القدّيس أغسطينوس

 

الاعترافات

 

الحواشي

 

حواش 

13

12

11

10

9

8

7

6

5

4

3

2

1

مقدّمة

 

 ملاحظات

 

- الإنسان: المقصود أغسطين، لكن لا في فرديّته بل كإنسان. ونرى أنّ أغسطين يستهلّ اعترافاته بالدّعاء ومخاطبة الله مباشرة وأنّه يقصد لا الاعتراف بأخطائه فقط بل كذلك تمجيد الله، في معنى قريب ممّا جاء في دعاء للرّسول صلعم: "أبوء لك بذنبي وأبوء لك بنعمتك". وفناؤه أي وضعه ككائن معدّ للموت هو في المسيحيّة ثمرة الخطيئة الأولى ويكني به في 2-2 عن الخطيئة.

- قلقة/تستريح: inquietum/requiesdat جناس ومقابلة. وتذكّر فكرة راحة النّفس في الله بالآية 13: 28 من القرآن الكريم: "ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب".

- المبشّر بك: قد يعني القدّيس بولس أو أمبروسيوس (5-13 فما بعد) أو تركه عمدا في عمومه.

1-1

الله في كلّ كائن: يذكّر بقول الحلاّج: وأيّ الأرض تخلو منك حتّى/ تعالوا يطلبونك في السّماء// تراهم ينظرون إليك جهرا/ وهم لا يبصرون من العماء. لكن لا يعني الحلوليّة أو وحدة الوجود.

1-2

- ملذّتي: dulcedo في النّسخة العربيّة من الكتاب المقدّس "جودة" ( مزمور 30: 20) و"جود" ( مزمور 67: 11) لكنّ الحلاوة والعذوبة أقرب للمعنى ( وكذلك في: 1-6، 1-20) "وليس عندنا لهذه المعاني أسامٍ غير هذه الأسامي فمن استشنعها استعمل غيرها" ( كما قال ابن سينا: النّجاة 3: 2 معتذرا عن قوله إنّ الله "يكون ذاته لذاته أعظم عاشق ومعشوق وأعظم لاذّ وملتذّ").

- هم في هذرهم بكم: loquaces muti sunt تضادّ بلاغيّ لتأكيد المعنى oxymoron.

1-4

سفر المزامير 129: 3

1-5

- حياة مائتة أو موت ملتفع بالحياة":  vitam mortalem an mortem vitalem قلب chiasma. نجد عبارة شبيهة في "مدينة الله" 13: 10

- الأبديّة حاضر متواصل: كذلك 11-13، "ليس عند ربّك صباح ولا مساء" ( حديث شريف).

- مؤثرا وجدانك وهو لا يجدك على عدم وجدانك وهو يجدك: قلب آخر. 

1-6

يورد كامو في "الإنسان المتمرّد" هذه القولة لهيغل: "بريء وحده غياب الفعل، كينونة الحجر ولا حتّى كينونة الطّفل". فالعالم عنده خال من البراءة لانفصاله عن الرّوح. وقد غيّر الأدب الواقعيّ ( الفرنسيّ جول رونار مثلا) والتّحليل النّفسيّ ( سيما فرويد) النّظرة التّقليديّة إلى الطّفولة والصّبا.

1-7

يتحدّث أغسطينوس عن نفسه بصيغة الجمع أحيانا، خاصّة عند الحديث عن أمور عامّة مشتركة.

1-9

- الكنيسة: هي مجموعة المسيحيّين، كالأمّة عند المسلمين، وهم يعتبرونها امتدادا للمسيح. الأسرار تعني إمّا الحقائق الخفيّة، كالتّثليث، أو بعض الطّقوس المسيحيّة الّتي يعدّونها تعبيرا حسّيّا عن العلاقة الكيانيّة بين الله والإنسان. وهي عند الكاثوليك سبعة: العماد (=الانضمام إلى عائلة الله) والقربان المقدّس (الافخارستية حيث يقدّم لله قربانا لا ذبائح بل جسد ابنه ودمه، فهي استعادة لافتداء المسيح للبشر من الخطيئة) والتّثبيت والزّواج والدّرجات المقدّسة والمصالحة ومسحة المرضى. والاثنان الأوّلان مشتركان بين كلّ الطّوائف المسيحيّة. 

- نفسي/حماك الآمن: animae meae/tuta tutela tua تجانس صوتيّ.

