( H. Steinthal وA.Palmer Smythe 1913 وC F Burney 1918 وJ Hempel 1953، Robert Graves 1955 وولز الّذي ردّها إلى نصوص بابليّة)، إذ يذكّر اسمه ومسقط رأسه القريب من بيت شمش وبعض مآثره كقتل الأسد ( فسخًا بيديه) وإمساك أعمدة البيت ( قضاة 16: 29) بآلهة كهرقل وملقرت، ويمكن تأويل أحداث منها كقصّ الشّعر ونموّه واسم دليلة وإحراق الحقول وإعمائه وتقييده كصور من دورة الشّمس ( وفيها شبه بأساطير أخرى ذات طابع فلكيّ كأسطورة الجبّار أوريون الّتي في أيّوب 38: 31، 9: 9 وعاموس 5: 8 صدى منها). ويشبه هرقلَ ( كما رأى أوسبيوس وأغسطينوس في مدينة الله 18: 19 وسنكلّوس) كذلك في تسخيره لأعمال شتّى، وتسبّبه في موت امرأته الأولى وتسبّب الثّانية في موته ( كميغارة وديانيرة)، وهزيمته وعطشه وانفجار ماء له ( كنبع سكامندروس في أحد أعمال هرقل أو عند فراره أمام ابني أخ الملك أوجياس)، وقرار إماتة نفسه ( الّذي لا يتماشى مع اليهوديّة- المتأخّرة على الأقلّ ورغم ورود أمثلة أخرى- ولا كذلك كلفه بالفلسطينيّات ودخوله على امرأة بغيّ خاصّة أنّه قاض وناسك لله). وتذكّر زيارة الرّبّ أو ملاكه لأمّه قبل ولادته بالأجواء الوثنيّة لقصص الآباء ( حيث يظهر للأب باستثناء الغريبة هاجر، ويصحّ ذلك أيضا على دانيل الأوغاريتيّ). ونرى مثلَ القوّة الكامنة في شعره في أساطير نيسوس، وبتيليراس ( والشّعرة في الحالتين عطيّة إلهيّة)، وميدوزا الّتي تُلحق رؤية شعرها الهزيمة بجيش. ونذر الشّعر وإهداؤه للآلهة عادةً معروف عند الكنعانيّين ( لقيانوس: الإلهة السّوريّة 6 و60، جيمس فريزر: الغصن الذّهبيّ). والحال أنّ أسطورة هرقل تتضمّن عناصر فينيقيّة: فمسرح بعض مآثره مناطق كانت تحت النّفوذ الفينيقيّ ( كأعمدة هرقل حيث كان يوجد كما ذكر بلينيوس وأثبتت الحفريّات معبد قديم لملقرت الّذي ماثله به هيرودوت وكتّاب سيرة الإسكندر الأوائل والكتّاب الوثنيّون المتأخّرون كلقيانوس 3 ونونّوس 41، وبستان الهسبريدس، وإفريقية الّتي خلّصها من السّباع، وطرطسّوس، وأركس- وزعم يوبا2 أنّه من سلالة هرقل معروف)؛ وهو ذو طبيعة شمسيّة مثله ( كما رأى مكروبيوس 1: 20: 10-11 ويوليانوس المرتدّ ونونّوس وكما يوحي عدد أعماله وسني خضوعه للملك أورسثيوس، أو استعارته مركب الشّمس في رحلته إلى المحيط غربا)؛ ويشبهه في تفاصيل أخرى كمصارعة ثعبان ( وفي الهيدرة شبه بلوتان الحيّة المتلوّية ذات الرّؤوس السّبعة في ملحمة بعل الأوغاريتيّة 5: 1: 28-30) والموت بالنّار والانبعاث ( إذ كانت تُحرق في صورَ كلّ عام دميةٌ تمثّله ملقرت وكان يُبعث حسب نونّوس 40: 358)؛ ويرتبط بطيبة ومنطقة أرغوس اللّتين تحملان تأثيرا فينيقيّا. وتتداخل أساطيرهما، فمثلا روى بولّكس ( Onomastion) قصّة عنه وعن حوريّة المياه تيروس Tyros واكتشاف الأرجوان أصلها طبعا عن ملقرت؛ ونقل أثينيوس ( 9: 11) عن أودكسوس الكنيديّ رواية عن قتله بليبية على يدي تيفون وإعادته إلى الحياة على يدي يولاوس الّذي قرّب من أنفه سمّانا مشويّا عُرفت أيضا عن ملقرت وإشمون؛ كما ذكر فيلون الجبيليّ في عرضه للدّين الفينيقيّ ( بصيغة هلّينيّة) أطلس في أسطورة كرونوس وأورانوس ( ويوحي بذلك أيضا تأكيد المتأخّرين في تأويلات ذات طابع إفهيمريّ أنّه مبتكر علم الفلك، وأحجية أمثال 30: 4، وشبه أسطورة أوبلّوريس الحثّيّة بأسطورة أطلس يبيّن المصدر الشّرقيّ للأسطورة اليونانيّة). وبوجه عامّ قد يعود الشّبه بين أساطير يونانيّة وقصص من العهد العتيق إلى جذور مشتركة أو وساطة فينيقيّة، نظرا إلى اتّصال الفينيقيّين باليونان لكونهم بحّارة.

