القدّيس أغسطينوس

 

الاعترافات

 

الحواشي- تابع

 

حواش 

13

12

11

10

9

8

7

6

5

4

3

2

1

مقدّمة

تلميح إلى إحياء المسيح عليه السّلام ابن أرملة من نائين كما ورد في إنجيل لوقا 7: 14-15

6-1

- عبادة القدّيسين الّذين حلّوا محلّ الآلهة الوثنيّة: كانت ولا تزال منتشرة في البلدان المسيحيّة رغم نقد أغسطينوس وأستريوس وغيرهما، وهي من مآخذ الإسلام على النّصارى: "اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله" التّوبة 31، وفي الإسلام "الشّعبيّ" في عدّة بلدان ما يشبهها، وقد عدّ المنفلوطيّ "تشييد الأضرحة وتخصيص القبور وتزيينها والتّرامي على أعتابها...وإسناد النّفع والضّرر إلى رؤساء الدّين...أثرا من آثار المسيحيّة الأولى" ( النّظرات 1).

- أعياد الأموات Parentalia 13-21 شباط ذكرى أموات الأسرة تنتهي باحتفال عامّ  Feralia

6-2

-مسمعه ومرآه: aure/ore جناس مختلف.

- يلهيه/يحتاط:  ( في النّصّ الكلمتان متحاذيتان) جناس مختلف ومقلوب.

- يوم الرّبّ: الأحد يوم صلاة النّصارى ( وهو المعنى الحرفيّ لاسم هذا اليوم في بعض اللّغات).

- قرب الله من الإنسان: يؤكّده الإسلام: "وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيب دعوة الدّاعي إذا دعان" البقرة: 186 "ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد" ق:16 ويبرّر بعض متصّوفة المسلمين به مع أمور أخرى ميلهم إلى فكرة وحدة الوجود.

6-3

- متردّيا بتردّدي: هناك نوع من التّلاعب اللّفظيّ لأنّه في تعليقه الحكم معلّق كالمشنوق.

- اليقين حول الإلهيّات والرّياضيّات: في "التّهافت" يتحدّى الغزاليّ الفلاسفة سائلا: "فأين من يدّعي أنّ براهين الإلهيّات يقينيّة كبراهين الرّياضيّات؟" بالنّسبة لاختيار مثال 3+7=10 انظر 3-8

6-4

- الحاجة إلى النّقل في ما يتجاوز قدرة العقل: يؤكّد الغزاليّ ذلك أيضا قائلا عن شفائه من الشّكّ: "ولم يكن ذلك بنظم كلام بل بنور قذفه الله في الصّدر، وذلك النّور هو مفتاح أكثر المعارف". لكنّه مع أغسطين (مثلا 13-24) أقلّ إغراقا في اللاّعقلانيّة من مفكّرين كبسكال وكركغرد الّذي يرى على المؤمن أن يلتزم بما هو محال عقليّا وذلك يوجد في كلّ دين لكنّه يبلغ في المسيحيّة ذروته.

- الباطن: أكّد كذلك بعض المسلمين أنّ في القرآن معنى ظاهرا للعامّة وآخر باطنا للخاصّة. يقدّم أغسطينوس في الكتاب 13 تأويلا رمزيّا لأولى آيات سفر التّكوين ( انظر ملاحظتنا 12-3).

6-5

- قصّة أليبيوس ومعلّمه: تشبه قصّة الشّابّ بوليمون الّذي أصلح نفسه بعدما سمع درسا للفيلسوف الأكاديميّ اكسينكراتس، يذكرها مثلا إبكتيتس، ومن اللاّتين هوراتيوس في خطبه النّقديّة 2: 3

- استسلم وأذن له: cessit/concessit جناس مذيّل.

6-7

- في جسمه...سقط: corpore, quem cernere concupiuit ceciditque مجانسة صوتيّة.

- صار واحدا من العامّة: turba بمفاهيم هيدغر تحوّل من كائن-هنا Dasein إلى ال"هُم" das Man. وهو سقوط في نمط وجودانيّ لا-أصيل Uneigentlichkeit، نمط التّشتّت اليوميّ. نجد تحاليل لأغسطينوس لاغتراب الإنسان في الاتّصال بالغير ( الصّداقة، الحبّ الشّهوانيّ، علاقة الأمومة نفسها...) أو بالأشياء ( والأمر إذّاك أسوأ) تذكّر ببعض الفلاسفة الوجوديّين سيما المسيحيّين منهم ( كغبريال مارسل الّذي يؤكّد أنّه كلّما زاد المُلك نقص الوجود). 

- التّوكّل أحد مقامات الصّوفيّة وهو درجات أوّلها وثوق واطمئنان تامّ باللّه بحيث يفوّض المرء نفسه إليه، وثانيها أن يكون كالطّفل بالنّسبة لأمّه لا يعرف سواها، وآخرها أن يكون في مقابل الوكيل كالميت بين يدي الغسّال تماما. ووردت حوله في القرآن آيات عدّة منها الكهف: 32-43

6-8

الحكم في قضايا النّاس: في 394 صار أليبيوس أسقفّ طاغستة فكان يباشر القضاء الشّرعيّ.

