القدّيس أغسطينوس

 

الاعترافات

 

الحواشي- تابع 

 

حواش 

13

12

11

10

9

8

7

6

5

4

3

2

1

مقدّمة

 

 

"ألستُ في الحلم ذاتي؟": العكس أصحّ حسب مدرسة التّحليل النّفسيّ. فالأحلام تُظهر نفسيّتنا أكثر من اليقظة، إذ يفكّ النّوم عقال رغباتنا المكبوتة اللاّواعية. والوعي جزء ضئيل من شخصيّتنا. لاحظ أنّ أغسطينوس (6-13) فرّق بين أحلام ربّانيّة وأخرى آتية من النّفس، وهي فكرة نجدها في أفلاطون ففي "الجمهوريّة" أشار إلى أحلام تأتي بإلهام إلهيّ وأخرى تظهر فيها طبيعة الإنسان المتوحّشة. نجد عند أرتميدوروس الأفسسيّ ( ق 2 ق م) تصنيفا أدقّ إذ ميّز بين الأحلام الرّمزيّة، والتّنبّؤيّة والخياليّة ( الّتي تعكس رغبات الحالم) والكوابيس ( الخالية من المعنى) والأحلام العاديّة ( المتأثّرة بأحداث اليوم)، وهكذا ربط الحلم بالحالم وشخصيّته وظروفه. وربط بعض الفلاسفة ( كأرسطو) والأطبّاء الأحلام بصحّة الجسم ( انظر مثلا أبوليوس في "المرافعة" و"التّحوّلات" وفي الأخير يذكر أيضا أحلاما ربّانيّة وفق أفكاره الأفلاطونيّة). في الكتاب المقدّس، كما في القرآن إشارة إلى أحلام موحاة من الله ( إبراهيم، يوسف، أمّ موسى)، وأجمع على ذلك الإسلاميّون كابن سيرين، وابن خلدون ( الّذي ميّز بين رؤى تأتي من الله وهي صريحة ومن الملَك وهي تحتاج إلى تعبير ومن الشّيطان وهي أضغاث أحلام)، وابن عربيّ ( الّذي كتب "أنّ قلب النّائم يتّصل بالعالم العلويّ": "فصوص الحكَم) وابن القيّم الجوزيّة الّذي اعتبر الأحلام أمثالا مضروبة من الله.  

10-30

- خداع الشّره اللّذيذ: مجاز مرسل hypallage المقصود لذاذته الخادعة ( للإلحاح على الخداع). لاحظ أنّ تحليله للّذّة كوظيفة يقتضيها حفظ البقاء قريب إلى تحليل شوبنهاور.

- يطلب/ يطالب، ستار/تخفي: petat/suppetat, obtentu/obumbret جناس.

- عبدك ذاك: يقصد القدّيس بولس.

- لا أخاف نجاسة الطّعام، بل نجاسة الشّاهية: بعد رؤيا بطرس ( أعمال الرّسل 10: 10-16) و"لئلا يُثقَّل على من يرجع إلى الله من الأمم" أعفاهم "مجمع" القدس من المحرّمات الغذائيّة اليهوديّة ( أحبار 11، تثنية 14) طالبا منهم فقط أن يمتنعوا عن "نجاسات الأصنام والزّنى والمخنوق والدّم" ( أعمال 15: 20). وكانت رسائل بولس خطوة إضافيّة لإلغاء تلك المحرّمات. لكنّ إنجيل برنابّا الّذي لا تعترف به جلّ الكنائس انتقد بشدّة "عديمي التّقوى والإيمان الّذين قاموا بدعوى التّبشير بتعاليم المسيح ببثّ تعاليم أخرى شديدة الكفر داعين المسيح ابن الله ورافضين الختان الّذي أمر به الله دائما مجوّزين كلّ لحم نجس، الّذين ضلّ في عدادهم أيضا بولس."

- إلياس: نبيّ مذكور في القرآن، وفي سفر الملوك الثّالث باسم إيليّا التّشبيّ: 17 كانت الغربان تقوته خبزا ولحما. وقد رُفع إلى السّماء في عاصفة وهو عند اليهود كالمهديّ المنتظر عند الشّيعة

- يحيى: يوحنّا المعمدان المبشّر بالمسيح، كان يتغذّى من الجراد وعسل البرّيّة، إنجيل متّى: 3

- داوود: اشتهى أثناء معركة ماء من بئر بيت لحم فأتى به يوشيب وألعازر وشمّة مخاطرين بحياتهم ( سفر الملوك الثّاني 23: 15-17)، وورد في القرآن الكريم 2: 249 كذلك في جهاد النّفس صوم طالوت/شاول ( سفر الملوك الأوّل 14: 24-35)، عدا ما يخصّ المسلمين.

- عيسو غوته شراهته لأكل العدس: فباع بكريّته لأخيه يعقوب، سفر الخروج 27 

- يسوع فُتن بالخبز: فتنه إبليس في الصّحراء بعدما صام أربعين يوما بالخبز، إنجيل متّى 4: 3

- تذمّر بني إسرائيل من المنّ واشتهاؤهم اللّحم: سفر العدد 11، القرآن الكريم 2: 61 

- الشّره: في الكتاب المقدّس أحد المعاصي السّبعة الكبرى مع الكبْر- الذي هو رأسها حسب سفر الجامعة 9: 15- والحرص والشّهوة والحسد والغضب والكسل، وهناك أيضا حديث شريف يشير إلى أنّ آثام بني آدم تأتي أساسا من الفم والفرج. كذلك يجعل الغزالي في "إحياء علوم الدّين" جزء 3 شهوة البطن والفرج في مقدّمة المهالك. ويذكّر اعتراف أغسطينوس وهو أسقفّ بالشّره بقصّة ظريفة للكاتب الفرنسيّ ألفونس دوديه بعنوان قدّاسات منتصف اللّيل الثّلاثة تتحدّث عن شره قسّ غواه إبليس لمّا رأى الأطعمة الشّهيّة منضّدة على الخوان فجعله يعجّل في الصّلاة بنحو غير لائق