1-11

- فكرة استخدام الله أخطاء الإنسان لما فيه خيره: ( كذلك 5-8، 9-8) وأنّه يحبّ ما هو شرّ له ويكره ما فيه خيره لقصور إدراكه توجد في القرآن كما في قصّة موسى والعبد الصّالح: الكهف 65-82، أو الآية 2: 216  "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبّوا شيئا وهو شرّ لكم". ويلحّ أغسطين على متاعب الطّفولة ( "الوجيز" 17: 66، "مدينة الله 21: 14)، وفق ما جاء في الكتاب المقدّس ( سفر أيّوب 7: 1، سفر يشوع بن سيراخ 40: 1).

- ليس خيرا ما يفعل الإنسان مكرها: نجد نفس الفكرة عند ترنتيوس في "الأخويّن" 1: 1

- ريّ ظمإ لا يرتوي إلى عوز باذخ ومجد مخزٍ: satiandas insatiabiles cupiditates copiosae inopiae et ignomoiniosae gloriae  مقابلة وسجع وجناس.

1-12

- أساتذة: grammatici تقريبا كمدرّسي الفصول الإعداديّة والثّانويّة حاليّا.

- أينياس: أب الرّومان الأسطوريّ فرّ من طروادة بعد انتصار الآخيّين. لاحظ تجاهل أغسطينوس لأحد رموز الثّقافة اليونانيّة اللاّتينيّة من باب التّحقير.

- علّيسة: ملكة قرطاج التي هامت بأينياس عند إقامته بقرطاج مع مرافقيه في طريقه إلى إيطالية. أحرقت نفسها لحبّ أيناس حسب الإنياذة، أو هربا من طلب الملك هيارباس الزّواج منها بعد إقامة محرقة لتذكّر زوجها الأوّل آشرباس كبير كهنة ملقرت حسب المؤرّخين.

- أزني عليك: جاء هذا المعنى في سفر المزامير 72: 27

- تأثير الوسط على سلوك الفرد: ( انظر كذلك 2-9) يتّخذ اليوم في عالم الحضارة الصّناعيّة المتقدّمة ووسائل الإعلام والتّأثير الحديثة قوّة تفوق كثيرا ما كانت عليه الحال في عصر أغسطين، فهو عالم كلّيّ استبداديّ يسحق كلّ تمرّد ويدمج كلّ قوّة اجتماعيّة معارضة كما يبيّن مركوز. 

- الشّاعر: فرجيليوس صاحب "الأنياذة" وهي معارضة لإلياذة وأوديسة هوميروس اليونانيّ.

- تعارف واصطلح: pacitum et placitum جناس مضارع.

- كريوسة: زوجة أينياس، لمّا فرّ تفطّن إلى غيابها فعاد فرأى ظلّها الذي أخبره بأحداث رحلته.

1-13

- تعيدنا مراراتها الشّافية/زغنا إلى الحلاوة الموبوءة: مقابلة ثلاثة بثلاثة.

- تأديب الأطفال بالعقاب الجسديّ: مبرّر في النّهاية عند أغسطينوس، وهو متأصّل في الحضارة الرّومانيّة كما نجد في بعض قصائد مرتياليس 40-102م أو في كتاب تعليم الخطابة لكونتليانوس 35-96، ومندوب في الكتاب المقدّس أمثال 10: 13، 13: 24، 15: 22، سيراخ 30: 9-13 

1-14

- سيل العادة البشريّة flumen moris humani الإرث الثّقافيّ الوثنيّ، وقد ذكر أبرز ممثّليه أو ضمّن استشهادات منهم، اللاّتين: ورجيليوس (1-13، 1-16، 1-17، 8-2) ترنتيوس (1-16،10-23)، شيشرون (3-4)، سالّوست (5-2 دون تسميته) وفي "مدينة الله" وارّون وسينيكا؛ واليونان: هوميروس، الفلاسفة الأفلاطونيّون الأكاديميّون (5-8) والمحدثون (7-9) دون ذكر أسمائهم، لكنّه في "مدينة الله" مثلا ذكر أفلاطون وأفلوطين وفرفوريوس مثنيا عليهم، مع بيان نقصهم مقارنة بالمسيحيّة، ممّا يدلّ على عمق هذا الرّافد في ثقافته.

- يوبتر: كبير آلهة الرّومان كزيوس عند اليونان، له مغامرات عاطفيّة كثيرة مع إلهات وإنسيّات. 