   لكن يمكن اعتبار القصّة من قبيل السّيَر الشّعبيّة بالأحرى، إذ توجد أسماء شبيهة لأشخاص عاديّين ليست لهم صبغة إلهيّة، مثلا في كتابات أوغاريت وفي مدوّنات تجلات بلاصر3 وسرجون2 ( الّتي ذكرت "ملكة" عربيّة في أواخر ق 8 اسمها شمسة)، وقصص أبطال لهم قوّة تكمن في شعرهم لا علاقة لهم بالشّمس الّتي لا شيء يثبت أهمّيّتها بين الآلهة الكنعانيّة ( بل يبدو إيليّا الّذي كان مثله يطلق شعره مل4 1: 8 ويمثّل بوجه ما إسرائيل في مواجهة الحضارة الكنعانيّة أقرب منه إلى البطل الشّمسيّ). وليس قتل الأسد حكرا على الأساطير بل نجده في السّيَر ( داود مع أنّ قيامه بتلك المأثرة لمّا كان يرعى غنم أبيه مل1 17: 34-37 يذكّر بهرقل الّذي قتل أسد نيمية لمّا كان يرعى بقر "أبيه" أمفيتريون حسب أحد التّقاليد، بنايا حسب مل2 23: 20، عنترة الخرافة، الصّحصاح في قصّة ذات الهمّة). ولا كذلك إهانة البطل ( انظر سيرة عنترة). حتّى بهذا التّأويل- الّذي لا يتناقض تماما مع الأوّل، إذ ربّما حوّر كتّاب العهد العتيق أساطير كنعانيّة وفق دينهم وأنسنوها خاصّة أنّه يشهد ( قضاة 17: 3-18: 31) وكذلك الحفريّات بأنّ الدّيانة الكنعانيّة ظلّت سائدة في فلسطين إلى عصر متأخّر ( وأنسنة الآلهة في الأساطير ظاهرة معروفة وهرقل نفسه يظهر في أساطير أُرفيّة كثالث إله يأتي إلى الوجود حسب دمشقيوس وموثل في الامبراطوريّة الرّومانيّة بآلهة لا مجرّد أبطال بشريّين، وتفطّن ابن وحشيّة إلى القرابة بين قصّة القدّيس جرجس عند النّصارى مع أسطورة الإله تمّوز وبيّن فريزر أنّ قصّة القدّيس هبّوليتوس مستمدّة من قصّة سميّه الوثنيّ)- واضح أنّ فيها تأثيرا كنعانيّا كما في بعض قصص سفر القضاة المركّزة على أسباط الشّمال، كقصّة يفتاح أو شمجر بن عنات الّذي يشبهه بمأثرته ( 3: 31، قارن 15: 15-16) ويوحي اسمه بأنّه غير عبرانيّ ( شمجر: حثّيّ أو حوريّ، عنات: فينيقيّة/كنعانيّة، وبيت عنات تقع قرب بيت شمش حسب قضاة 1: 33)، وكذلك تأكيد أوسبيوس أنّ بني إسرائيل خضعوا لأجانب في عصر القضاة بين أهود ودبورة ( 10: 14)، فضلا عن الحكم السّلبيّ على عهده ( 5: 6) وتسليم العبرانيّين شمشون لأعدائه ( 15: 12)، وعدم ذكرهما بين مخلّصي بني إسرائيل في خطبة صموئيل ( مل1 12: 11). وكانت امرأته الأولى ودليلة الفلسطينيّتان تقيمان مع قومهما، وذلك لا يتّفق مع مجتمع "عصر القضاة" الأبويّ ( يلاحَظ أنّ في اللّغة العبريّة لفظة للعمّ لا للخال الّذي تدعوه "أخ الأمّ"، ويلاحَظ الطّابع الأموميّ في نفس السّفر في قصّة جدعون/يربّعل الّذي أقام ابنه مع أخواله في شكيم 8: 31، 9: 1 والّذي لا يبدو تفسير اسمه صحيحا، وقد استشهد فيلون الجبيليّ في عرضه لدين الفينيقيّين بكاهن ليهوه يحمل نفس الاسم حسب أوسبيوس: الإعداد 10: 9، ولا يوجد في العهد العتيق فيما عداهما من أقام مع أهل زوجته سوى يعقوب وهو حالة خاصّة- ولعلّ الأثر الوحيد لنظام الأمومة القديم جدّا عند اليهود اعتبار دين الأمّ معيار الانتماء إليهم). ويوحي بذلك أيضا كون أصحابه في عرسه فلسطينيّين، وعدم ذكر بنين له رغم الحيّز الّذي تحتلّه قصّته في السّفر، بل ربّما لم يكن سبطه دان من "الأسباط الأصليّين"، كما يوحي تك 49: 16 و5: 17.

 

تابع