-"إنّ حياة الإنسان على الأرض تجنّد دائم وكأيّام أجير أيّامه" أيّوب 7: 1، والمقصود بالتّجنّد جهة النّصَب والكدّ لا القتال. وهو معنى شبيه بالآية 90: 4 من القرآن "لقد خلقنا الإنسان في كبَد". بل إنّ الثّروة والصّحّة وكلّ ما يراه الإنسان خيرا، ناهيك عن الفقر والمرض والشّرّ للمسلم بلوى.

10-31

لمّا تغيب لا أطلبها ولمّا تحضر لا أدفعها: مقابلة.

10-32

أثناسيوس: 293-373 أسقفّ الإسكندريّة، أُقصي عدّة مرّات في عهد الامبراطور قسطنطين وخلفائه من أنصار مذهب أريوس الذي ينكر ألوهيّة المسيح، لعدائه الشّديد له.

10-33

- هيكل الله: المؤمنون: "أما تعلمون أنّكم هيكل الله" رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنتس 3: 16

- طوبيّا: أحد الصّدّيقين يُفترض أنّه عاش في نينوى في بداية القرن 7 ق م لكنّ النّقد التّاريخيّ يرجّح أن يكون سفر طوبيّا ( المثبت ضمن أسفار العهد العتيق عند الكاثوليك دون البروتستانت واليهود) أُلّف في القرن 2 ق م خارج فلسطين. وفيه تأثير لأمثال الحكيم النّينويّ أحيقار. 

- تعرّف ابنيه لمباركتهما، لا مباركتهما بتعرّفهما: قلب، انظر الملاحظة في 7-6 عن عيسو.

- حفيدا يعقوب: منسّى وأفرائيم الأصغر الّذي وضع على رأسه يمناه( تكوين 48). في المقابلة بين عين الظّاهر والباطن قال الشّريف الرّضيّ: وتلفّتتْ عيني فمذ خفيتْ/عنّي الطّلول تلفّت القلبُ.

- متع متعبة: deliciosas lassitudines متاعب ممتعة، مجاز مطلق للتّأكيد على التّعب.

10-34

انظر: استعمال فعل video أي نظر ورأى أوسع في اللاّتينيّة في هذا المجال ممّا هو في العربيّة.

10-35

- يعيدني إلى الأمل: يعيد إليّ الأمل، مجاز مطلق.

- "تغفر...خيرا": سفر المزامير 102: 3

- نفصل/نصل، حقّ/كذب: veritate/fallacia, deponamus/ponamus متضادّات.

10-36

- العفّة/البرّ: جانبا الفضيلة السّلبيّ والإيجابيّ: "وتعاونوا على البرّ والتّقوى" قرآن كريم 5: 2

- قريبنا: في المسيحيّة أخونا في الإنسانيّة، انظر مثل السّامريّ في إنجيل لوقا 10: 29-37

10-37

يُصلح نقصي ويتمّم: reficiatur defectus meus et perficiatur جناس مطلق.

10-38

ملتمسو الوسيط بالشّعوذات: يقصد الأفلاطونيّين. اتّسمت فلسفة أفلوطين نفسه رغم تأثّره بالمذاهب العرفانيّة والإشراقيّة بالعقلانيّة، وحكيمه قادر على الاتّصال مباشرة بالألوهيّة، وهو في التّاسوع الثّاني ( فصل 9) يدين السّحر. لكنّ تلميذه فرفوريوس أضفى على فلسفته طابعا دينيّا، ودفع يمبليخوس السّوريّ (250-330) بهذه النّزعة أكثر باتّجاه طقوسيّ وأسطوريّ.

10-42

- يوحّده: coniunctam مجاز مطلق، لأنّ الوسيط لا البرّ يوحَّد بالله.

- المائتين/الدّائم، المنتصر/الذّبيحة، الكاهن/الضّحيّة: mortales/ inmortalem, victor/ victima, saceredos/ sacrifium يزيد هذه التّضادّات قوّة في النّصّ اللاّتينيّ الجناس المطلق.

- "كثيرة...أعظم": انظر كذلك في 10-3: "نفسي أوثق برجاء رحمتك منها ببراءتها"، وفي معنى شبيه قال أبو نواس: يا ربّ إن عظمت ذنوبي كثرة/ فلقد علمت بأنّ عفوك أعظم.

- "إنّما...من أجلهم": رسالة القدّيس بولس الثّانية إلى أهل كورنتس 5: 15 هذا وقد كانت الرّهبنة في البداية على طريقة أنطونيوس وسيلة للخلاص الشّخصيّ بالجهاد المتواصل ضدّ شهوات النّفس ثمّ اتّخذت صفة جماعيّة وتوجّهت إلى مثُل كمساعدة الآخرين كالمرضى والمسافرين ونُظّمت. وكتب أغسطينوس قواعد لحياة الرّهبنة ونظّم ديرا. وكانت ولا تزال توجد عدّة أديرة في العالم الإسلاميّ. مثلا أعطى الشّابوشتيّ ( قرن 4 ه) في كتاب الدّيارات نبذة عن 53 ديرا بالعراق والشّام ( كدُرمالس والثّعالب والعذارى ومرمار وماسرجيس وقُنّى)، ومصر ( كالقصير ومارحنّا). وذكر ياقوت في معجم البلدان 183، والعُمريّ في مسالك الأبصار 104، والمقريزيّ 114 في مصر وحدها ( رغم تراجع النّصرانيّة في العالم الإسلاميّ بعد غزو المغول). بل إنّ الخليفة عمر بن عبد العزيز مدفون في دير سِمعان بالشّام. 