- السّفليّ: tartareum نسبة إلى أحد أنهار العالم السّفليّ في الميثولوجيا اليونانيّة والرّومانيّة.

- القصبة forum وسط المدينة حيث المباني العامّة وحيث يجتمع الشّعب للانتخابات وفي الأعياد

- ترنتيوس: شاعر مسرحيّ إفريقيّ 190/185-165 ق م والمقطع من مسرحيّة "الخصيّ".

- دناية: بنت أكريسيوس حبسها بعدما أخبره العرّاف بأنّها ستلد ابنا يقتله فتسلّل إليها يوبتر كشعاع

- الكلمات أوعية: ( كذلك 5-3) هل اللّغة حقّا محايدة؟ ألا تحمل، في ألفاظها وفي جوانبها البنيويّة رؤية للعالم؟ في الإسلام شبّه إخوان الصّفا وابن عربيّ الألفاظ والمعاني بالأجساد والأرواح.

1-16

يونون: زوجة يوبتر، وتطابق هيرة عند اليونان. في الأنياذة هي حامية علّيسة ملكة قرطاج.

1-17

إنجيل القدّيس متّى 19: 14

1-19

حبّا لحبّك: amore amoris tui نجد كثيرا من هذه العبارات حيث يقوّي التّكرار المعنى.

2-1

- قاذفا/كِبْر، كلل/قلقة، بذور/عقيمة: تضادّات بلاغيّة.

- رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل كورنتس: 7 وقد كان الحواريّون بعكسه متزوّجين. ورفض الإسلام البتوليّة ( الّتي يقابلها فيه الجهاد) وإن وُجد بين المتصوّفة من عدّ الزّواج عائقا لإخلاص الحبّ للّه، كمالك بن دينار الذي دعا إلى التّجرّد ورأى أنّ عرس المتّقين يوم القيامة، بينما دافع آخرون عن ضرورته كالجنيد القائل: "أحتاج إلى الزّوجة كما أحتاج إلى الطّعام" والتّستريّ القائل: "الصّبر عنهنّ خير من الصّبر عليهنّ والصّبر عليهنّ خير من الصّبر على النّار"

- تلميح إلى قول المسيح: "من الخصيان من وُلدوا كذلك من بطون أمّهاتهم ومنهم من خصاهم النّاس ومنهم من خصوا أنفسهم من أجل ملكوت السّماوات. فليحتملّ من يحتمل" ( متّى 19: 12)

- درب/درنة: limes/limosa جناس مضارع استخدم قبله "درب مضيء": luminosa limes.

- ألطاف صرامتك: misericorditer saeviens تضادّ لتأكيد المعنى.

2-2

- مادورة: حاليّا مدوروش بشرق الجزائر 20 ميلا ج-غ سوق أهراس، ومسقط رأس أبوليوس.

- طاغستة: حاليّا سوق أهراس بشرق الجزائر.

- من أيّة أعماق نصرخ: تلميح إلى سفر المزامير 129: 1 "من الأعماق صرختُ إليك يا ربّ".

- يحبّ خليقتك بدلا منك: في 1-20 تحدّث كذلك عن حبّ الصّانع وحبّ صنعه: وعلى أساس مماثل صنّف إخوان الصّفا النّاس إلى "عامّة إذا رأوا مصنوعا حسنا أو شخصا مزيّنا تشوّقت نفوسهم إلى النّظر فيه والتّأمّل له، وخاصّة إذا رأوا صنعة محكمة أو شخصا مزيّنا تشوّقت نفوسهم إلى صانعها الحكيم" ( رسالة 37). وفي القرآن آيات تعدّ المال والبنين والنّساء فتنة تلهي الإنسان عن ربّه لكنّ النّظرة المسيحيّة، كما يعبّر عنها أغسطينوس، تبالغ في التّشهير بزينة الحياة الدّنيا.

- بيتك المقدّس: يقول جلال الدّين الرّوميّ: "إنّ المسجد الذي بني في قلوب أولياء الله معبد للجميع لأنّ الله فيه"، وقد سمّى الصّوفيّة القلب بيت العزّة وبيت الحرم وبيت المقدس حسب مقام السّالك.

- المرشّح للتّنصّر catechumenus لا يشارك في بعض الطّقوس: شاتوبريان: عبقريّة المسيحيّة

- أستطيب الشّهوة: libebat libidine جناس مطلق يظهر تأصّل الشّهوة فينا من الاشتقاق ذاته.

- بابل: في الأدبيّات اليهوديّة والمسيحيّة رمز للفجور والفسق.