6-9

إنجيل القدّيس لوقا 16: 11-12

6-10

المشروع الاشتراكيّ: كحواريّي المسيح وكرهبان الأديرة. نجد كذلك مثلا في اليونانيّة يقول: "كلّ شيء مشترك بين الأصحاب" ( شيشرون "في الوظائف" 1-169) وكذلك ترنس "الأخوان" 5-3 . 

6-14

العاجز عن تقليد امرأة: نجد هذه النّبرة الّتي تجعل المرأة صراحة أو ضمنيّا عنوانا للضّعف وتابعة للرّجل وفق الكتاب المقدّس في 1-6، ا-11، 2-3، 5-8، 5-9، 9-9، 9-11، 9-27 الخ.

6-15

أبيقور: 341-270 ق م فيلسوف يونانيّ يؤكّد مذهبه أنّ الآلهة لا يمكن أن يؤذوا البشر وأنّ خشيتهم المرتبطة بالخوف من الموت والعقاب الأخرويّ لا معقولة، ويبيح للإنسان أن ينشد اللّذّات لا كلّها بل الطّبيعيّة والضّروريّة فقط، ويعتبر السّعادة غياب ألم الجسم وكدر الرّوح.

6-16

عدم امتداديّ: امتداد متوهّم من غير جسم، خلاء خال ( ابن سينا)، "الغراب" عند صوفيّة الإسلام.

7-1

مأساة إبليس: تناقش فيها المسلمون كذلك قديما وفي عصرنا كتب عنها صادق جلال العظم مشيرا إلى مكر الله إذ يأمر الخليقة بما قدّر ألاّ يكون. كما ناقشوا مسألة أصل وطبيعة الشّرّ.

7-3

- الخير الأفضل: optimum bonum، لاحظ أنّ optimum صيغة تفضيل من bonum، وذلك إلحاح على المعنى، كقول المتنبّي: "فكان أحسن خلق الله كلّهم/ وكان أحسن ما في الأحسن الشّيم".

- انبثاق الأشياء من علم الله: نجد نفس الفكرة في الفلسفة الإسلاميّة وعند توما الأكوينيّ: "علم الله علّة الأشياء لأنّ علمه بكلّ الخلائق علم الصّانع بالأشياء الّتي يصنعها فنّه" ( الخلاصة اللاّهوتيّة).

7-4

أبحث عن أصل الشّرّ وبطريقة سيّئة: unde malum et male... تلاعب لفظيّ تصعب ترجمته.

7-5

- الفقرة حول التّنجيم: تبدو كأنّها مقحمة، ولعلّ ما يبرّر إدراجها هنا بيان وجه آخر من تحوّله، تخلّصه من "شهوة العين"، هنا حبّ الاطّلاع ممثّلا في التّنجيم، بفضل شخص قيّضه له الله أيضا.

- عيسو: أخ يعقوب التّوأم وقد نزل قبله، أحبّه أبوه بينما فضّلت أمّه أخاه، وحين حضر إسحاق الموتُ وقد فقد بصره أراد أن يباركه فاستبدلته أمّه بأخيه حسبما جاء في سفر الخروج 27 الذي يروي قبل لتبرير ذلك أنّه باع بكريّته لأخيه بطبق من العدس لمّا قدم يوما من الصّحراء وقد أعيا.

7-6

طريق/حياة: viam/vitam جناس مضارع.

الموقع الوسط: النّفس حسب أفلوطين "في عالم الرّوح العقل الأخير ولكنّها العقل الأوّل بين ما في العالم المحسوس كلّه" (ت 4 ف 6). هي إذن في وضع وسط بين العالمين الرّوحيّ والحسّيّ.

7-7

- الكتب الأفلاطونيّة: الأفلاطونيّة المحدثة: أفلوطين 205-270 أو تلميذه فرفوريوس الصّوريّ (234-305 رغم عدائه للمسيحيّة والّذي يرجّح أنّ أغسطين لم يقرأ كتابه ضدّ المسيحيّة كما يتبيّن من رسالة له إلى ديوغراتياس). أثّرت الأفلاطونيّة في صيغها المحدثة ( الّتي بدأت قبل ذلك إذ يمكن أن نجدها مثلا عند فيلون اليهوديّ الإسكندريّ 20 ق م-50 م) في المسيحيّة ربّما منذ البداية، وتأثيرها بيّن في القرن الثّاني في يوستينوس 105-165 وأثيناغوراس، وفي القرن الثّالث في كليمنس الإسكندريّ 150-213 وأريجينس 182-251، وفي القرن الرّابع في غريغوريوس النّيسيّ وأمبروسيوس، ثمّ أغسطينوس ولاحقا في بويتيوس. كما أثّرت الأفلاطونيّة المحدثة أو الإسكندرانيّة كما يسمّيها العرب في الفلسفة الإسلاميّة ( من خلال تاسوعات أفلوطين 4 و5 و6 الّتي ترجمها عبد المسيح بن ناعمة الحمصيّ 220ه وسمّيت خطأ "أثولوجيا أرسطو أو الرّبوبيّة"، والرّسالة المنسوبة للفارابيّ بعنوان "مسألة في العلم الإلهيّ" وشذرات وردت عند السّجستانيّ والشّهرستانيّ ومسكويه باسم "الشّيخ اليونانيّ" وبعض كتب برقلس 410-485 "كاسطقسات الثّيولوجيا أو مبادئ في الإلهيّات" المترجمة باسم "الإيضاح في الخير المحض" والمنسوبة إلى أرسطو) وعبرها في الفلسفة اليهوديّة في المغرب والأندلس ( كإسحاق الإسرائيليّ القيروانيّ عبر الكنديّ أو ابن جبرول عبر ابن مسرّة). وتجلّى ذلك مثلا في نظريّة الفيض عند الفارابيّ وابن سينا وربّما أثّر في بعض الصّوفيّة الحلوليّة كالحلاّج والسّهرورديّ.