10-43

أبديّة الله وعلمه بالحادث: انظر 8-3 لاحظ في الفقرة الحديث عن ثالوث كينونة وعلم وإرادة الله.

11-1

- قطرات الوقت: كان وقت الخطب قديما يقاس بالسّاعة المائيّة Clepsydra.

- بدايات إشراقك وبقايا ظلماتي: مقابلة.

- حدّثني..:narraverunt mihi iniusti delectationes sed non sicut lex tua domine مزمور 118: 85 التّرجمة العربيّة: "حفر لي حفرًا المتكبّرون الّذين ليسوا على حسب شريعتك". 

11-2

- طبيعة كلام الله: من المسائل الخلافيّة لا في المسيحيّة فقط بل كذلك في الإسلام بين المتكلّمين فبينما قال المعتزلة بخلق القرآن حرصا على التّوحيد، قال آخرون بقدمه، وذهب الأشعريّ إلى أنّه قديم بمعانيه وحادث بألفاظه. والمذهبان شبيهان بموقفي آريوس وأنستاسيوس حول طبيعة الكلمة.

- أحدثت ومضت: acta/transacta جناس مطلق.

11-6

يمضي ويتبع: cedit atque succedit جناس مطلق.

11-7

منكرو "بدء" العالم: يقصد المانويّة والأفلاطونيّين، وقد أكّد جلّ الفلاسفة بما فيهم "الإلهيّين" قدم العالم، لأنّ فيضه "لا يقع لانتظار وقت ولا يكون وقت أولى من وقت" ( ابن سينا، النّجاة 3)

11-9

الزّمان: يشبه استدلال أغسطينوس مفارقات زينون الإيليّ عن الحركة. حلّ كنط تلك المفارقات مبيّنا أنّ الزّمان إطار قبليّ للإدراك الحسّيّ وشرط عامّ للمعرفة: "ليس الزّمان شيئا موضوعيّا ولا واقعيّا، وليس جوهرا ولا عرَضا بل شرطا ذاتيّا ضروريّا بمقتضى طبيعة الفكر البشريّ لتنسيق شتّى الحسّيّات حسب قانون محدّد" ( مقالة 1770). نجد عند ابن سينا كذلك فكرة انعدام الكثافة الوجوديّة للحاضر، "فالآن طرف موهوم يشترك فيه الماضي والمستقبل من الزّمان".

11-14

الزّمان ماض وحاضر وآت: ثلاثة أيّام هي الدّهر كلّه/ وما هي إلاّ اليوم والأمس والغد ( المعرّي)

11-17

عينيّ الباطنتين: occultorum oculorum جناس مضارع.

11-19

- الزّمان والحركة: ربط الزّمان بالحركة فكرة مشّائيّة بالأخصّ، أمّا في الأفلاطونيّة فبين زماننا والأبديّة مثل ما بين الحسّيّات والمثل: هذا العالم بحسّيّاته وزمانه صورة، أو ظلّ من واقع أرقى. "ليس الزّمان هو الحركة وإنّما الحركة بنوعيها المنتظم وغير المنتظم هي في الزّمان، وليس كذلك عدد الحركة أو قياسها...هو ظاهرة من ظواهر النّفس، وهو فيها ومعها مثلما هو حال الأزل مع العالم الرّوحانيّ" (التّاسوعات 2: 9) ونجد عند الفلاسفة المسلمين مواقف شبيهة. يربط بينهما ابن سينا مثلا معرّفا الزّمان (رسالة الحدود) "بمقدار الحركة المستديرة من جهة المتقدّم والمتأخّر لا من جهة المسافة"، وإن لم يرفض التّفسير النّفسيّ فجعل "النّفس علّة وجود الزّمان" ( عيون الحكمة). وهو في تأكيده للطّابع المتّصل للزّمان يرفض حقيقة الآن باعتباره حدّا متوهّما بين الماضي والآتي بلا كثافة أنطولوجيّة. "فالآن في امتداد الزّمان كالنّقطة في الخطّ، وهو ما لا ينقسم من الزّمان كما أنّ النّقطة من الخطّ لا تنقسم بل هي بداية ونهاية" ( أبو البركات البغداديّ، المعتبر في الحكمة). لكنّه فرّق بين الزّمان والحركة: فالزّمان متساو في كلّ مكان، مطلق، بينما الحركة نسبيّة فتكون أسرع وأبطأ وتختلف من جسم إلى آخر. أمّا أبو بكر الرّازيّ الأقرب إلى الأفلاطونيّة فذهب إلى رأي شبيه برأي برجسون ( وإلى حدّ ما برأي كنط) معتبرا الزّمان والمكان مدركين مباشرين عقليّين بديهيّين مستقلّين عن التّجربة ( الأعمى مثلا يدرك الزّمان دون رؤية حركة الأفلاك)، هذا الطّابع يؤكّده كذلك الطّوسيّ في شرح "الإشارات": "اعلم أنّ الزّمان ظاهر الآنيّة خفيّ الماهية". كتب المعرّي في رسالة الغفران: "وقول بعض النّاس: الزّمان حركة الفلك لفظٌ لا حقيقة له" وحدّده بمقابلته بالمكان قائلا: "الزّمان شيء أقلّ جزء منه يشتمل على جميع المدركات، وهو في ذلك ضدّ المكان لأنّ أقلّ جزء منه لا يمكن أن يشتمل على شيء كما تشتمل عليه الظّروف، فأمّا الكون فلا بدّ من تشبّثه بما قلّ وكثر." وذهب أبو حيّان ( المقابسات 23) إلى مقابلة شبيهة جاعلا الزّمان والمكان كالنّفس والحسّ: "الظّرف الزّمانيّ ألطف من ظرف المكان، والمكانيّ أكثف من ظرف الزّمان، وكأنّ المكان من قبيل الحسّ والزّمان من قبيل النّفس، وكأنّ الزّمان من حدّ المحيط والمكان من حدّ المركز. وممّا يزيد لطافة الزّمان وضوحا أنّ الزّمان الواحد يجرّ إلى أكثر من واحد إلى ما لا آخر لهما، والمكان الواحد متى شغل بالواحد عجز عن الثّاني".