2-3

- القتل للقتل: يطرح أندريه جيد موضوع الفعل المجّانيّ في روايته الشّهيرة "أقباء الفاتيكان".

- كاتلينا: 108-62 ق م قام بمحاولة انقلاب فاشلة بعد فوز منافسه شيشرون في انتخابات 63 ق م بالقنصليّة والمدينة رومية وراوي أخباره المؤرّخ سالُّست. وقد تبدو مقارنة سرقة الكمثرى بجرم كاتلينا متعسّفة، لكن قد يكون للجريمة معنى رمزيّ، فهي تذكّر بخطيئة آدم وحوّاء.

2-5

- حول حرّيّة الإنسان يتّخذ أغسطينوس موقفا شبيها بنظريّة الكسب عند الأشاعرة القائلة بأنّ الإنسان يريد الفعل الذي يختاره ولكنّ التّنفيذ من الله خالق كلّ شيء وخالق حرّية الاختيار هذه في الإنسان وكذلك الفعل الذي تُنفذ بمقتضاه ، ويرفض نظريّة البيلاجيّين الشّبيهة بموقف المعتزلة والمؤكّدة على حرّيّة الاختيار أساس التّكليف، لكن دون إنكار الحرّيّة تماما. بنعمة الله يكتسب الإنسان الحرّيّة الحقيقيّة. أمّا المعرض عنه فحرّيّته وهميّة. نجد لاحقا موقفا مشابها عند بسكال والجانسينيّين، وعند مالبرانش، وكذلك عند اسبينوزا في ربطه بين الحرّيّة والعقل.

- فعل الحرام لأنّه حرام: معلوم أنّ كلّ محظور مرغوب، كما في حكاية "ذي اللّحية الزّرقاء".

2-6

نشيد المراقي: مجموعة مزامير من الزّبور 119-133، وقد اختُلف في تفسير أصل التّسمية.

الصّداقة العدوّة اللّدود: nimis inimica amicitia تضادّ بلاغيّ مع جناس ناقص.

2-9

أتشبّع ولا أشبع ( أو: بنهم لامحدود): insatiabili satiate تضادّ بلاغيّ مع جناس.

2-10

- تأثير المأساة: وضع أرسطو نظريّة التّنفيس أو التّطهير catharsis لتفسير أثر المأساة على المتفرّج: فهو يُخلي مشاعر الخوف والرّأفة من خلال عيشه مصائب البطل بنحو وهميّ، وللمأساة إذن أثر إيجابيّ فهي تسمو بالنّفس خلافا لما ذهب إليه أفلاطون الذي نبذ الشّعراء من جمهوريّته.

- ألطاف صرامتك: misericorditer saeviens تضادّ للتّاكيد.

- لذّة مؤذية/ مسرّة بائسة: perniciosae voluptatis/miserae felicitatis تضادّ للتّأكيد.

3-2

- العلوم الشّريفة سبعة: ثلاثة دنيا هي النّحو والخطابة والمنطق، وأربعة عليا هي الحساب والموسيقى والهندسة والفلك. وقد كتب عنها في عصره تقريبا الإفريقيّان مكروبيوس وكابلاّ.

- المدمّرون: eversores في الكلمة كذلك معنى القلب والتّبديد ونزع الملكيّة، أقرب مفهوم حديث لها "العدميّون" كما يصوّرهم دستويفسكي في "الممسوسون" وكما يرفع شعارهم ماكس شترنر.

3-3

- شيشرون: 106-43 ق م سياسيّ وأديب رومانيّ مشهور بخطبه وسلاسة أسلوبه. لاحظ هنا أيضا لهجة التّجاهل والتّحقير إزاء أحد رموز التّراث الثّقافيّ اليونانيّ اللاّتينيّ.

- هرتنسيوس: سمّي كذلك لأنّه جاء في قالب حوار مع محام بهذا الاسم. لم يبق منه إلاّ شذرات. وليس مهمّا حقّا، ولا شيشرون نفسه، في تاريخ الفلسفة، لكنّ معرفة أغسطين المحدودة باليونانيّة، لغة الفلسفة بلا منازع في عصره، جعلته يدرس الفلسفة من مصادر لاتينيّة أساسا. كذلك يحدث أن يكون كتاب غير مهمّ في حدّ ذاته نقطة انطلاق لتفكير أحد أعلام الفكر الإنسانيّ.