- "في البدء...اختلاسا": إنجيل القدّيس يوحنّا 1: 1-14 تلتقي المسيحيّة بالأفلاطونيّة المحدثة في الاستعانة بوسيط بين الواحد والكثرة لكنّهما تختلفان في تساوي الأقانيم الثّلاثة في الجوهر والرّتبة في الأولى والتّدرّج الأنطولوجيّ في الثّانية: الأوّل فالعقل فالنّفس. ومفهوم "الكلمة" verbum في أدب النّصارى مرادف "للّوغوس" في الفلسفة اليونانيّة وهو مفهوم يعود إلى هرقليط 576-480 ق م الذي أطلقه على العقلانيّة المنبثّة في كلّ الكائنات، واستخدمه الرّواقيّون بمعنى العقل الكونيّ محرّك كلّ أجزاء العالم وشخّصه أفلوطين كعقل مفارق وسيط بين الله والعالم.

- "أخلى ذاته...الآب": رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي 2: 6-11

- "مات...جميعنا": رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومية 5: 6 و8: 32

- "تعلّموا...لأنفسكم": إنجيل القدّيس متّى 11: 29

- "فإنّهم...وزحّافات": رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومية 1: 21 و23

- الأمم وارثو الميثاق: لم يقبل بنو إسرائيل المسيح فاتّخذ الله شعبا جديدا هم بنو إبراهيم بالرّوح.

- "الذين...الخالق": سفر المزامير 105: 20

7-9

نور الله: يذكّر بالآية 35 من سورة النّور: "الله نور السّماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، المصباح في زجاجة، الزّجاجة كأنّها كوكب درّيّ يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقيّة ولا غربيّة يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار. نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء"

7-10

كينونة الأشياء في حكم العدم: في آخر أحوال التّصوّف عند بعض متصوّفة الإسلام، يقتنع العارف بأنّ الله هو وجود حقيقيّ وهو أصل كلّ الموجودات وليس سواه وجود، فسائر الكائنات عدم أو هي كالأشعّة المنبعثة من نور الشّمس أو مرايا تنعكس فيها الذّات الإلهيّة. من هنا تأكيد وحدة الوجود.

7-11

فكرة أنّ الشّرّ لا يوجد وإنّما توجد درجات مختلفة من الخير والكون في مجموعه خير: فكرة أفلاطونيّة، وأفلوطينيّة، فالشّرّ هو الحرمان من كلّ خير، هو العدم "والعدم ما كان في غيره وليس له في حدّ ذاته قوام، ومن ثمّ إذا كان الشّرّ في العدم فالشّرّ في ما هو معدوم المثال ولا قيام له في ذاته مع ذاته" (ت1 ف6) وهو مرتبط بالهيولى. ونجد فكرة مماثلة عند ابن سينا الّذي يقسّم الشّرّ إلى: شرّ بالذّات وهو عدم مقتضى طباع الشّيء من الكمالات الثّابتة لنوعه ولطبيعته، وبالعرَض وهو المعدوم أو الحابس للكمال عن مستحقّه وكلاهما نسبيّ ومرتبط بوجود المادّة ذلك أنّ الوجوب خيريّة وكمال ونور والإمكان شرّ ونقص وظلام، والشّرّ يحدث من ازدحام الحركات ومصادمات المتحرّكات ( مثل غرق النّاسك في الماء الّذي يرسله الله رحمة للأرض والنّاس) وعالمنا يغلب خيره شرّه، "فالشّرّ كثير وليس أكثريّا" والشّرور الّتي في الطّبيعة ضروريّة لأجل الخير، وهذا قريب من موقف بلايبنتس. وعجيب أنّ أبا بكر الرّازي رغم ميوله الأفلاطونيّة يميل إلى العكس.

7-12

- يهاجم ويُفسد: inrumpat et corrumpat جناس مطلق.

سفر المزامير 148: 1-12

7-13

ومن يك ذا فم مرّ مريض/ يجد مرّا به حلو الطّعام ( المتنبّي) 

7-16

- يجتذبني/ينتزعني: rapiebar/diripiebar جناس مضارع.

- رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومية 1: 20

7-17

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى تيموتاوس 2: 5 وفكرة الوسيط بين الله والعالم بين الوحدة والكثرة مشتركة بين المسيحيّة والأفلاطونيّة المحدثة والغنوصيّة، أساسها الفلسفيّ فرط علوّ الله عن العالم.