- "نيّرات...سنين": "هو الذي جعل الشّمس ضياء والقمر نورا وقدّره منازل لتعلموا عدد السّنين والحساب" يونس: 5، "وجعلنا اللّيل والنّهار آيتين فمحونا آية اللّيل وجعلنا آية النّهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربّكم ولتعلموا عدد السّنين والحساب. وكلّ شيء فصّلناه تفصيلا" الإسراء: 12

- "نقصد الأيّام بلياليها": في اللاّتينيّة تعني dies النّهار وكذلك اليوم، من هنا هذه التّفسيرات التي قد تبدو غريبة للقارئ العربيّ. وهذا اللّبس موجود في اللّغات الأوروبّيّة الحديثة أيضا.

- "وقفت الشّمس استجابة لنبيّك": إشارة إلى حرب بني إسرائيل والأموريّين، سفر يشوع 10

- "الزّمان ضرب من التّمدّد": distentio أو التّمزّق والتّبدّد والتّوتّر والانفلاش، يغلّب أغسطين جانب الزّمان الذّاتيّ، كمدرك نفسيّ، على جانبه الموضوعيّ، "كوعاء" للحركة الكونيّة. ويلتقي هنا مع بعض الأفكار الوجوديّة عن زماناتيّة الإنسان، كوجود-نحو-الموت. وكذلك بالأفلاطونيّة فعند أفلوطين كذلك الزّمان حياة النّفس ( لكن النّفس الكلّيّة) والفلسفات ذات النّزعة الذّاتيّة كالبرجسونيّة. وغرضه بالأساس مقابلة الزّمان البشريّ بالأبديّة الإلهيّة ( كما أنّ مثاليّة بركلي المطلقة والمغالية هدفها ألتّدليل على الله). لاحظ أنّ الفيزياء الحديثة مع إقرار موضوعيّة الزّمان ألفت فكرة طابعه المطلق ( كما يؤكّدها نيوتن في حاشية التّعريف الثّامن من "المبادئ" حيث يكتب: "الزّمان الّذي هو مطلق وحقيقيّ ورياضيّ ولا علاقة له بأيّ شيء خارجيّ ينساب بانتظام ويدعى ديمومة") وأكّدت نسبيّته: فالمدّة الزّمانيّة بين حدثين كما يقيسها راصد متحرّك بسرعة س هي كالّتي يقيسها راصد ثابت مضروبة في (1-(س:ض)^2)^(1: 2) حيث ض سرعة الضّوء الّمتماثلة لكلّ راصد، فالصّاروخ المنطلق بسرعة الإفلات من الجاذبيّة الأرضيّة 11 كلم/ث يشهد تباطؤا في زمانه بالنّسبة لزماننا بثانية في 50 سنة. وفكرة انسياب أو سيلان الزّمان خرقاء إذ تفترض إمّا إمكانيّة قيس انسيابه بالنّسبة لزمان أصلانيّ يجب إذّاك تحديده وإمّا انسيابه بالنّسبة لنفسه وكلا الفرضين خُلف. لذا تلغي الفيزياء الحديثة انفصال الزّمان والمكان ( كإطاري التّتابع والتّواجد) وتُحلّ محلّه بنية الزّمكان الّتي تضمّ إلى جانب أبعاد المكان الزّمان كبعد رابع، فيسقط الإشكال لأنّ الزّمكان مجرّد موجود لا معنى فيه لانسياب الزّمان، لكن مع إقرار لاتماثليّة الزّمان الّتي ربّما أمكن ربطها بالمبدإ الثّاني للدّيناميكا الحراريّة وترجمته الاحتماليّة نظريّة بُلتسمان.

11-23

- Deus creator omnium : بيت يتركّب من 4 أوتاد مقرونة كمنهوك الرّجز المخبون المذيّل.

- مدد الصّمت: يستخدم التّرقيم الموسيقيّ فعلا رموزا للسّكتات توازي من حيث المدّة المصوّتات.

11-27

والحاضر؟ بما أنّ الآن بلا امتداد لا يمكن وصفه بالطّول حتّى في جانبه الذّاتيّ. فهل يعود الشّعور ببطء الزّمان حتما إلى ترقّب آت مرغوب كطول ليل امرئ القيس؟ بل الشّعور بثقل الحاضر أقوى في غياب ما ننتظر، وذلك يعيدنا إلى مفهوم الحركة والتّغيّر لكن بمعنى أشمل من المعنى الحسّيّ. 

11-28

خليقة فوق الزّمان: يقصد الملائكة.