- رسالة القدّيس بولس إلى أهل كولسّي 8: 2-9، ورغم محاربة النّصرانيّة للفلسفة إلاّ أنّها تأثّرت هي ذاتها بفلسفة عصرها لاسيما الأفلاطونيّة مثلا في فكرة الوسيط بين الواحد والكثرة.

3-4

- تولّيوس: تسمية لشيشرون.

3-5

- الفارقليط: Paracletus الرّوح القدس الذي بشّر المسيح بنزوله بعد رفعه إلى السّماء وهبط حسب النّصارى على حواريّيه فذهبوا للتّبشير بين الأمم، كالرّوح الأمين الذي نزل برسالة الإسلام

- ميدية: بنت أيتيس ملك كلخيدة ساحرة أسطوريّة أعانت ياسون على الحصول على الجزّة الذّهبيّة

- سفر الأمثال 9: 17 ويكني بالمرأة الجاهلة الصّخّابة عن الفضول المغرور.

3-6

- لا أعرف/حقّ: noveram/veram جناس اقتضاب.

- المسائل المانويّة: أصل الشّرّ والتّشبيه والطّعن في أنبياء التّوراة لأنّهم قاتلوا وقدّموا ذبائح ( إذ تحرّم المانويّة قتل الحيوان: وقد ردّ عليهم أغسطين في مدينة الله 1: 20 بأنّ الله سخّر للإنسان الحيوان حيّا وميّتا) واتّخذوا عدّة زوجات ( تزوّج إبراهيم سارة وهاجر وترك سراري تك 25: 6، وأخوه ناحور بأكثر من واحدة تك 22: 20-24، وترك جدعون 70 ولدا قض 8: 30-31، ويعقوب الأختين ليئة وراحيل وأمتيهما زلفة وبلهة، وكذلك شاول وداوود الّذي تزوّج 9: مل1 1: 19 و25 ومل2 3: 2-5 و7: 23 و11: 4 وترك 10 سراري مل2 15: 12-16 وقد لمّح القرآن إلى ذلك في إشارته إلى حادثة انتزاعه زوجة أوريّا 38: 23-24، وسليمان 1000 زوجة وسرّيّة: مل3 11: 3، ولم يرد في الكتاب المقدّس تحديد لعدد الزّوجات لكنّ التّلمود حدّده بأربع).

- تغيّر العدالة حسب الزّمان والمكان: يذكّر هذا بنصّ لباسكال عن نسبيّة الأخلاق والعدالة البشريّة حيث ما هو عدل في جانب من جبال البرانس ظلم في الآخر. كذلك أجاز فقهاء الإسلام اختلاف الأحكام حسب المجتمعات في ما لم يرد فيه نصّ حتّى أنّ الشّافعيّ غيّر مذهبه لمّا ذهب إلى مصر، كذلك أكّد القرآن على نسبيّة الشّرائع الإلهيّة في جانب منها: "لكلّ خلقنا منكم شرعة ومنهاجا" 5: 48، وتلك سنّة الله في خلقه "ولو شاء ربّك لجعل النّاس أمّة واحدة ولا يزالون مختلفين" 11: 118  

- البرّ: justitia أو العدل، يتّحد جانباه الأخلاقيّ والتّشريعيّ في الدّين بعكس القانون الوضعيّ.

- الآباء الأتقياء: يقصد الرّسل والأنبياء.

3-7

- إنجيل القدّيس متّى 22: 37 و39

- سدوم: مدينة قوم لوط، تقع على البحر الميت، في الأردنّ حاليّا.

- الوصايا الثّلاث تنظّم علاقة العبد بخالقه والسّبع علاقته بغيره ( سفر الخروج وتثنية الاشتراع). وفي تأويل أغسطين جاءت الأولى ثلاثا تأكيدا للتّثليث والتّالية سبعا لعلاقة هذا العدد بقصّة الخلق.

3-8

- النّيّة معيار أخلاقيّة الفعل: كما عند كنط لاحقا،  كذلك ورد في الحديث: "إنّما الأعمال بالنّيّات".