7-18

- الأبولّيناريّون: أتباع أبولّيناريوس 310-390 م الّذي حارب مذهب أريوس نافيا وجود نفس إنسانيّة عاقلة في المسيح وموقفه الّذي بُدّع في مجامع 374، 380 و381 المسكونيّة، شبيه بموقف اليعاقبة لاحقا ( نسبة إلى يعقوب البرادعيّ أسقفّ الرّها القائل باضمحلال النّاسوت في المسيح وذوبانه في طبيعته الإلهيّة، وبوحدة طبيعته الإلهيّة، وهو مذهب بُدّع في مجمع خلقيدونية 451). 

- فوطينوس -376 من غلاطية، أسقفّ سرمنيوم ببنّونية ( يوغسلافيا) كُفّرت آراؤه حول المسيح، إذ اعتبر عيسى ابن مريم مجرّد إنسان، وربّما أنكر الولادة من عذراء.

- "إذ لا بدّ...المزكّوْن": رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل كورنتس 11: 19

7-19

عالم ( أو بارع)، لاقيا هلاكي: تلاعب لفظيّ يصعب نقله بين peritus وperiturus .          

7-20

- القدّيس بولس: ولد في طرسوس في 10 م ولم يكن من حواريّي المسيح. تحوّل إلى المسيحيّة بعدما ظهر له المسيح وهو في طريقه إلى دمشق لاضطهاد المسيحيّين. بعد تحوّله اختلى فترة في بلاد العرب ثمّ ارتحل إلى أنطاكية، وصار أهمّ مبشّر بالمسيحيّة لا بين اليهود بل خاصّة بين "الأمم"، معتبرا أنّهم ورثة دور اليهود، وإن لم يكن أوّل من بشّر بينهم. لذا ألغى الشّريعة الموسويّة ( الختان، اللّحوم النّجسة، السّبت...). تلقّى علمه من الله حسب قوله ( غلاطية 1: 11) مع أنّ بطرس رئيس الكنيسة الّذي عيّنه المسيح كان لا يزال حيّا. قام بثلاثة أسفار تبشيريّة قبل أن يقاد في 60 م إلى رومية. تأثيره في المسيحيّة الغربيّة أساسيّ، خصوصا من خلال كتابات أغسطين. كذلك كان تأثيره في تفكير أقطاب الإصلاح في القرن 16 م لاسيما لوثر وكالفن مهمّا.

- "يرتضي...أعضائه": رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومية 7: 22-23

7-21

- سمبلقيانوس: 339-401 معلّم أمبروسيوس، خلفه في 397 كأسقفّ ميلانو. تمّت الزّيارة على الأرجح وأمبروسيوس غائب لمحاكمة الأسقفّ الإسبانيّ برسكلاّنوس المتّهم بالمانويّة والسّحر.

- رغبته أن يكون النّاس مثله: إشارة إلى رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل كورنتس حيث يعتبر البتوليّة أفضل من الزّواج مع الإشارة إلى أنّ الله لم يحرّمه.

- "خصوا أنفسهم...فليحتملْ": إنجيل القدّيس متّى 19: 12 وقد أشار أغسطين إلى ذلك في 2: 2

- معرفة اللّه لا تكفي: كما تدّعي الفلسفة ( الأفلاطونيّة هنا) ولا تعفي من العبادات ( كما كان مثلا يتصوّر فكتورينوس قبل دخوله في الكنيسة، انظر 8: 2). يذكّر هذا بالحديث الشّريف: "إنّ مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيّبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها النّاس فشربوا منها وسقوا ورعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنّما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ." ( مسلم)

- "اللّؤلؤة الحسنة": كناية عن ملكوت الله، إنجيل متّى 13: 45

8-1

- قيّوس ماريوس فكتورينوس الإفريقيّ: أستاذ لامع من أعماله ترجمة قاطيغورياس وإيساغوجي. تحوّل إلى المسيحيّة في 355 واضطرّ للتّخلّي عن التّعليم بعد مرسوم يوليانوس في 362 

- أوزيريس: أخ وزوج إيزيس في ديانة المصريّين القدامى، وملك عالم الأموات. 

- أنوبيس: إله الأموات في ديانة المصريّين القدامى، ويمثَّل بجسم إنسان ورأس ابن آوى.

- نبتون: إله البحر عند الرّومان يقابل بوسيدون عند اليونان. أخ يوبتر/ زيوس وبلوتو/ هادس.

- فينوس: إلهة الجمال والحبّ عند الرّومان، تقابل أفروديت عند اليونان.

- مينرفة: إلهة الحكمة عند الرّومان، تقابل أثينة عند اليونان. وهي بنت يوبتر/ زيوس.

- أسرار/طقوس أثيمة: sacramentis/sacris sacrilegis جناس  ومقابلة بين عبادات الدّيانتين.