11-30

"اسألوا...له": إنجيل متّى 7: 7-8 هذا قريب من معنى الآية 29 من غافر: "وقال ربّكم ادعوني أستجبْ لكم"، وقول عبيد بن الأبرص: "من يسأل النّاس يحرموه/ وسائل الله لا يخيب.

12-1

- لامرئيّة ومشوّشة: invisibilis et incomposita "خربة وخالية" في التّرجمة العربيّة. يشرح أغسطين في ما يلي نصّ سفر التّكوين: ف1 في البدء خلق الله السّماوات والأرض. وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلام. وقال الله ليكن نور فكان نور. ورأى الله النّور إنّه حسن، وفصل الله بين النّور والظّلام. وسمّى الله النّور نهارا والظّلامَ سمّاه ليل وكان مساءٌ وكان صباحٌ يوٌ واحدٌا. وقال الله ليكن جلَد في وسْط المياه وليكن فاصلا بين مياه ومياه. فصنع الله الجلَد وفصل بين المياه الّتي تحت الجلَد والمياه الّتي فوق الجلَد فكان كذلك. وسمّى الله الجلَد سماء؛ وكان مساءٌ وكان صباحٌ يومٌ ثان. وقال الله لتجتمعِ المياه الّتي تحت السّماء إلى موضع واحد وليظهرِ اليبَس، فكان كذلك. وسمّى الله اليبس أرضا ومجتمع المياه سمّاه بحارا؛ ورأى الله ذلك أنّه حسن. وقال الله لتُنبتِ الأرض نباتا عشبا يُبزِر بزْرا وشجرا مثمرا يُخرج ثمرا بحسَب صنفه بزرُه فيه على الأرض، فكان كذلك. فأخرجت الأرض نباتا عشبا يُبزر بزْرا بحسَب صنفه وشجرا يُخرج ثمرا بزره فيه بحسب صنفه؛ ورأى الله ذلك إنّه حسن. وكان مساء وكان صباح يومٌ ثالث. وقال الله لتكن نيّرات في جلَد السّماء لتفصل بين النّهار واللّيل وتكونَ لآيات وأوقات وأيّام وسنين. وتكون نيّراتٍ في جلَد السّماء لتضيء على الأرض؛ فكان كذلك.  فصنع الله النّيّريْن العظيمين النّيّرَ الأكبر لحكم النّهار والنّيّر الأصغر لحكم اللّيل والكواكبَ. وجعلها الله في جلَد السّماء لتضيء على الأرض. ولتحكم على النّهار واللّيل وتفصل بين النّور والظّلام؛ ورأى الله ذلك إنّه حسن. وكان مساء وكان صباح يومٌ رابع. وقال الله لتفِضِ المياه زحّافات ذاتَ أنفس حيّة وطيورا تطير فوق الأرض على وجه جلَد السّماء. فخلق الله الحيتان العظام وكلّ دابّ من كلّ ذي نفس حيّة فاضت به المياه بحسب أصنافه وكلَّ طائر ذي جناح بحسب أصنافه؛ ورأى الله ذلك إنّه حسن. وباركها الله قائلا انمي واكثري واملإي المياه في البحار وليكثرِ الطّير على الأرض. وكان مساء وكان صباح يوم خامس. وقال الله لتخرج الأرض ذوات أنفس حيّة بحسب أصنافها بهائم ودبّابات ووحوش أرض بحسب أصنافها والبهائم بحسب أصنافها وكلّ دبّابات الأرض بحسب أصنافها؛ ورأى الله ذلك إنّه حسن. وقال الله لنصنعِ الإنسان على صورتنا كمثالنا وليتسلّط على سمك البحر وطير السّماء والبهائم وجميع الأرض وكلّ الدّبّابات الدّابّة على الأرض. فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا وأنثى خلقهم. وباركهم الله وقال لهم انموا واكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها وتسلّطوا على سمك البحر وطير السّماء وجميع الحيوان الدّابّ على الأرض. وقال الله ها قد أعطيتكم كل عشب يُبزر بزرا على وجه الأرض كلّها وكلّ شجر فيه ثمر يبزر بزرا يكون لكم طعاما. ولجميع وحش الأرض وجميع طير السّماء وجميع ما يدبّ على الأرض ممّا فيه نفس حيّة جميعَ بقول العشب جعلتها مأكلا؛ فكان كذلك. ورأى الله جميع ما صنعه فإذا هو حسن جدّا. وكان مساء وكان صباح يومٌ سادس. ف2 فأُكملت السّماوات والأرض وجميع جيشها. وفرغ الله في اليوم السّابع من عمله الّذي عمل واستراح في اليوم السّابع من جميع عمله الّذي عمل. وبارك الله اليوم السّابع وقدّسه لأنّه فيه استراح من جميع عمله الّذي خلقه الله ليصنعه."