3-9

- ماني: 216-274/277 م ادّعى إتمام سلسلة الوحي من آدم إلى زرادشت وبوذا وعيسى، أسّس مذهبا يشترك مع المذاهب الغنوصيّة في القول بسقوط الرّوح إلى عالم المادّةأصل الشّرّ، وإمكانيّة تحريرها منه بالرّهبنة والزّهد، "زعم أنّ العالم مصنوع مركّب من أصلين قديمين أحدهما نور والآخر ظلمة...وهما في النّفس والصّورة والفعل متضادّان وفي الحيّز متحاذيان تحاذي الشّخص والظّلّ" ( الشّهرستانيّ: الملل والنّحل ج1) وللأوّل "أعضاء خمسة جوّيّة: الحلم والعلم والعقل والغيب والفطنة، وخمسة أرضيّة: النّسيم والرّيح والنّور والماء والنّار وللآخر خمسة أعضاء: الضّباب والحريق والسّموم والسّمّ والظّلمة. وذلك الكون النّيّر مجاور للكون المظلم لا حاجز بينهما، والنّور يلقى الظّلمة بصفحته ولا نهاية للنّور من علوّه ولا يمنته ولا يسرته، ولا نهاية للظّلمة في السّفل ولا في اليمنة ولا في اليسرة" ( ابن النّديم: الفهرست). وقد بلغ أوج انتشاره في القرن الرّابع م وأثّر قليلا في بعض المذاهب الإسلاميّة. وكانت كنيسته تتكوّن من خليفته ومعلّمين وأساقفة وأبدالا ومجموع الأصفياء وعامّة المؤمنين.

3-10

نشر المانويّة سرّا: خوفا من قمع السّلطة الّتي صارت موالية للكنيسة الكاثوليكيّة. انظر ترجمة فاوستوس وسمّاكوس وأمبروسيوس في التّعليق على 5: 3 و5: 13 وكذلك في 5: 10 تخفّيهم.

4-1

أبقراط: 460-377 ق م تقريبا، طبيب يونانيّ مشهور، ما زال الأطبّاء يؤدّون قسمه.

سأبحث عنه بنفسي: انظر 6-6 والطّبيب المذكور هو ونديكيانوس، اشتهر في عهد فالنتينوس الأوّل والثّاني، ترجم لأبقراط، ولم يكن نادرا تكريم العلماء بمناصب كولاية إقليم ( انظر مرافعة أبوليوس). ومسرح الأحداث قرطاج ( إذ كان صديقه نبريديوس يسكن قريبا منها 6-10).

الصّدفة أو البخت لا فنّ...:  جناس ناقص.

4-3

- ذكرى موت صديقه: من التّجارب الحاسمة في حياته. وقد يبدو غريبا ألاّ يذكر اسمه والحقّ أنّ الاعترافات ليست سيرة ذاتيّة بل هي تحليل استبطانيّ غايته الاعتبار والإشادة بعظمة الله وعنايته.

- حديث الأشياء: يوجد هذا التّشخيص prosopopeia في عدّة مواضع (8-11، 9-10، 10-6، 11-4) وهو أسلوب بلاغيّ ويعكس كذلك تفكير أغسطين كأفلاطونيّ ومسيحيّ بأنّ للأشياء حديثا وإن لم نفقهه. لاحظ كذلك كيف يخاطب نفسه، مبيّنا تمزّقه ( كما في يائيّة المتنبّي: كفى بك داء). 

4-4

كنت بائسا وفقدت: miser eram amiseram جناس.

4-5

- أورستس ابن أغاممنون ثأر له بقتل أمّه وعشيقها، وبيلادس ابن عمّته وزوج أخته إلكترا.

- روح في بدنين: تذكّر العبارة بقول الحلاّج: أنا من أهوى ومن أهوى أنا/ نحن روحان سكنّا بدنا، أو قول جميل: تعلّق روحي روحها قبل خلقنا/ ومنذ أن كنّا مطافا وفي المهد.

4-6

لا أريد ولا أستطيع: nec volebam nec valebam جناس مختلف.

4-7

الكذبة الكبرى: المانويّة، وأصدقاؤه المقصودون أتباعها والاستحكاك الفضول العلميّ.

4-8

بفقدان حياة الأموات موت الأحياء: ex amissa vita morientium mors viventium قلب.

4-9

- الجنود: الملائكة ( كما جاء في القرآن الكريم: "ولله جنود السّماوات والأرض" 48: 4 و7) وعموما كلّ القوى المسخّرة لتنفيذ مشيئة الله.

- الحياة سباق نحو الموت: في مدينة الله 13: 10: omnino nihil est aliud tempus vitae huius quam cursus ad mortem.

4-10

هذه الفقرة مليئة ( كفقرات كثيرة أخرى) بفنّيات بلاغيّة كالمقابلات والسّجع والإيقاع يصعب نقلها.