8-2

- إنجيل القدّيس لوقا 15: 5و32 وأمثال أخرى. وقد وردت آيات في القرآن الكريم ( مثلا: التّحريم 8) وأحاديث شريفة تصف كذلك فرح الله بتوبة العبد منها الحديث المشهور من رواية أنس وابن مسعود والنّعمان بن بشير وأبي هريرة والمتّفق عليه في الصّحيحين، وورد كذلك في ربع المنقذات من الإحياء: "للهُ أفرحُ بتوبة العبد المؤمن من رجل نزل في أرض دوّيّة مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته فطلبها حتّى إذا اشتدّ عليه الحرّ والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني الّذي كنت فيه فأنام حتّى أموت. فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه. فالله تعالى أشدّ فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته" ( وتضيف رواية أنّ الرّجل من شدّة الفرح أخطأ فقال: إذ أراد شكر الله: "أنا ربّك وأنت عبدي"). وهناك أيضا حديث أبي سعيد الخدريّ المشهور عن الّذي قتل تسعة وتسعين نفسا وأراد أن يتوب، والحديث القدسيّ: "...إن تقرّب إليّ عبدي بشبر تقرّبت إليه ذراعا، وإن تقرّب إليّ ذراعا تقرّبت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" .

- علم الله الثّابت بالمتغيّر: في الإسلام دفع تنزيه العلم الإلهيّ والذّات الإلهيّة عن التّغيير بعض الفلاسفة إلى القول بأنّ الله عالم بالكلّيّات دون الجزئيّات. وردّ الغزاليّ على ذلك الرّأي في التّهافت مجيزا بقاء علمه بالمحدث هو هو قبل وعند وبعد حدوثه. واعتبره ابن رشد خاصّا بابن سينا.

8-3

- يستمدّ/يتلقّى: recipiunt/accipiunt جناس مطلق.

- سرجيوس باولوس الوالي الرّومانيّ على سورية وفي "أعمال الرّسل" قصّة إيمانه بعدما هزم بولس وبرنابا السّجينان السّاحرَ برْيشوع في المناظرة.

8-4

- يوليانوس: 331-363 م امبراطور رومانيّ لقّب بالمرتدّ لردّته ضدّ المسيحيّة، من ذلك إقامته تماثيل لباخوس في كنائس حمص وحماه، وإقصاؤه المسيحيّين عن الوظائف العسكريّة والتّدريس.

- رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 5: 17، يستشهد بها أغسطينوس ليظهر أنّ اتّباع الشّهوات ناشئ عن انحراف الإرادة لا مجرّد الخطإ في معرفة الواقع حسب تصوّر الأفلاطونيّة.

- نذْر/استسلام، يقنعني/ يغويني: dedere/cedere, vincio/vinco جناس ومقابلة.

- الآن/حدّ ( قيس): modo/modum جناس مختلف.

8-5

- لبثنا...الكاثوليكيّة: لاحظ تنغيم الجملة مع المجانسة الصّوتيّة بحرفي التّاء والكاف.

- أنطونيوس: 251-356، أحد الرّهبان الأوائل، ترهّب في سنّ العشرين، وما زال ديره قائما في مصر، مقاومته لغوايات النّفس مضرب الأمثال، يُنسب له القول الشّهير لرفيقه مكاريوس: "قم يا مقاره، أقفل الدّياره، لأنّ الرّهبنة فسدت". كتب سيرة حياته أثناسيوس 296-373 الّذي صاغ ضدّ أريوس عقيدة التّثليث الكاثوليكيّة، وترجمها إلى اللاّتينيّة القسّ الأنطاكيّ إواغريوس.

- تريويري Treveri ترير/تريف الواقعة بألمانية حاليّا على نهر الموزيل ومسقط رأس كارل ماركس، نُفي فيها أثنسيوس في 335-336 لكن لا يمكن أن يكون كتابه عن حياة أنطونيوس المؤلّف بين 356 و362 وتُرجم في 371 إلى اللاّتينيّة عُرف عند ذلك كما يزعم بعض الشّرّاح!

-  خلوات ( أو خلاءات) خصبة:ubera deserta  تضادّ بلاغيّ oxymoron.

- تبيّن وقرّر: decrevit discrevitque جناس مضارع. 

8-6

في سبيل الحسن الأعظم "يجب أن يضحّى بالعروش وبالسّيادة على الأرض كلّها، وعلى البحار وعلى السّماء، إذا كان في التّخلّي عنها ما يؤمّن الفوز برؤياه." أفلوطين، التّاسوعات 1-6

8-7

- فكّروا...الحقّ: vera sinserint verisque consenserint جناس سجع.

تفضّل/تطرح: praeponit/ponit جناس مطلق.

8-10

- الرّحمة الصّارمة: severa misericordia تضادّ بلاغيّ.

- متأصّل ( أو تليد)/ مستجدّ: جناس مع مقابلة بين inolitum و  insolitum.

-العراك الدّاخليّ: يذكّر بهذه الأبيات لميخائيل نعيمة: دخل الشّيطان قلبي/ فرأى فيه ملاك.// وبلمح الطّرف ما بيــنهما اشتدّ العراك.// ذا يقول البيت بيتي/ فيعيد القولَ ذاك.

- أحبّ/أنقى/الجسد: carius/castius/carne جناس مضارع.

8-11

- شجرة التّين: قد تحمل معنى رمزيّا ( كناية عن الوضع البشريّ). ذُكر التّين في الكتاب المقدّس ( تكوين، متّى، يوحنّا) ولاحقا في القرآن الكريم، وذكره أغسطين في معرض حديثه عن المانويّة.