- التّأويل الرّمزيّ للكتاب المقدّس: له جذور تاريخيّة سحيقة، فعند اليونان اتّجه بعض المفكّرين، ربّما تحت تأثيرات فينيقيّة، إلى تأويل الأساطير الهوميريّة والهزيوديّة تأويلا رمزيّا، من هؤلاء مثلا ثياجينس الرّجيوميّ (ق 6 ق م)، والرّواقيّة هي أهمّ مدرسة فلسفيّة نادت بتأويل الأساطير بهذا النّحو، إذ كانوا يرون للحقيقة الدّينيّة 3 مستويات: الفلسفيّ والشّعريّ والسّياسيّ، والأوّل بالطّبع أرقاها. ومن ممثّليهم في القرن الأوّل م كُرنوتوس اللّيبيّ ( أصيل Leptis لبدة قرب الخُمس بليبيا وهي غير لمطة الّتي في تونس قرب المنستير) الّذي أعطى لبعض الأساطير أكثر من تأويل رمزيّ ( مثلا حرب الأولمبيّين والتّيتان كاعتراك بين عناصر الطّبيعة، أو كحرب الفضائل والرّذائل). عند اليهود أيضا اتّجه المفسّرون إلى التّأويل الرّمزيّ للتّوراة، ومن هؤلاء فيلون الّذي اعتبر وفق مذهبه الأفلاطونيّ أنّها تصوّر قصّة النّفس في اقترابها وابتعادها عن الله بقدر ابتعادها واقترابها من الجسد. فالله خلق العقل السّماويّ الّذي يحيا بالعلم والفضيلة، وعلى مثاله عقلا أرضيّا (آدم) وأنعم عليه بالإحساس (حوّاء) فطاوع العقل الحسّ وانقاد للشّهوة (الحيّة) فولدت النّفس في ذاتها الكبرياء (قابيل وجمع الشّرور) وانتفى منها الخير (هابيل) ثمّ يأتي التّطهير العامّ (نوح والطّوفان) واتّحاد الإنسان الصّالح بالفضيلة (اقتران إبراهيم بسارة) وخروج النّفس من الحياة الحسّيّة (عبور البحر الأحمر). في المسيحيّة ازدهرت إلى جانب مدرسة التّفسير الأنطاكيّة ( ديودوروس، تيودوروس، هيرونيموس) الّتي تهتمّ أكثر بالجوانب اللّغويّة والتّاريخيّة ( كما يدعى عند المفسّرين المسلمين بأسباب النّزول)، المدرسة "الإسكندرانيّة" الّتي تعتمد على التّأويل الرّمزيّ الّذي يبدو في بعض الحالات ضروريّا ( نبوءة دانيال، رؤيا يوحنّا) وهو أحيانا أخرى محاولة للتّوفيق بين الكتاب المقدّس والإرث الفلسفيّ الأفلاطونيّ خاصّة. ومن ممثّلي هذا التّيّار أغسطين الّذي تأثّر بأمبروسيوس وربّما كذلك بكليمنس (البدء=الكلمة أو اللّوغوس) وأوريجنس والقدّيس هيبوليتوس ( كما نرى مثلا في تأويله في "مدينة الله" للآيات اللاّحقة: الجنّة= الكنيسة، الأشجار= القدّيسون، شجرة الحياة= المسيح، الأنهار الأربعة= الأناجيل، لكن قد نتساءل لماذا سمّى الكتاب المقدّس تلك الأنهار، الفرات ودجلة– أو حدّاقل- مثلا ولماذا نجد شبها مريبا بين قصّة الخلق التّوراتيّة والملاحم الشّرقيّة القديمة، سيما السّومريّة والبابليّة، ولا شكّ أنّ نشيد الأناشيد في الأصل من الأهازيج الّتي تغنّى في الأعراس وإن أوّله هؤلاء المفسّرون كعهد بين المسيح وكنيسته، بينما يؤوّله اليهود كعهد بين يهوه وشعبه). وقد شُغف بالتّأويل الرّمزيّ الغنوصيّون ( مثلا هيرقليون في تأويله لإنجيل يوحنّا). في الإسلام قالت بالتّأويل الرّمزيّ الفرق الباطنيّة كالإسماعيليّة، ومفكّرون كالكنديّ (السّجود لآدم) والفارابيّ (الملائكة=صور كالمثل الأفلاطونيّة تتّصل بها الرّوح القدسيّة في اليقظة والرّوح النّبويّة في المنام) وإخوان الصّفا ( انظر الرّسالتين 38 و46: "إنّ الكتب الإلهيّة تنزيلات ظاهرة وهي الألفاظ المقروءة المسموعة، ولها تأويلات خفيّة باطنة وهي المعاني المفهومة المعقولة...وحيث أنّها للنّاس أجمعين وهم متفاوتون في قدراتهم العقليّة فإنّها تخاطب الجميع بألفاظ مشتركة المعاني ليحمل كلّ ذي لبّ وعقل وتمييز بحسب طاقته واتّساعه في العلوم والمعارف" وتأويلهم مثلا للّوح والقلم= العقل والنّفس) والغزاليّ الّذي يرى أنّ ما من شيء إلاّ وهو رمز ومثال من عالم الملكوت موازيا بذلك بين عالمي الغيب والشّهادة ( انظر تأويل آية النّور في مشكاة الأنوار) والصّوفيّة ( ابن عربيّ مثلا فقد اعتبر التّأويل روح ألفاظ القرآن). ولئن لم يذهب عامّة المفسّرين إلى هذا النّوع من التّأويل، إلاّ أنّهم يسلّمون باستخدام المجاز في القرآن ( يد الله).

- المادّة الخلو من الصّورة: هي الهيولى لكنّ أغسطينوس لا يستخدم هذا المصطلح قصدا.

12-3

نيّرة متلألئة: perlucida luculentula جناس ناقص.

12-4

يعرفها بجهلها أو يجهلها بمعرفتها: قلب ويبدو أغسطين شغوفا بهذا النّوع من العبارات المثيرة. 

12-5

- يتّضح/ فليجْل: claret/clarescat جناس مضارع.

- إرادة الإنسان، مصدر آثامه، هي له حتّى وإن لم تكن حرّة حرّيّة حقيقيّة. في الفلسفة الوجوديّة الحديثة، سيما تيّارها المسيحيّ ( كركغرد، ياسبرز...) تأكيد للشّعور بالخطيئة نتيجة للحرّيّة.