4-12

البهيّ بذاته وبغيره: نجد فكرة مماثلة عند أفلوطين: "ربّ أمور لا حُسن لها من ذواتها القائمة بها بل على سبيل المشاركة مثل الأجساد، وربّ أمور كان حسنها من ذاتها مثل الفضيلة في حقيقتها"، ومناقشة لفكرة الجمال كتناسب بعض الأجزاء مع بعض وتناسبها بالنّسبة للكلّ (ت1، ف6).

4-13

الجوهر الفرد monada والمزدوج diada.

4-15

- المقولات العشر: الجوهر والأعراض التّسعة: الكم والكيف والإضافة والأين والمتى والملك والوضع والفعل والانفعال، جمعها بعضهم رجزا: نريد الطّويل الأزرق ابن مالكِ/ في بيته بالأمس كان متّكي// بيده رمح لواه فالتوى/ فهذه عشر مقولات سوا. وشُهر الكتاب عند العرب باسم "قاطيغورياس" وعُرف كذلك من خلال شرح فرفوريوس له المعروف باسم "إيساغوجي".

- ذات الله هي صفاته: فكرة تعود إلى اكسينوفان (570-480 ق م)  وأنباذقليس (490-430). رفعها في الإسلام أبو الهذيل العلاّف والمعتزلة أهل التّوحيد وفلاسفة الإسلام. لاحظ أنّا نجد مثال الجسميّة والجمال ( الوارد كذلك في 13-2) عند أفلوطين: "فإنّ الجسم الواحد يبدو تارة حسنا وطورا لا حُسن فيه، فكأنّ أيس الأجسام شيء وأيس الحسن شيء آخر" ( التّاسوعات 1: 6).

- أخيلة/ واقع صلب: figmenta/firmamenta جناس مضارع.

- تقدّم لي الأرض شوكا وحسكا وأحصل على خبزي بكدّي: تلميح إلى سقوط آدم ( سفر التّكوين)

- الكلام ( نحو+ خطابة) والاستدلال والهندسة والموسيقى وعلم العدد: تلك هي مع الفلك ( أو علم الهيئة) الّذي لم يذكره العلوم الشّريفة. وجدير بالتّنويه أنّ إفريقيّين آخرين أفلاطونيّين لكن غير مسيحيّين من القرن الخامس كتبا عن هذه العلوم: مكروبيوس وكابلاّ. وغريب أنّ أغسطينوس رغم اهتمامه بالتّنجيم في بعض مراحل حياته ومع معرفته بإنجازات علم الفلك وببعض قوانينه ( مثلا أنّ الكسوف لا يكون إلاّ في فترة المحاق: انظر مدينة الله 3: 15) كان غير ملمّ بهذا العلم.

- أعرضنا/زغنا/لنستدرْ/نُدمّر: aversi/perversi/revertamur/evertamur جناس مطلق.

4-16

- القلقون ( =مرضى القلوب) والظّلَمة: a te inquieti et iniqui جناس ناقص.

- الفارّون من الله يجدونه أمامهم: "والّذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظّمآن ماء حتّى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفّاه حسابه والله سريع الحساب" ( قرآن 24: 39).

- المنهكة ( أو الصّعبة)/ بسماحة ( أو سهولة): difficiles/facilis مضادّة.

5-2

- فاوستوس: 350- قبل 400 داعية مانويّ من مليويس بنوميدية ( ميلة 25 ميلا غرب قسنطينة) وصل إلى قرطاج في 382 وبعد 4 سنوات بُلّغ عنه كمانويّ فنفاه الوالي إلى جزيرة منعزلة، بارحها بعد سنة بعفو عامّ من الامبراطور فالنتينوس 2، وكتب فيها دفاعا عن المانويّة لم يُحفظ ردّ عليه أغسطين في كتيّب 400 ( وكذلك هيرونيموس 347-419). اسمه يعني باللاّتينيّة وحسب العقائد الوثنيّة "الميمون" من هنا السّخرية في قوله "يسمّى فاوستوس هو من أكبر فخاخ إبليس".

- التّكهّنات بالخسوف والكسوف: برع فيها الفلكيّون البابليّون بفضل تدوين أرصاد على مدى مئات السّنين، من ذلك مثلا اكتشاف دور الكسوف ( حوالي 18 سنة ونصف) ومنهم نابورِّماني ( أواخر القرن 5 ق م)، وكيدِنّو ( بداية القرن 4 ق م) الّذي أخذ عنه اليونانيّ هِبّرخوس.