- الكتاب المقدّس: المستخدم عادة في تلك الفترة صار في شكل كتاب codex كالّذي نعرف حاليّا تقريبا، لا لفائف كالتي يستخدمها اليهود ويدعوها القرآن الكريم قراطيس.

- "اذهب...اتبعني": إنجيل القدّيس متّى 19: 21

- "لا بالقصوف...شهواتها": رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومية 13: 13-14 وأوّل الآية: "لتسلُكُنّ سلوكا لائقا في النّهار". يذكّر هذا ونذير أنطونيوس بأشياء مماثلة وقعت لبعض متصوّفة المسلمين كرؤى في النّوم ( كابن عربيّ وسماعه سورة يس في منامه حسب ما يذكر في "الفتوحات المكّيّة) أو حوادث في عالم اليقظة كالأمر الّذي سمعه كلّ من ابن أدهم وابن عربيّ.

- بدّد نور الطّمأنينة في قلبي ظلمات الشّكّ: يذكّر هذا بالغزاليّ والنّور الذي قذفه الله في صدره.

8-12

فقدانها/التّخلّص منها: amittere/demittere جناس مطلق.

9-1

ذرّيّتهم/حرّيّتي: liberos/liberum جناس. نجد نفس هذا التّلاعب اللّفظيّ paronomasia عند ترنس ( الأخوان 1: 1) وأفلاطون ( في القوانين 919).

9-2

- العظيمة/نحو/قطيعك: egregium/erga/grege جناس ناقص.

- كاسيكياكوم:  بلدة تقع على مشارف جبال الألب، مختلف فيها: كاشياقو Casciago ( 55 كلم ش غ ميلانو) أو كاسّاقو Cassago بمنطقة بريانتسا( 35 كلم ش ش ميلانو). وتدّعي نفس الشّرف بلدة كاسّانو Cassano d Adda.

- مؤمن: fidelis يعني أغسطين بهذه الكلمة على الأرجح المعمّد المواظب على طقوس الكنيسة.

9-3

أكثر استعدادا وتأهّلا، أوضح في التّبشير: paratior aptior, praenuntiator apertior جناس.

9-5

- أديوداتوس: Adeodatus يعني الاسم "هبة الله" أو عطاء الله ( أو عطيّة أو معطى الله).

- تقويم أعواجنا ( =تسوية تشوّهاتنا): reformare nostra deformia جناس مطلق مع مقابلة.

9-6

- فالنتيانوس الثّاني 371-392 م خلف أباه فالنتنيان الأوّل 321-375 كأحد الأباطرة الثّلاثة على رأس الدّولة وهو في سنّ الرّابعة فلعبت أمّه يستينة زوجة أبيه الثّانية دورا أساسيّا في الحكم.والكنيستان المذكورتان هنا: كنيسة Fausta وكنيسة San Ambrogio Maggiore.

أريوس: 250-363 أكّد طبيعة المسيح المخلوقة، ووحدانيّة الله المطلقة. بدّعه مجمع نيقية 325، لكنّ أتباعه سيطروا على مجامع أخرى لأربعة عقود.

- بروتاسوس وغرواسوس: شهيدان، على الأرجح من القرن الأوّل وهما أخوان، ابنا القدّيسين ويتالس وفاليرية اللّذين أعدما في عهد نيرون 62، وبعض المصادر تعطي تواريخ مختلفة. 

- أتطلّع/أتنفّس: suspirans/aspirans جناس مطلق مع مقابلة.

9-7

- أُستية: ميناء على مصبّ التّيبر كان مركزا هامّا لتخزين الحبوب والبضائع المتوجّهة إلى رومية

- يفسد الأصحاب بالإطراء/يصلح الأعداء بالهجاء: مقابلة ثلاثة بثلاثة.

9-8

- جديرة بالحبّ والإعجاب: amabilem/mirabilem جناس ناقص.

- خضوع الزّوجة للزّوج: تؤكّده نصوص العهدين العتيق والجديد، وخاصّة رسائل القدّيس بولس.

- للصّديق الحاضر عن العدوّ الغائب: مقابلة.

9-9

- "لا...بشر": رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل كورنتس 2: 9، وأتى في حديث قدسيّ في الصّحيحين: "أعددت لعبادي الصّالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر".

- إسرائيل: هنا الكنيسة، أي مجموع المؤمنين ( وهو معنى نجده مثلا في نبوءة حزقيال).

- "الكائنة كما كانت": كما قال السّرّاج: "إنّ الله كان وهو الآن على ما عليه كان". ويدعو بعض المتصوّفة كينونة الله المطلقة الأبديّة "الدّيهور" مقابلة "بالصّيهور"، أي الصّيرورة وتغيّر الحدثان. يلاحظ أنّ أغسطينوس يعطي أفكارا أفلاطونيّة محدثة عن الارتقاء المتدرّج إلى الواحد تأويلا دينيّا، ونجد عند الفلاسفة الإسلاميّين أفكارا شبيهة ( مثلا عند ابن باجة الصّعود من الصّور الهيولانيّة إلى المعقولات فالعقل الفعّال أي من المرتبة الجمهوريّة إلى النّظريّة فمرتبة السّعداء والواصلين).