- "سواء في أعلاه أو في أدناه": vel in primo vel in imo جناس مضارع مع مقابلة.

- "أبدا وبأيّ وجه": nusquam et numquam جناس مضارع.

12-11

سيفك ذو الحدّين: تضمين من سفر يشوع بن سيراخ 21: 4 يقصد به العهدين العتيق والجديد.

12-14

معا ودفعة واحدة ( أو بصفة نهائيّة): semel et simul جناس مختلف.

التّفرقة بين الأسبقيّة الأنطولوجيّة والزّمانيّة: ذهب إلى ذلك أيضا بعض فلاسفة الإسلام القائلين بقدم العالم والزّمان مع تأكيد الصّنع أو الفيض عن الله كابن سينا: "فإذن الزّمان ليس محدثا حدوثا زمانيّا، بل حدوث إبداع، لا يتقدّمه محدثه بالزّمان والمدّة بل بالذّات" ( النّجاة 2: 2).

12-15

- "علّق النّاموس كلّه والأنبياء في وصيّتين": حبّ اللّه وحبّ القريب، إنجيل متّى 22: 37-38.

- "هي مع ذلك حقّ": هناك لبس في اسم الموصول quae، ويقصد في ظنّنا التّآويل، كما يتبيّن ممّا يلي ، لا الأقوال، وهو وارد أيضا. والأصوبُ القول: جائزة أو واردة بدلا من صحيحة vera.

12-18

- الكَروبين والسّرافين: من أنواع الملائكة المقرّبين حرّاس عرش الرّبّ في العهد العتيق ( التّكوين 3: 24، أشعيا 37: 16 و 6: 2 والمزامير 79: 2) وذُكر فيه من رؤساء الملائكة جبريل وميكال، وذُكر آخرون في الأدبيّات اليهوديّة. ونجد في الزّرادشتيّة والمانويّة كذلك تصنيفا للملائكة والشّياطين. وأضاف القدّيس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كولسّي 1: 16 "العروش والسّيادات والرّئاسات والسّلاطين". وذكر القرآن الكريم حملة العرش والملائكة المقرّبين وذكر ميكال وجبريل، الرّوح الأمين، وإسرافيل الّذي ينفخ في الصّور، دون تسميته، والحفظة الكاتبين. وأتى ذكر عزرائيل ملك الموت في الحديث والأدبيّات الإسلاميّة.

- المياه التي فوق السّماء: ورد في القرآن: "وكان عرشه على الماء" هود: 7.

- الإشكالات الّتي يثيرها حول تأويل قصّة الخلق: أوقعته فيها أساسا في ظنّنا النّظريّة القديمة الّتي تفصل في الشّيء بين المادّة والصّورة وكلاهما تجريد لا يوجد بانفصال. تثبت الفيزياء الحديثة ( الفيزياء الذّرّيّة، فيزياء الصّلب، الميخانيكا الاحتماليّة، فيزياء البلازمات، علوم التّعدين..) مثلا ألاّ وجود لمادّة غير منظّمة. الذّرّة نفسها حتّى الأبسط كذرّة الهيدروجين أو الهليوم نظام لا يقلّ تعقيدا عن نظام المجموعة الشّمسيّة، ومعادلة شرودنغر لا تقلّ تعقيدا عن قوانين كبلر ونيوتن.

12-22

- فقرة فيها تجانس صوتيّ مثلا: commune omnium amatorum= مشترك بين كلّ محبّي.

- "الاستئثار بها...نُحرم منها": جناس بين  privatam وprivemur أي "ملك خاصّ" و"نُحرم".

- "فلنحبّ...كنفسنا": إنجيل القدّيس متّى 22: 37-38.

12-25

- "إيمان ساذج يضمن خلاصهم": لذا دعا عمر بن الخطّاب: "اللّهمّ إيمانا كإيمان العجائز".

-الفرخ الأزغب: pullum implumen جناس. وقد يكون "فَلّوس" بالعامّيّة مشتقّا من pullus(؟)

12-27

"خافية/ جذلى": جناس آخر بين latentes وlaetantes .

12-28

الأسبقيّة في الأبديّة والزّمان والفضل والمصدر: هذا التّمييز يطابق إلى حدّ ما تمييز أرسطوطاليس الّذي نجده في الفلسفة الإسلاميّة والاسكولاستيكيّة بين العلل الفاعلة والغائيّة والصّوريّة والمادّيّة.

12-29

الرّفيعة في تواضعها والقليلة مع ثرائها: alta humiliter et pauca copiose تضادّ بلاغيّ. ويبدو لنا أنّه قلب النّصف الثّاني ( فالمفروض أن يكون "الثّريّة على قلّتها") ربّما للتّأكيد على القلّة.

12-30

"لا ضير من تعدّد التّأويلات": كذلك يعتبر علماء المسلمين اختلاف اجتهادات الفقهاء رحمة للمؤمنين، ما لم يطَل الخلاف أركان الدّين. ومثال الإمام الشّافعيّ معروف. وجاء في الحديث: "من اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد."

12-31

"أتعهّدك بالعبادة تعهّد الأرض بالزّراعة": تلاعب بالألفاظ يصعب نقله، إذ يعني colo "زرع" و"عبد". وورد لفظ "الحرث" في القرآن: الشّورى 20 بمعنى عامّ ( التّفريق بين حرث الدّنيا وحرث الآخرة) وكذلك في معلّقة امرئ القيس: كلانا إذا ما نال شيئا أفاته/ ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل. ووردت في رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل كورنتس 3: 9:"أنتم حرث الله".