- البهائم والسّمك والطّير: ( المزمور 8) اتّخذها صورا للخطايا الثّلاث "شهوة الجسد وشهوة العين وفخر الحياة" ( رسالة يوحنّا الأولى 2: 16).

5-3

- التّبجّح ( إظهار)/الاعتراف: profiteri/confiteri جناس مطلق.

- الأخفى/بجلاء: abditiora/manifeste تضادّ.

5-5

سينيكا: فيلسوف رومانيّ من المدرسة الرّواقيّة معلّم نيرون ثمّ مستشاره انتحر بأمره في 65 ق م.

5-6

الاحتفاظ بالمانويّة في انتظار وجود أفضل منها: وكذلك دين الأبوين 5: 14 موقف ذرائعيّ يختلف مثلا مع تعليق الحكم epoche عند فلاسفة الشّكّ والأكاديميّين 5: 10 ولاحقا ديكارت وهوسرل.

5-7

- كبريانوس: - 258 م أسقفّ قرطاج الشّهير، من شهداء النّصرانيّة، ترك مؤلّفات دينيّة عديدة.

- يبدو أغسطينوس هنا قاسيا مع أمّه، بعد قسوته في التّخلّي عنها. ذلك أنّ الأمومة عاطفة دنيويّة تشدّ الإنسان إلى الأرض، فقد قال المسيح: "إن كان أحد يأتي إليّ ولا يبغض أباه وأمّه وامرأته وبنيه وإخوته وأخواته بل نفسه أيضا فلا يستطيع أن يكون لي تلميذا" لوقا 14: 26 وقد أتى مثل ذلك في تفضيل المؤمن الله على كلّ علائقه الدّنيويّة في القرآن الكريم ( مثلا في "براءة" 24). وهناك شبه بين هذا الفراق وفراق إينياس لعلّيسة قاصدا إيطالية تدعوه عناية إلهيّة.

5-8

إلى الأبد رحمتك: مزامير 117: 1 وفي القرآن 6: 12 "كتب على نفسه الرّحمة إلى يوم القيامة".

5-9

- جعلتَ...الإثم": سفر المزامير 140: 3-4

- الأكاديميّون: مدرسة أفلاطون وهي في الأصل ذات نزعة وثوقيّة لكنّ الأكاديميّة "الوسطى" المقصودة على الأرجح بزعامة أركليسياس 316-241 ق م غالت في النّزعة الاحتماليّة القريبة من مذهب الشّكّ البيرّونيّ، ثمّ خفّفها ممثّلو الأكاديميّة المتأخّرة ككنيادس 215-126 ق م وفيلون.

- الكاثوليكيّ: كلمة من أصل يونانيّ تعني الجامع وهي كتسمية أهل السّنّة والجماعة في الإسلام. ونفس الكلمة هي أصل تسمية كبير النّساطرة بالجاثليق.

- تعترف لك رحماتك: كذلك 6-7، 7-6 بدلا من أعترف ربّما لردّ الفضل إلى الله في اعترافه.

- دون مخالطة الجسد، ولا أرى كيف يخالطها دون أن يدنّسها: nisi carni concerneretur, concerni autem et non coinquinari non videbam مجانسة صوتيّة بحروف "ك ر ن".

5-10

- مديولانيوم: ميلانو، في أواخر الامبراطوريّة عاصمة جزئها الغربيّ ومحلّ إقامة أحد الأباطرة في تلك الفترة، فقد عيّن ديوكلتيانوس الامبراطور 284-305 مكسيميان في 286 وكنستنتيوس وغالريوس في 293 أباطرة معه في مديولانيوم وتريوري وسِرمينوم بينما كان يقيم في نيكومدية.

- سِمّاكوس: 345-402 ق م سياسيّ وكاتب شهير، ولي حكم إفريقية 373 واشتغل محافظا لرومية 384 ثمّ قنصلا 391، زعيم الحزب الوثنيّ، ترك رسائل منها رسالته المشهورة لفالنتينيانوس الثّاني لإعادة نصب إلهة النّصر الذي أزيل بتأثير من المسيحيّة المنتصرة.

- أمبروسيوس: 339-397 م أسقفّ ميلان ترك آثارا جيّدة في الأدب الدّينيّ يُرى فيها تأثير الأفلاطونيّة المحدثة، وله صلة قرابة بسمّاكوس.

5-13

<<..