- "ادخل إلى فرح ربّك": إنجيل القدّيس متّى 25: 21، وفكرة مشاهدة الله منتشرة في أدبيّات الأفلاطونيّة الحديثة والغنوصيّة. مثلا في سيرة معلّمه أفلوطين كتب فرفوريوس الصّوريّ: "وأقول أنا فرفوريوس الّذي في الثّامنة والسّتّين من عمري إنّني من ذلك الإله تقرّبت وبه اتّصلت مرّة واحدة. لقد ظهرت لأفلوطين إذن الغاية دانية، وكانت الغاية بالنّسبة إليه أن يتّحد ويتّصل بالإله الّذي هو فوق كلّ شيء. وفي أثناء إقامتي معه، تمّ له أن يدرك ذلك الهدف أربع مرّات ليس بالقوّة بل بالفعل الّذي يفوق الوصف" ( وقد امتدّت إقامته معه 5 سنوات). هذا ونلاحظ أنّ أغسطين يضفي طابعا مسيحيّا على تجربة أفلاطونيّة أساسا ويشرك فيها أمّه الّتي لا تعرف مذاهب الفلاسفة ويشير إلى طابعها اللُّمعيّ الخاطف "فكأنّها برق تألّق بالحمى/ ثمّ انطوى فكأنّه لم يلمع". في القرآن الكريم وردت آيات تتحدّث عن رؤية الله كأقصى درجة من نعيم الآخرة منها الآية 75: 23 المختلف في تفسيرها: "وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربّها ناظرة". وتكلّم المتصوّفة المسلمون كثيرا عن رؤية الله في الدّنيا بعين القلب بعد سقوط الحجب، وهي المقصودة لا شكّ بالقول المنسوب لعليّ كرّم الله وجهه حين سئل: "هل رأيتَ ربّك؟" فأجاب: "لا أعبد ربّا لم أره". رأى السّهرورديّ مثلا أنّ القلوب ترى الله بنظر الإيمان في الدّنيا وتراه الأبصار بنظر العيان في الآخرة لكن دون الإدراك "فهو سبحانه وتعالى مرئيّ للقلب معلومه غير مدرَك له، وهكذا في القيامة مرئيّ للعين غير مدرَك لها، إذ جلّ أمره عن الإدراك، إذ الإدراك يؤدّي إلى الاشتراك وهو سبحانه لا شريك له". ونجد عند ابن سينا، في "الإشارات والتّنبيهات" فكرة أنّ الاستغراق في مشاهدة الله أقصى درجات لذّة النّفس "المتألّهة". وأجاز الغزاليّ انعتاق النّفس من سجن البدن في هذه الدّنيا وتمزيق براقع الرّغبات والشّهوات الّتي تحجب عن النّفس جليّة الحقّ بالمجاهدة والرّياضة، كالصّوم وتبدّل الصّفات الخ، وإن كان في التّهافت قد تحدّث عن تيسّر ذلك للأنبياء بقوّة الحدس: "فربّ نفس مقدّسة صافية تشتعل حدسا في جميع المعقولات وفي أسرع الأوقات".

9-10

أخي: ناويغيوس Navigius أصغر من أغسطينوس على الأرجح ( وإن كانت كثرة استخدامه لمثل الابن الأصغر العائد من الضّلال قد تشير إلى العكس)، وأختهما: بربيتوة Perpetua.

9-11

اشتُقّ balneum باللاّتينيّة وbalaneion باليونانيّة من فعل ballein باليونانيّة ومعناه رمى وقذف ومنه اشتُقّ أيضا اسم الشّيطان في اللّغتين diabolos/diabolus وربّما اسم "إبليس" بالعربيّة.

9-12

مونيكة وبتريكيوس: ربّما كان اسم مونيكة الّذي لم يرد قبل في الآداب اللاّتينيّة ذا أصل بربريّ.

9-13

قدّامك صامتا وصادعا: in conspectu tuo tacite fit et non tacite مجانسة صوتيّة بالتّاء.

10-2

قدّامك لك صامتا وصادعا: in conspectu tuo tacite fit et non tacite مجانسة صوتيّة بالتّاء

10-2

فقرة مليئة بالمقابلات، وفي بعضها جناس: approbet/improbet,  respirent/suspirent.

10-4

- يضمّ/يخطف، يفرّق/يلذّ: capit/rapit, spargit/sapit جناس وسجع، ونلاحظ في الفقرة كلّها مجانسة صوتيّة بالميم؛ وأنّ أغسطين يستعرض إدراكات الحواسّ الخمسة مرتّبة حسب أهمّيّتها.

- أنكسيمنس: فيلسوف يونانيّ ( القرن 6 ق م) جعل الهواء أصل الكون بدلا من الماء عند طاليس ونلاحظ هنا أنّ أغسطين يتوجّه إلى "الاسطقسات الأربعة" بترتيب تصاعديّ في اللّطافة والشّرف.

- أبعث لواحظ عينيّ: تلك هي النّظريّة القديمة في البصريّات ( انظر أبوليوس: المرافعة 15).

- "بل هي تتحدّث للجميع...بداخلهم": "تسبّح له السّماوات السّبع والأرض ومن فيهنّ، وإن من شيء إلاّ يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم" الإسراء: 44

10-6

- صور: ترجمنا بنفس الكلمة imago الّتي هي تمثّل ذاتيّ و forma الّتي هي واقع موضوعيّ.