- "خلقتني لأخدمك وأعبدك": "وما خلقتُ الإنس والجنّ إلاّ ليعبدون": الذّاريات 56 وقد وردت 14 آية في القرآن الكريم تؤكّد غنى الله وافتقار النّاس إليه، مثلا: "والله الغنيّ وأنتم الفقراء" 47: 38.

13-1

سرّ الخلق: عند أفلوطين يفيض العقل عن الأوّل في الأزل فيض طبع وضرورة لا إرادة واختيار. وقد سئل أحد صوفيّة الإسلام يرى العالم تجلّيا لله الّذي هو "الكلّ في الكلّ" لماذا استبدل الوحدة بالكثرة فردّ بالحديث القدسيّ: "كنتُ كنزا مخفيّا فأحببتُ أن أُعرف فخلقت الخلق لكي أُعرف".

13-2

ها قد ظهر لي الثّالوث: في متابعته لقراءة سفر التّكوين وفق تأويله الرّمزيّ. ونرى أنّ الكتاب 13 مخصّص للرّوح القدس كما خصّص الكتابان السّابقان للأقنومين الأوّلين. 

13-5

المياه الّتي هي بلا قوام ( أو جوهر): تصرّف في النّصّ التّوراتيّ الّذي هو "المياه الطّاغية"، يعود إلى التّرجمة. المراد هنا القول بأنّ الخطايا، أي الشّرّ، خلافا لما ذهبت إليه المانويّة، بلا جوهر.

13-7

عقيدة التّثليث وعلاقة الأقانيم الثّلاثة: من المسائل الّتي تعدّدت فيها المذاهب بين النّصارى، ووقع حولها كثير من الجدال خصوصا في القرن الرّابع.

13-11 

العروس والعروسة والغمر: كناية عن المسيح والكنيسة جسده، ونفس الإنسان. وفي كلّ الكتاب الثّالث عشر يؤوّل أغسطينوس تأويلا رمزيّا ما جاء في الكتاب المقدّس لاسيما في سفر التّكوين.

13-13

"اللّيل أب الآثمين": في النّصّ اللاّتينيّ أمّ الآثمين لأنّ اللّيل nox مؤنّث.

13-14

- ستُطوى السّماء مثل الكتاب":  تذكّر ب: "يوم نطوي السّماء كطيّ الكتب"، الأنبياء: 104

- كسوت البشر جلودا: الكتب المقدّسة المنقذة من الموت. وورد معنى شبيه في القرآن الكريم: "يا بني آدم قد أنزلنا عايكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا، ولباس التّقوى ذلك خير" 7: 26

- كلامك المتوافق: يقصد العهدين العتيق والجديد، وشرط التّوافق هو التّأويل الرّمزيّ.

- سامقة/تحتها: sublimiter/subter جناس ناقص مع مقابلة.

- يقرؤون ويرتضون ويحبّون: legunt, eligunt et diligunt جناس.

13-15

- نافثو المرارة: amaricantes المتمرّدون، في الكلمة إشارة إلى مياه البحر وربّما الأموريّين.

- التّعاطف الإنسانيّ مينيّ على التّماثل: "فكلّ ما تريدون أن يفعل النّاس بكم فافعلوه أنتم بهم" إنجيل متّى 22: 39 وفي الحديث الشّريف: "لا يؤمن أحدكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه". جعل كنط مبدأ العموميّة هذا أحد أركان فلسفته الأخلاقيّة. 

13-17

- أدعوك أن ينبت: orote oriatur جناس ناقص.

- صنع القوّات: يقصد الكرامات والخوارق.

13-18

- قصّة الرّجل الغنيّ: إنجيل القدّيس متّى 19: 16-24 ( انظر أيضا 8-12 نذير أنطونيوس).

- النّيران: أعمال الرّسل ف 2 نزول الرّوح القدس على الحواريّين وتفرّقهم للتّبشير ( العنصرة).

- المكيال: إناء مثقوب يوضع فوق السّراج لإخفاء ضوئه، انظر أبوليوس: التّحوّلات 5: 20

13-19

"فليس قولٌ...كلامهم": سفر المزامير 18: 4-5.

13-20

- شعيرة السّمك: اقترنت صورة السّمك بالمسيحيّة في بداياتها لأنّ مجموع الحروف الأولى من "يسوع المسيح ابن الله مخلّصنا" باليونانيّة تعني السّمك: "إختوس". 

- في هذه الفقرة يتحدّث أغسطين خصوصا عن عمله كأسقفّ.

13-23

أونيسفورس: رجل ذكر القدّيس بولس في رسالته الثّانية إلى تيموتاوس 1: 16-18 مساعدته له.

13-25

- أبفروديتس: رجل أرسله بعطايا للقدّيس بولس أهل فيلبّي، وهم من أحبّ النّصارى إليه، انظر الرّسالة إلى أهل فيلبّي 4-18، وهناك من يشكّ في نسبتها للقدّيس بولس.

- "تعلمون...الثّمر": رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي 4: 10-18.

- إلياس: كان يشرب من نهر كريت وتأتيه الغربان بخبز ولحم ولمّا جفّ النّهر توجّه بأمر الرّبّ إلى صَرْفت من أعمال صيدون حيث أمر الله امرأة أرملة أن تقوته ( سفر الملوك الثّالث 17). وقد وردت أحاديث للرّسول تؤكّد أيضا أنّ الأعمال بنيّاتها، وإنّما يثاب من يعمل الخير لله.

13-26

"فإنّه...العطايا": رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل كورنتس 2: 11-12.

13-31

 

 

..>>                                                                                                <<..