- يرى كنط أيضا أنّ ما في نفس الإنسان لا يقلّ عظمة عن الكون الرّحيب: "شيئان يملآن القلب إعجابا وإجلالا متجدّدين باستمرار ومتزايدين باستمرار بقدر ما يتعلّق بهما التّفكير ويتركّز عليهما: السّماء المرصّعة بالنّجوم فوقي والقانون الأخلاقيّ بداخلي" ( نقد الفكر العمليّ) وذلك شبيه بقول المعرّي: "وتحسب أنّك جرم صغير/ وفيك انطوى العالم الأكبر". ومثل أغسطينوس جعل الغزاليّ معرفة النّفس مقدّمة ووسيلة لمعرفة الله، لأنّ "من عرف نفسه فقد عرف ربّه وعرف صفاته وأفعاله" ( المستصفى). أمّا معرفة الذّات بالذّات فهي عنده مباشرة ( معارج القدس).

10-8

المعرفة كتذكّر: واضح هنا تأثير النّظريّة الأفلاطونيّة في حوار "مينون". هذا وقد أوّل أغسطين المثل الأفلاطونيّة كأفكار إلهيّة خلاّقة semines rationales ( حيث أنّ علم الله ذات قدرته).

10-10

cogitare: علم أو فكّر. يقرّب الكاتب بين كلمتين متشابهتين في اللّفظ تعنيان الجمع والمعرفة أو التّفكير هما:   cogoأو colligo و cogito زاعما أنّ بين  cogo و cogito، أي جمع وفكّر مثل ما بين ago و agito أو facio و factito أي بين فعل واعتاد الفعل أو عمل ودأب على العمل.

10-11

- فكرة وجود أعداد قبليّة في أذهاننا، بناء على الفلسفة الأفلاطونيّة، تبدو مناقضة لواقع أنّ بعض المجتمعات البدائيّة لا تعطي أسماء إلاّ لمجموعة متناهية من الأعداد تسمّي ما فوقها "كثيرا" لا لعدم معرفتها بالعدّ بل لأنّها، كالأطفال، لا تتصوّر تتابعا لامتناهيا من الأعداد. لاحظ أنّ الرّياضيّات الحديثة أدخلت بالاعتماد على نظريّة المجموعات البناء الأوّليّاتيّ للعدد: فيتمّ بناء مجموعة الأعداد الطّبيعيّة على أساس نظريّة التّكافؤ بين المجموعات والكردينال أو انطلاقا من مسلّمات بيانو Peano ثمّ توسّع إلى الأعداد الصّحيحة فالعاديّة فالحقيقيّة ( من خلال نظريّة السّلاسل المتقاربة) فالعقديّة، وذلك من بإدخال عمليّات وبنى جديدة.

10-12

يستخدم الكاتب 3 ألفاظ للتّذكّر لا يوجد مثلها في العربيّة:  memini وreminisci وrecordor.

10-13

الفرح وذكرى الفرح: يوجد نفس التّمييز بين السّعادة وذكراها في التّاسوعات 1: 5

10-14

إشكال تذكّر النّسيان: آت من تجسيده وهو مجرّد اسم يطلق على عدم- بحيث يقع أغسطين في نفس الخبط الّذي انتقد عليه المانويّة حول مسألة الشّرّ- وكذلك من توزيعه الطّوبولوجيّ للذّكريات "داخل" الذّاكرة- ولا ندري كيف يتصوّر فيه محلّ الذّكريات المركّبة حيث تتدخّل عدّة حواسّ. وقد أشار في تحليله للنّسيان إلى العامل الزّمنيّ ( الاضمحلال حسب خطّ إبنجهاوس)، لكن هناك عوامل أخرى كقلّة المذاكرة أو الممارسة وضعف الدّافعيّة وأسلوب التّعلّم ( الافتقار للكلّيّة) والوقم أو التّشابك ( كالاختلاط بين أسماء متشابهة والتّحريف) وعوامل شخصيّة كالنّزعة إلى نسيان الذّكريات المؤلمة ( بل أثبت التّحليل النّفسيّ أنّ الوعي يدفع بعض الذّكريات عمدا في اللاّوعي بعمليّة كبت حيويّة غايتها التّخلّص من الآثار المؤلمة لبعض التّجارب الّتي من مصلحة الشّخص التّخلّص منها، والنّسيان إذّاك ينمّ عن رغبة في إلغائها، وذلك يظهر لا فقط في العقد والأمراض النّفسيّة بل حتّى في أمور تافهة كفلتات اللّسان ونسيان أسماء الأشخاص. ومن الظّواهر الجديرة بالذّكر الاستذكار المزيّف بإيحاء أو بنحو تلقائيّ) 

10-16

فِكر أو انطباعات: notiones vel notationes جناس ناقص.

10-17

"لِم يلد الحقّ الكراهية؟":  ترنس الإفريقيّ، فتاة أندروس: 1-1 .

10-23

- ننأى/ندنو: recedimus/accedimus مقابلة مع جناس مطلق.

- لا أن يسمع ما يريد، بل أن يريد ما يسمع: قلب#.

10-26

<<..

 

..>>